Wednesday 28 September 2011

السويحلي لـ «الحياة»: جبريل ليس رجل المرحلة





  • السويحلي لـ «الحياة»: جبريل ليس رجل المرحلة ولا تنسيق مع الإسلاميين في الحملة عليه
    الاربعاء, 28 سبتمبر 2011
    لندن - كميل الطويل
    أكد الدكتور عبدالرحمن السويحلي، السياسي الليبي البارز والمرشح لمنصب رئيس الحكومة المقبل، أن الحملة التي يشنها على رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الدكتور محمود جبريل لا تنطلق من منطلقات قبلية أو مناطقية، كما أنها لا تتم بالتنسيق مع إسلاميين ليبيين يشنون بدورهم حملة عنيفة للمطالبة بتغيير جبريل. وهاجم محاولات قال إنها تحصل من فئة لم يسمّها لـ «الانفراد بالقرارات المصيرية».
    وأدت خلافات شديدة تعصف بالثوار الليبيين إلى إرجاء إعلان حكومتهم المقبلة للحلول محل نظام العقيد الفار معمر القذافي. وفي حين أقر رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل بوجود اختلافات بين الثوار أدت إلى تأخر إعلان حكومة جديدة، قال الدكتور جبريل في مقابلة مع «الحياة» إن بعض الثوار بدأ يتصارع على «كعكة» السلطة حتى قبل أن توضع في الفرن، في إشارة إلى بقاء جيوب موالية للقذافي في بعض المناطق، مثل سرت وبني وليد.
    وقال الدكتور السويحلي في اتصال هاتفي مع «الحياة» إن «لدينا مجموعة من التحفظات على تصرفات وطريقة إدارة الأمور في الفترة السابقة، كما أن لدينا تحفظات على بعض التصريحات التي تم الإدلاء بها إلى الصحافة. كل هذه الأمور دفعتنا إلى تكوين رأي، وهو أن السيد محمود جبريل ليس الرجل الذي يستطيع أن يقود المرحلة المقبلة».
    وسألته «الحياة» هل اعتراضه هذا على جبريل له علاقة بحقيقة انتماء الأخير إلى قبيلة الورفلة، ومعقلها مدينة بني وليد جنوب شرقي طرابلس، في حين أنه هو شخصياً ينتمي إلى مدينة مصراتة التي حاصرتها في الماضي قوات القذافي التي جاء بعضها من بني وليد، فأجاب: «أنا شخصياً لم أفكّر ابداً في انتمائه إلى الورفلة. هذا تفكير قبلي لم أفكّر فيه أبداً. فكلنا ليبيون ومن هذا المنطلق أفكّر. كما أنني لم أسمع أحداً في مصراتة يقول إن اعتراضه على جبريل ينطلق من انه من الورفلة».
    وأوضح رداً على سؤال عن التصريحات التي أدلى بها جبريل وأثارت تحفظه: «يبدو من بعض تصريحاته أنه يحدد من يستطيع أن يشارك أو لا يشارك (في بناء ليبيا). كما أنه يتحدث عمن يشارك في لعبة وعن اقتسام كعكة. هذه تصريحات تثير الازدراء. إن مصير الشعب الليبي يتقرر الآن. نحن نتحدث عن مصير شعب ومستقبله، وهو يتحدث عن تقاسم كعكة».
    ونفى وجود ارتباط بين الحملة التي يشنها هو على جبريل والحملة المماثلة التي يشنها بعض الإسلاميين وعلى رأسهم الشيخ علي الصلابي المقيم في قطر.
    وقال: «ليس هناك تنسيق مع الإسلاميين في الحملة على جبريل. من حق أي ليبي أن يشارك في الحراك السياسي سواء كان من الإسلاميين أو غير الإسلاميين. لا يستطيع أحد أن يقصي أحداً. علي الصلابي وآخرون يتحدثون من منطلق ولائهم لليبيا، ونحن ننطلق من منطلق وطني» في الانتقادات التي توجّه إلى أداء جبريل.
    ونُقل عن الصلابي هذا الأسبوع إعلانه تأييده لتولي السويحلي منصب رئيس الحكومة المقبل.
    وأوضح السويحلي رداً على سؤال: «لقد حققنا انتصاراً عسكرياً ما زال في حاجة إلى أن يكتمل وما زال علينا أن نحقق انتصاراً سياسياً» من خلال بناء نظام سياسي جديد في ليبيا أفضل من النظام المطاح به.
    وسئل هل الحملة على جبريل لها علاقة بما يُقال عن ضعف تمثيل مدينته مصراتة في الحكم الجديد، فأجاب: «لم أتكلم باسم مصراتة في يوم من الأيام خلال كل صراعاتي مع القذافي. كنت أتكلم انني من مصراتة وليس أنني أتحدث باسم مصراتة. الثوار اليوم في مصراتة هم ثوار ليبيون في المقام الأول قاموا ضد نظام الطاغية. لا يُنظر إليهم على أنهم من مصراتة بل على أنهم ثوار ليبيون (مثل بقية الثوار)».
    وعن المخاوف من أن تترك الهجمات التي تتعرض لها بني وليد وسرت في هذه الأيام على يد الثوار، وبينهم شريحة كبيرة من مصراتة، آثاراً في المستقبل على العلاقة بين مدينته وقبائل بني وليد وسرت، قال إن «الكتائب التابعة للقذافي تُشكل خطراً على كل الليبيين سواء كانوا في مصراتة أو غريان أو سرت أو بني وليد. قدر مصراتة ان كانت وما زالت في المقدمة ضد كتائب القذافي. هذا خيار لم تكن مصراتة تريده، لكنها وافقت على تقديم الكثير من أبنائها في الكفاح ضد القذافي».
    أما عن «حصة مصراتة» في الحكم الليبي الجديد، فأكد السويحلي: «أنا لا أنظر إلى الأمور من هذا المنطلق.
    ولكن الثوار في مصراتة وغير مصراتة مغيّبون عن ساحة القرار السياسي. هناك محاولات للانفراد بالقرارات المصيرية من جانب فئة تحاول التحكم بالأوضاع من أجل مصلحتها».
أرسل إلى صديقتعليق
تصغير الخطتكبير الخط

