«جماعة الجهاد» نظّمت «محاكمة» لعبدالله عزّام ... وبن لادن «أنقذه»
الأحد, 12 سبتمبر 2010
لندن - «الحياة»
يكشف كتاب جديد يصدر الأسبوع المقبل في لندن تفاصيل عن الصراعات العنيفة التي دبّت بين «الأفغان العرب» مع انتهاء «الجهاد الأفغاني» في أواخر الثمانينات. ويقدّم كتاب (BROTHERS IN ARMS) «أخوة السلاح - قصة القاعدة والجهاديين العرب»، للزميل في «الحياة» كميل الطويل، أول رواية من نوعها لـ «المحاكمة الشرعية» التي أُعدت للأب الروحي لـ «الأفغان العرب» الشيخ عبدالله عزام على يد «جهاديين» عرب اتهموه بارتكاب مخالفات خطيرة تُحتم إنزال العقاب به، وذلك قبل شهور فقط من اغتياله في مدينة بيشاور الباكستانية العام 1989.
ويروي كتاب الطويل بالتفصيل قصة تلك «المحاكمة» التي أعدّها قادة في «جماعة الجهاد» المصرية للشيخ عزام، والدور الذي لعبه زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في إنقاذ رفيقه السابق في «مكتب خدمات المجاهدين» من «مقصلة» المصريين. ويكشف أن بن لادن تدخل في اللحظة الأخيرة لدى عزام راجياً منه أن لا يحضر جلسات محاكمته لأن قياديين في «الجهاد» ينوون أن ينفّذوا فيه الحكم الشرعي - بما في ذلك القتل - إذا ما وجدته مذنباً المحكمة التي أُعدت للنظر في الاتهامات الموجّهة إليه. وترتبط تلك الاتهامات بخلافات مالية في شأن إدارة المساعدات التي يرسلها المسلمون من أنحاء العالم لدعم «الجهاد» في أفغانستان والتي كان يتحكم بها «مكتب الخدمات» برئاسة عزّام. لكن السبب الرئيسي لـ «المحاكمة» كان يرتبط بخلاف نشب بين عزّام والإسلامي المصري «أبو عبدالرحمن الكندي» في شأن «مشروع التحدي» الذي كان الأخير يديره في شكل مستقل عن «مكتب الخدمات» والذي كان يُعنى بتقديم مساعدات للمحتاجين في ولايات شمال أفغانستان. استمع عزّام لنصيحة بن لادن ولم يحضر شخصياً جلسات محاكمته التي انتهت إلى إصدار حكم لمصلحة «الكندي» في شأن «مشروع التحدي».
تفادى الشيخ عزام مواجهة خطر إنزال عقوبة القتل به في تلك المحاكمة التي لا يعرف بها كثيرون حتى اليوم. لكن حياته كانت قد وصلت إلى نهايتها. إذ لم تمر شهور قليلة فقط على تلك «المحاكمة» حتى قُتل عزّام مع إثنين من أبنائه بتفجير عبوة ناسفة استهدفت سيارته في مدينة بيشاور الباكستانية في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 1989.
ولم تتبن أي جهة اغتيال عزّام، والكتاب يشدد على أن لا دليل يربط بين مقتله وبين محاكمته على يد «جماعة الجهاد». لكن الكاتب يقول إن إيراد قصة «المحاكمة» هدفها تسليط الضوء على الدور المتزايد الذي لعبه الجهاديون المصريون آنذاك في إبعاد بن لادن عن عزّام. وكان الرجلان من أوائل العرب الذين هبّوا للمشاركة في «الجهاد الأفغاني» في مطلع الثمانينات وشاركا في تأسيس «مكتب الخدمات»، الهيئة التي كانت تُشرف على جلب المتطوعين العرب للقتال في أفغانستان وتقديم المساعدات للاجئين وفصائل المجاهدين الأفغان.
ويحفل الكتاب بقصص عن أسرار العلاقات بين الجماعات «الجهادية» العربية، لكنه يركّز على ثلاث جماعات هي «جماعة الجهاد» المصرية و «الجماعة الإسلامية المسلحة» الجزائرية و «الجماعة الإسلامية المقاتلة» الليبية. وهو يغطّي الفترة الممتدة منذ إنشاء «القاعدة» في أفغانستان العام 1988 وحتى المرحلة الحالية التي تحوّل فيها هذا التنظيم إلى عبارة عن «وكالات» منتشرة في أنحاء العالم.
ويصدر الكتاب (208 صفحات) عن «دار الساقي» التي أصدرت العام 2007 النسخة العربية منه تحت عنوان «القاعدة وأخواتها - قصة الجهاديين العرب». لكن النسخة الإنكليزية تتضمن معلومات إضافية تُنشر للمرة الأولى.
No comments:
Post a Comment