تعليقات

السويحلي لـ «الحياة»: جبريل ليس رجل المرحلة ولا تنسيق مع الإسلاميين في الحملة عليه

مازال تشوفوا من تصارع
هذه نتائج تورة الناتو اسف اسف ثورةالليبيين هاهاهااهاهاهاهاها مساكين ثيران الناتو

السويحلي لـ «الحياة»: جبريل ليس رجل المرحلة ولا تنسيق مع الإسلاميين في الحملة عليه

المرحلة الانتقالية يديرها المجلس الانتقالي ومكتبه التنفيذي هذا الامر محسوم, لا داعي لاثارة الفتن ووضع العصي في عجلة المجلس.

السويحلي لـ «الحياة»: جبريل ليس رجل المرحلة ولا تنسيق مع الإسلاميين في الحملة عليه

انا اؤيد الدكتور عبدالرحمن السويحلي في ما قال, لكن لن اناقش ذلك لان هناك شي اهم يجب مناقشته وهو , تقديس الرجل, كما فعل البعض مع القذافي نرى اليوم الاسلوب نفسه تجاه جبريل, فصار كل من ينتقد جبريل خائن او ساعي الى افتن وما شابه ذلك من الصفات السيئة ,
يجب ان يتغير هذا الاسلوب ولنحترم كل الشخصيات والاراء ان كنا نريد ليبيا جديدة حرة للكل,
وكفو هجومك عن مصراته , فمصراته لم تسعى للمناصب يوم قاتلت الطاغية وكلام القائد سالم جحا واضح بهذا الخصوص,

السويحلي لـ «الحياة»: جبريل ليس رجل المرحلة ولا تنسيق مع الإسلاميين في الحملة عليه

زعمه قداش خلصتوا بيش توقفوا مع جبريل متعكم واضح كلام ملقن ومعاش يمشي علينا جو اللجان التوريه يافالح انت وهوا

السويحلي لـ «الحياة»: جبريل ليس رجل المرحلة ولا تنسيق مع الإسلاميين في الحملة عليه

محمود جبريل ليس ملاك ويحق لأي شخص أن ينتقده ولكن لماذا هذا التوقيت هل لمجرد أن هناك حكومة ستشكل بدأ البعض بانتقاده أو بالأحرى الهجوم عليه بطريقة مستفزة على الأقل لي شخصيا نعم للإنتقاد لكن لا للتشكيك في وطنيته أو المزايدة عليها من قبل من يدعون أنهم يحبون لييبيا و"مصلحة الشعب الليبي " أكثر منه وهذا الموضوع بالذات أصبح وسيلة للتربع على الحكم . رأيي كمواطنة ليبية أن يبقى كل شيء على ما هو عليه "محمود جبريل رئيسا للحكومة " وأن يكمل ما بدأه في هذه الفترة القصيرة وعندما تكون هناك انتخابات فليرشح كل هؤلاء أنفسهم وعندها فقط نستطيع أن نقول الشعب يريد هذا الشخص .

السويحلي لـ «الحياة»: جبريل ليس رجل المرحلة ولا تنسيق مع الإسلاميين في الحملة عليه

الدكتور جبريل بارك الله فيه هو الذي اقنع الغرب بانقاد ليبيا ولهدا صب تركيزه علي العلاقات الخارجية والبقاء خارج ليبيا لادارة الازمة بجهاز التحكم عن بعد (ريموت كنترول) . يـــاسبحان الله !! نفس السيناريو للجماهيرية رقم 2 التي كان يعد لها مع سيف الاسلام القدافي

العب بعيد

ياسويحلي لاتقارن نفسك بحمود جبريل تعرف لاش لانه ورفلي رغم ان ورفلة ماتحباش وورفلة خسارة في ليبيا
انت كان تبغي تحكم اربط مع ورفلة

السويحلي لـ «الحياة»: جبريل ليس رجل المرحلة ولا تنسيق مع الإسلاميين في الحملة عليه

السلام عليكم
انا رايي الشخصي وخلال تقييمي المتواضع للاخ الدكتور محمود جبريل خلال فترة 7 اشهر كانت اهتماماته متركزة على الخارج وقد نجح الى حد كبير وهذا انجاز يسجل له ،واهماله للشؤون الداخلية للبلاد , من مواصفات القيادي هو قيادة من معه لذلك اكرر رأيي الشخصي بان د محمود جبريل يكون للخارجية واختيار شخص لرئيس الحكومة المقبلة يتم تحديد مواصفاته والمعايير من قبل المجلس الانتقالي واخذ رأي الشارع الليبي فى ذلك.
كم اطلب الشفافية الشفافية الشفافيةلان الشعب الذي قام بهذه الثور لايرضا ان يهمش فى كل كبيرة او صغيرة.

السويحلي لـ «الحياة»: جبريل ليس رجل المرحلة ولا تنسيق مع الإسلاميين في الحملة عليه

انها بالفعل لا بالقول, جبريل خطط فاحكم و نفد فابدع و حاور الغرب فاقنع. دعوه يكمل ما بدأ فهو دو رؤيا بعيدة المدى واما ان كان لكم عليه ماخد فهذا و الله لايفسد للود قضية, اتبعوا الاسلوب الصحيح و انتقذوا بنية الاصلاح لا بنية الهدم و اعلموا اننا اجمعين بصغيرنا و كبيرنا نستطيع ان نفرق بين المتعلم و الذي يدعي العلم.

السويحلي لـ «الحياة»: جبريل ليس رجل المرحلة ولا تنسيق مع الإسلاميين في الحملة عليه

والله مهما كانت نواياك مش وقتها الفتنه وحتى لوكان جبريل عنده اخطاء فهى مش اخطاء تستحق هذا الهجوم منك ارجوك اتقى الله فينا مش وقتا تو بعد الفترة الانتقاليه ديرو الى تبوه خدوها كلها ليبيا لكن توا فترة حساسه حتى القدافى ماشديناشى حرام عليك والله حرام.

السويحلي لـ «الحياة»: جبريل ليس رجل المرحلة ولا تنسيق مع الإسلاميين في الحملة عليه

المشكلة عندنا في ليبيا أن القذافي قد إستفرد بالحكم لنفسه، و طمس جميع الوجوه السياسة الأخرى، فمعلوماتنا عن قيادات بديلة هي ضئيلة جدا .. و لو لم نعرف السيد مصطفى عبد الجليل، أو السيد محمود جبريل حينما عملوا في حكومات سابقة لكنا في مشكلة.
وددت من السيد عبد الرحمن السويحلى، لو كانت إعتراضاته على محمود جبريل أكثر جدية،حيث يقول <<يبدو من بعض تصريحاته>> .. فكلمة ((يبدو)) لا تدل على التأكد، أما وصف جبريل للحالة بأنها لعبة أو كعكة ... فهذه مصطلحات متداولة في ساحة السياسة .. كما يلوم البعض على جبريل أنه يمارس مهامه من خارج البلاد، فهل هذه أسباب كافية للمطالبة بتغيير رئيس وزراء في مرحلة إنتقالية حساسة .. و بحسب معلوماتي (الغير دقيقة) أن محمود جبريل قد إشترط في بداية تشكيل المكتب الإنتقالي في فبراير أن يمارس مهامه من الخارج و قد وافقوه على ذلك.

السويحلي لـ «الحياة»: جبريل ليس رجل المرحلة ولا تنسيق مع الإسلاميين في الحملة عليه

كل كلامه مصراته ثوار مصراته اللي في الجبهات مصراته وخذا وزاره الدفاع ليشكل جيش مصراته مش جيش ليبيا فعلا ليبيا اختزلت من سرت لمصراته وباقي المدن كانك يابوزيد ماغزيت مع احترامي لك يادكتور ولتاريخ اجداد اترك الفرصه لغيرك الدليل على محدوديه تفكيرك تنتقذ في الدكتور محمود جبريل على كلمة قالها في تصريحات صحفيه عندما قال الكعكه لم تستوي بعد وانتم جايين تقسموا فيها فعلا كان كلامه منطقي ومضمون الكلام منطقي الحرب لم تكتمل ليبيا حاليا تمر باصعب مراحلها لانه اول مره تعيش مرحلة الحريه والديمقراطيه والشئ الأخر الفضل لله ثم لثوارنا ثم لقياداتنا وعلى راسهم الشيخ الفاضل مصطفي عبدالجليل ومحمود جبريل حتى لو كانت هناك بعض الأخطاء فانها لاترقي الي مستوي انهم اناس متسلقين قراراتهم احاديه هؤلاء الرجال دفعوا الغالي والرخيص في سبيل الثوره ونيل الأعترافات وشرفا ليبيا احسن تشريف في المحافل الدوليه اتقي الله في نفسك

السويحلي لـ «الحياة»: جبريل ليس رجل المرحلة ولا تنسيق مع الإسلاميين في الحملة عليه

لا يستحق احد منصب رئيس الحكومه سوى الدكتور محمود جبريل الدى قدم ولازال يقدم الكتير من اجل وطنه وهدا اقل شئ يمكن لليبين ان يقدموه لدكتور محمود وليس متلما يدعي الدكتور عبد الرحمن السويحلي وعلى الصلابي عيب يادكتور الصلابي والسويحلي يلي تقولو فيه


Sunday 25 September 2011

Sami al-Saadi - interview on LIFG, AQ, Murajaat and the 17th Feb Revolution



Sami al-Saadi - interview on LIFG, AQ, Murajaat and the 17th Feb Revolution






سامي الساعدي لـ «الحياة»: طلب النظام وساطة «المقاتلة» لوقف الثورة... ولكن بعدما سفكت كتائبه الدماء
الأحد, 25 سبتمبر 2011
250903a.jpg
طرابلس - كميل الطويل
كشف المسؤول الشرعي السابق في «الجماعة الإسلامية المقاتلة» الشيخ سامي الساعدي (أبو المنذر) أن نظام العقيد معمر القذافي طلب وساطة قادة «المقاتلة» لتهدئة الأوضاع في ليبيا بعد تفجّر الانتفاضة في شباط (فبراير) الماضي. لكنه قال إنه رفض لعب هذا الدور لأن النظام كان قد بدأ في سفك دماء المحتجين. وأكد أن نظام القذافي «ضخّم» موضوع وجود تنظيم «القاعدة» في ليبيا بهدف إخافة الغرب، معتبراً أن وجود هذا التنظيم في ليبيا لا يخدم مصلحة الليبيين.
وتحدث الساعدي في مقابلة مع «الحياة» في طرابلس عن رفض «المقاتلة» عرض الراحل أسامة بن لادن الانضمام إلى مشروع «القاعدة» العالمي في التسعينات، وعن مشاهدته فظائع ارتكبها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان عام 2001. لكنه قال إنه «يشكر» حلف «الناتو» على دوره في حماية المدنيين في ليبيا، محذراً من خطأ أن يسعى الغربيون إلى إقامة قواعد عسكرية لهم في دول إسلامية، بما فيها ليبيا.
وفي ما يأتي نص الحوار:
> هل هناك أخطاء تعلمتموها من تجربتكم السابقة في «المقاتلة» لا تودون تكرارها في تجربتكم لبناء ليبيا الجديدة؟
- كي يكون الإنسان صريحاً وواقعياً لا بد من أن يقر بأنه يتعلم في كل يوم من تجاربه ومن احتكاكه بالآخرين واستماعه الى الآراء المخالفة. الإنسان يمر (بمثل هذه التجارب) باعتبار أن ما يقوم به جهد بشري يتضمن أخطاء.
> هل تعتبرون أنكم أصبحتم أكثر نضجاً بعد تجربتكم في «الجماعة المقاتلة»؟
- أظن أن هذا صحيح، نعم.
> هل هذا النضج يتعلق بخطأ استخدام العنف تحديداً؟
- هذه جزئية فقط. لكن الإنسان أحياناً لا يعيش الواقع، إما بحكم (صغر) السن، أو الاندفاعة، أو قلة التجربة. لذلك فإنه يغفل كثيراً من الأمور من حوله.
> هل مارس نظام القذافي ضغوطاً عليكم عندما أعددتم المراجعات - «الدراسات التصحيحة» - التي صدرت عام 2009؟ أم أنكم كتبتموها عن اقتناع؟
- الاقتناع بما هو مكتوب موجود، لكنهم مارسوا ضغوطاً بالطبع. أرادوا أشياء أكثر، لكننا رفضناها. كانوا يريدون مثلاً نوعاً من التملّق لشخص من يسمونه «القائد» - نحن نقول الآن «القائد سابقاً» باعتبار انه رحل، والحمد لله، إلى غير رجعة. كانوا يريدون تمجيداً له، ونحن رفضنا ذلك. تعرضنا لضغوط كثيرة، بعضها نفسي وبعضها جسدي. ولكن، الحمد لله، الإخوة (الذين أعدوا المراجعات) رفضوا وقالوا إننا لا يمكن أن نكتب شيئاً إلا عن اقتناع. ونحن الذي كتبناه اعتقدنا أن ليس فيه شيء يُغضب الله سبحانه وتعالى. وازداد هذا الأمر يقيناً وتأكيداً لأن علماء ثقاة ليسوا من علماء السلطان من داخل ليبيا وخارجها قرأوا الكتاب كاملاً وزكوه.
> وهل المراجعات ما زالت صالحة حتى الآن؟
- إن موضوع (منع) مواجهة الدولة ربطناه بالمصلحة والمفسدة. ولا أعتقد الآن أن من الصواب أو الحق أن نفتح المراجعات ونخاطب الثوار لنقول لهم: لا ترفعوا السلاح. فهم كانوا في وضع دفاعي. الثورة بدأت بيضاء، سلمية. خرج الناس يقولون للرجل (القذافي): لا نريدك. قالوا ذلك باللسان وبصدور عارية، فجاءهم هو بمضادات الطائرات والدبابات، أي بالعنف. إذاً، كانوا في وضع دفاع، ومن الخطأ والسذاجة أن نقول لهم: لا تدافعوا عن أنفسكم. أقول هذا حتى لا تؤخذ المراجعات ككلام مطلق في كل زمان ومكان. هذا الموضوع (المواجهة مع الدولة) مربوط بالمصالح والمفاسد، كما هو رأي أغلب أهل العلم.
> عشية بدء الثورة، حصلت اتصالات معكم ومع شيوخ «المقاتلة» المفرج عنهم من قبل بهدف إطلاق بقية قادة الجماعة وعناصرها. هل كان هدف الحكم الليبي من وراء إطلاق هؤلاء احتواء الثورة من خلال تحييد الإسلاميين؟
- طبعاً كان هذا جزءاً مهماً جداً من الهدف (من وراء اطلاق السجناء الإسلاميين). كان سيف الإسلام القذافي يريد أن يدمج ليبيا في المجتمع الدولي من جديد، وكان يريد أن يعطي صورة حسنة عن موضوع حقوق الإنسان في ليبيا، كما كان يريد أن يقدّم صورة حسنة عن شخصيته هو وانه يستمع الى الآخر ومتسامح، ويريد أن يقول إن الذين حاولوا قتل والدي نحن أفرجنا عنهم ووالدي لم يعارض ذلك. كان يريد الظهور بمظهر المتسامح، واستطاع بالفعل أن يخدع كثيرين، حتى في الغرب. أخفى الوجه السيئ والأسود من شخصيته. ولكن لما قامت الثورة ظهر على حقيقته أمام الليبيين وانحاز إلى أبيه وإلى الكتائب التي كانت تقتل الناس في الشوارع.
> هل صدمكم موقفه هذا؟
- لم يكن ذلك مستحيلاً. حتى عندما كنا نتناقش نحن والإخوة - في أيام الحوار (مع النظام) - قلنا إنه يجب أن نتعامل بحذر مع هذه الشخصية.
> من بدأ الحوار معكم؟
- الدولة عرضت علينا الحوار منذ الأيام الأولى للسجن. عرضت ذلك على الشيخ عبدالحكيم بلحاج وعرضته عليّ أنا. كنا ما زلنا في مبنى الأمن الخارجي في عام 2004، وسبحان الله كان جوابنا واحداً حتى قبل أن نلتقي مع بعض: من حيث المبدأ نحن لا نعارض الحوار، لكننا نطلب أن يُسمح لنا باللقاء مع إخواننا الآخرين الذين كانوا في قيادة الجماعة ومسجونين في سجن أبو سليم. هم رفضوا في شدة في البداية بحجج واهية. تحججوا بأن هناك جهات خارجية تريد أن تحقق معنا (في مقر الأمن الخارجي). فقلنا لهم: ما المشكلة؟ يمكن أن تأتي سيارة لتنقلنا من سجن أبو سليم إلى مبنى الأمن الخارجي. رفضوا ذلك بشدة في البدء. ولكن لما رأوا أن الحوار متوقف على ذلك وأنهم بحاجة إليه ربما أكثر منا سمحوا لنا بلقاء الإخوة.
> لماذا كان النظام محتاجاً إلى الحوار أكثر منكم؟
- لم يستطع (النظام) قمع المعارضة، سواء كانت سلمية أو مسلحة. ففي كل مرة كان يخرج طيف جديد من أنواع المعارضة.
> كيف تم تسليمك إلى ليبيا عام 2004؟
- دور الـ «سي آي إيه» (وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية) كان واضحاً منذ البداية، ولكن دور الـ «أم آي 6» (الاستخبارات الخارجية البريطانية) اتضح لاحقاً. سمعت الطاقم الذي كان يحرسنا في هونغ كونغ قبل ليلة أو ليلتين من تسليمنا وكانوا يتكلمون بلغتهم ويذكرون ضمن كلامهم «سي آي ايه». أشاروا إلى ذلك مرات عدة، فتوجست من الأمر، ولكن بعد أن وصلت إلى ليبيا قال لي الليبيون أنفسهم إن الدنيا صارت الآن صغيرة (لا يمكن الاختباء فيها). قال لي (مسؤول الأمن الخارجي آنذاك) موسى كوسة: بعد 11 أيلول (سبتمبر) صار في إمكاني أن ارفع سماعة الهاتف والـ «سي آي ايه» أو «أم آي 6» يعطوننا آخر المعلومات عنكم.
> ماذا كنت تفعل في الصين؟
- خرجت (إلى هناك) مجبراً. تم إيقافي في ماليزيا فطلبت منهم أن يسفّروني إلى الصين. كانت عندي تأشيرة صينية احتياطاً، وكان الأخ عبدالحكيم (بلحاج) قد سبقنا إلى هناك. وجدناه مكاناً هادئاً ليس فيه نشاط محسوب على جماعات مسلحة ويمكن أن يستريح الإنسان فيه قليلاً. فقد كنا في وضع لا نُحسد عليه آنذاك (بعد خروج قادة «المقاتلة» من أفغانستان في نهاية 2001).
> هل عذّبك الأميركيون عند اعتقالك؟
- لا. الأميركيون لم يظهروا في الصورة مباشرة عند توقيفي في هونغ كونغ. كانوا يعملون من وراء حجاب.
> هم من رتّب عملية تسليمك إلى ليبيا؟
- نعم. أنا وعائلتي. وبعد تسليمي اتصل خالي بموسى كوسة، فقد كان يعرفه نتيجة نسب عائلي بعيد. تكلّم في موضوعي معه وشرح له حالتي الصحية (مرض السكري) وظروف أولادي وعائلتي خصوصاً أن إثنين من إخوتي (محمد وعادل) قُتلا في مذبحة سجن أبو سليم وأن والدي صار في آخر عمره. أثار معه إمكان أن أوضع في إقامة جبرية أو أي شيء شبيه بذلك. فقال كوسة لخالي آنذاك: لقد دفعنا في سامي ثمناً غالياً حتى تسلمناه. دفعنا معلومات وأشياء أخرى.
> بعد هجمات 11 أيلول غادرتم أفغانستان، فكيف تم ذلك؟
- لم أُطل المقام في باكستان. مسألة أيام فقط، ثم خرجت إلى إيران. اعتقلني الإيرانيون لمدة شهرين تقريباً ثم سفروني إلى ماليزيا. بقيت في ماليزيا فترة، ثم اعتقلت وسُفّرت إلى الصين (بناء على طلبه)، ومن الصين تم توقيفي في هونغ كونغ وترحيلي إلى ليبيا.
> هل تعرضت فعلاً للتعذيب بعد عودتك إلى ليبيا؟
- نعم، بأنواع مختلفة. حصل تعذيب نفسي وضغوط، كما حصل تعذيب جسدي أيضاً.
> سمعت أن سيف الإسلام القذافي وبعض المقربين منه حاولوا أن يضغطوا عليك وعلى شيوخ آخرين في «المقاتلة» كي تُصدروا موقفاً ضد الاحتجاجات في ليبيا بعيد بدء الثورة.
- نعم حصل هذا. عندما قامت الثورة وانتفضت بنغازي والمدن الشرقية هم وجدوا أنفسهم في مشكلة وكانوا متخوفين من عواقب ما حدث ومن إمكان أن يتكرر في ليبيا ما حدث في تونس ومصر. أرسلوا الينا بطريقة غير مباشرة من طريق وسطاء أكثر من رسالة. جاءني أكثر من مرة أشخاص أعرف أن لهم علاقة بأبناء عبدالله السنوسي وبسيف والجماعة المحيطة به. بل إن أحدهم قال لي إن سيف يطلب من الشباب - ويقصدكم أنتم - أن تذهبوا وتفاوضوا الثوار في المنطقة الشرقية لتحقيق مطالبهم، وكان هذا بعد أن حصل القتل. فقلت له لو أن هذا الأمر طُلب قبل سيلان الدم لكنت أقبل بلعب هذا الدور، واستشهدت له بالبيت المشهور
يذكرني حاميم والرمح شاجر ... فهلا تلا حاميم قبل التقدم
أي أنه لو كان الأمر قبل بدء سفك الدم لكنت أقبل. الأسر الآن هائجة تبكي على دماء أبنائها التي سالت في الشوارع بلا ذنب لمجرد أنهم عبّروا عن آرائهم. لو جاء الطلب قبل حصول هذه الأمور لما كان لنا اعتراض.
كما جاءني وسيط آخر له علاقة بأسرة عبدالله السنوسي. لم يقل لي بصريح العبارة إنه مرسل ولكن ذلك كان واضحاً لأنهم يعرفون علاقتي القديمة به، فقلت له الجواب نفسه.
وبعد ذلك طُلب منا أن نظهر في الإعلام. كنت حتى بدء الانتفاضة ممنوعاً من السفر وممنوعاً من الخطابة والتدريس في المساجد، ولكن في هذا الظرف طلبوا مني أن أخطب الجمعة وأن أعمل ندوات في الإعلام. جاء هذا الطلب من سيف ومن الساعدي ومن عبدالله السنوسي. لكنني رفضت ذلك بطبيعة الحال. تركت بيتي (في طرابلس) واختفيت في مكان آخر. جاؤوا مرتين إلى البيت فلم يجدوني. بقيت مختفياً إلى أن عثروا عليّ، ربما من طريق جواسيس أو من طريق المراقبة. في نهاية شهر 4 (نيسان/أبريل) قُبض عليّ أنا وابني. بقي إبني معتقلاً حوالى 21 يوماً ثم أُفرج عنه. أما أنا فحولوني إلى سجن أبو سليم.
> هل صحيح أنهم عاملوك معاملة بالغة السوء في أبو سليم؟
- كانت لي (خلال اختفائي) اتصالات وعلاقات (مع الثوار) وكنت متخوفاً في حال تم كشفها. لكنهم والحمد لله لم يكتشفوها، كما يبدو. في البداية كانت المعاملة عادية. ولكن الوضع سيئ، فالزنزانة ضيقة وهناك سوء تغذية وسوء تهوئة والعلاج تحصل عليه بشق الأنفس. طلبت رؤية طبيب فرفضوا. خرجت من السجن (بعد تحرير طرابلس) وأنا نصف ميت. الانسولين (الذي يأخذه كعلاج لمرض السكري) يحتاج إلى درجة تبريد معينة. ويبدو أنه فقد مفعوله لشدة درجة الحرارة في السجن.
القاعدة
> ماذا عن المخاوف من وجود القاعدة في ليبيا؟
- لقد حاول نظام القذافي أن يضع هذا الأمر في أذهان كل مهتم بالشأن الليبي. لكنني اعتقد بحكم خبرتي ومعرفتي بالناس والشباب وبالقاعدة في الخارج، أن الأمر مضخّم في شكل كبير. أراد القذافي أن يخوّف الغرب من أن ليبيا ستقع في أيدي القاعدة وأنه نتيجة ذلك لا بد من أن تدعموني. نحن لنا وجهات نظر (مختلفة عن القاعدة). كل من عاش في كابول أو عاصر تلك المرحلة يعرف ان الجماعة المقاتلة غير مقتنعة بوجهات نظر القاعدة ولا بطريقة عملها. ولا نعتقد أن وجود القاعدة في ليبيا الآن يخدم قضية الليبيين.
> هل صحيح أنكم رفضتم في «المقاتلة» الانضمام إلى أسامة بن لادن؟
- رفضنا منذ البدء مشروع الجبهة الإسلامية العالمية (تأسست عام 1998). أرسل لنا رسالة أسامة بن لادن للانضمام إلى الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والنصارى (الصليبيين)، وكما ظهر لاحقاً تبيّن أن بعض الجماعات وافق على الانضمام وبعضها الآخر رفض. نحن اعتذرنا وكنا نركز على مواجهة النظام الليبي ولا نريد الدخول في موضوع خارجي.
> يؤخذ عليكم أنكم قبلتم دعم «الناتو» للدفاع عن الشعب الليبي ضد كتائب معمر القذافي. فكيف تقبلون تدخل «الناتو» في ليبيا وترفضونه في أفغانستان مثلاً؟
- أخطاء «الناتو» وقوات التحالف في أفغانستان رأيتها بأم عيني عام 2001. ومن رأى ليس كمن سمع. رأيت الأخطاء، ليس مرة أو مرتين في المئة. رأيت حافلات وباصات تنقل الناس، رجالاً ونساء، تُقصف. رأيت ذلك في الطريق من كابول شمالاً في اتجاه بانشجير. رأيت بأم عيني ملابس النساء والرجال مختلطة بالدماء في باص كان يحمل ركاباً. رأيت أيضاً باصاً مزدحماً في قندهار قُصف. رأيت قرية في ضواحي قندهار دُمرت على الأرض وقُتل فيها المئات. لو كنت مكاني ماذا كان موقفك، بغض النظر عن اقتناعاتك الفكرية؟ ما ذنب هؤلاء؟
أما التدخل في ليبيا فقد دفع الله به عن الليبيين مصائب. تعرف التهديد الذي وجهه القذافي الى بنغازي. فماذا لو دخلت كتائبه المدينة؟... الله عزّ وجلّ أعمى بصيرته فخطب خطابات أوضح فيها كم هو متعطش لسفك الدماء، فاقتنع الكثير من الساسة حتى الغربيين بأن هذا الرجل يمثّل خطراً حقيقياً على أوروبا وليس على الليبيين فقط.
ولكن حتى لو بررنا هذا التدخل، فإننا نرفض بقاء دائماً للقوات الغربية في الدول الإسلامية، سواء في العراق أو أفغانستان أو ليبيا وغيرها. أنت جئت لتساعد فلا بد من أن اشكرك لأنك كنت سبباً في حقن دماء مئات الآلاف من الليبيين. ولكن أن تبني مثلاً قواعد أو تقوم بأمور تمس السيادة، فهذا سيسبب مشاكل لنا ولمن يريد أن يعمل قواعد عندنا. وبالنسبة إلينا، لا أعتقد أن أحداً من الثوار، مهما كان توجهه، يقبل بذلك.



Saturday 24 September 2011

الأمين بلحاج: «الإخوان» دخلوا الثورة منذ اليوم الأول




الأمين بلحاج: «الإخوان» دخلوا الثورة منذ اليوم الأول لكنهم توقعوا المطالبة بإصلاحات وليس تغيير النظام
السبت, 24 سبتمبر 2011
طرابلس - كميل الطويل
شدد الدكتور الأمين بلحاج، عضو المجلس الوطني الانتقالي عن مدينة طرابلس والقيادي البارز في جماعة «الإخوان المسلمين»، على إيمان «الإخوان» بقيام نظام ديموقراطي يخلف نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا. وأشار إلى أن الجماعة انضمت إلى ثورة 17 شباط (فبراير) ضد القذافي «منذ اليوم الأول» لانطلاقتها، لكنه أقر بأنها كانت تتوقع أن تنادي الاحتجاجات برفع مستوى الإصلاحات وليس تغيير النظام.
وأوضح بلحاج في مقابلة مع «الحياة» في طرابلس أن «العمل المسلح الذي حصل قام به كل الشعب الليبي. لم يكن هناك من وسيلة أخرى لإزالة القذافي بعدما استعمل هو السلاح أولاً. فالتظاهرات في ليبيا بدأت بلا سلاح، لكن القذافي وللأسف الشديد لم يستخدم أي نوع من العقل. ونحن نعرف من داخل حكومته أنهم لم يكونوا يريدون استخدام السلاح. الحكومة لم تكن تريد استخدام السلاح. ولكن الكتائب الأمنية في نظام معمر القذافي قررت أن تستخدم السلاح منذ اليوم الأول. لقد استخدمت السلاح الثقيل ضد أناس عاديين». وقال إن «الإخوان المسلمين كانوا حتى بدء قتل المحتجين يدعون إلى تغيير من خلال عملية إصلاح، لكنهم قرروا أنه لا بد لهم أن ينحازوا إلى الشعب. فليس معقولاً أن يُقتل الشعب ويذبح ونحن نبقى ننتظر. لا بد من أن ننحاز إليه».
وأكد بلحاج أن الجماعة «انحازت إلى الثورة منذ اليوم الأول» لإنطلاقها. وشرح ذلك بالقول: «قبل بدء الثورة جلسنا وقوّمنا الموقف وما يمكن أن يحصل في ليبيا. أخذنا في الاعتبار أن ثورة تونس قد نجحت في إطاحة زين العابدين بن علي وثورة مصر لم تكتمل بعد ولم يستقل حسني مبارك بعد. كان ذلك في أواخر شهر كانون الثاني (يناير). رأينا أن التظاهرات ستقوم في ليبيا بلا شك في 17 شباط (فبراير) وأنها ستطالب برفع مستوى الإصلاحات من خلال رفع مستوى المطالب. الترجيح عندنا كان أنه سيتم رفع مستوى المطالب وليس إسقاط النظام ... لكننا قررنا أن ندخل في الثورة بدءاً من تاريخها في 17 فبراير. وكان دخولنا صراحة بهدف رفع سقف المطالب وليس تغيير النظام. كان هذا موقفنا في آخر كانون الثاني (يناير). ولكن عندما بدأ استخدام العنف في 15 شباط (فبراير) وقُتل الناس قررنا أنه لا بد أن ننحاز إلى الشعب وأن لا نبقى نطالب بالإصلاح فقط».
لكن بلحاج لفت إلى أن جماعة الإخوان «لم تشارك في العمل العسكري كجماعة، ولكن كأفراد في الشعب الليبي. منا من ذهب للإغاثة ومنا من ذهب إلى الجبهة ومنا من ذهب إلى الإعلام. لم نتخذ قراراً كجماعة أن ندخل الحرب أو لا ندخل. تُرك الأمر للأفراد».
وعن الحديث عن إمكان توحيد الجماعات الإسلامية المختلفة في إطار جبهة ربما يكون هدفها الحفاظ على مكتسبات الثورة، قال بلحاج: «أنا لست مع هذا الرأي. إنني أرفض كلمة الحفاظ على مكتسبات الثورة. في المجلس الوطني قبل أيام جاء شخص من المجتمع المدني ودعا إلى أن نكوّن هيئة للحفاظ على الثورة فاعترضت شخصياً في المجلس على هذا الاقتراح وقلت إن ليس هناك شرعية فوق شرعية المجلس الوطني الانتقالي... لا نريد أجساماً كتلك الموجودة في إيران كمجلس صيانة الدستور وغيره من الهيئات... نحن دولة مدنية عادية ستتكون من برلمان وحكومة».
وسئل هل يعني حديث «الإخوان» عن برلمان وحكومة قبولهم بالمبادئ الديموقراطية مثل الانتخابات وتداول السلطة، فأجاب: «مئة في المئة. بل أكثر من ذلك. نحن ديموقراطيون أكثر مما هي الديموقراطية (...) احكموا على ماذا سنفعل. تعالوا تكلموا معنا واستمعوا إلينا. تريدون رأي الإخوان المسلمين في المرأة. استمعوا إلى ما نقول في هذا الشأن... نحن نؤمن بأن المرأة تنتخب وتنتخب. المرأة يمكن أن تكون عضواً في البرلمان. يمكن أن تكون عضواً في الهيئة التأسيسية لوضع الدستور. يمكن أن تكون وزيرة ورئيسة وزراء ورئيسة الدولة. هذا رأيي ورأي الإخوان». وزاد: «نوافق على كل ميكانيزمات (آليات) الديموقراطية. نؤمن بها ديناً... الديموقراطية هي ميراث إنساني وليس أميركياً أو ألمانياً أو يتبع دولة محددة. وبما أنها ميراث إنساني فهي تطورت وما زالت تتطور. ونحن نعتقد أننا كإسلاميين يمكننا أن نزيد قيمة للديموقراطية، لأن أكثر شيء تحتاجه الديموقراطية هو ما ينبع من القلب وليس العقل. ونحن نريد أن نضيف للديموقراطية قيمة حقيقية بأن تنبع من القلب من خلال تعامل صادق. لذلك أقول إن الإخوان يؤمنون بالديموقراطية لأنهم لا يرون بديلاً عنها. فنحن في الإسلام ليس عندنا نموذج محدد (لنظام الحكم). الأمر مفتوح، قابل للاجتهاد».
وعما يُحكى عن حساسيات بين الإسلاميين والعلمانيين داخل المجلس الوطني الانتقالي، رد قائلاً: «أنا من الإخوان المسلمين والدكتور فتحي البعجة (عضو المجلس الانتقالي) علماني، كما يقول عن نفسه. وعلى رغم إنه علماني وأنا إخواني، إلا أن أقرب شخص لي وأتفاهم معه في المجلس حول مقتضيات التحوّل الديموقراطي في ليبيا هو فتحي البعجة. سيكون هناك بالطبع تنافس (بين الإسلاميين والعلمانيين) وليس تنافراً».

Wednesday 21 September 2011

Anes Al-Sharif - LIFG activist in London - Revolutionary leader in Tripoli


Anes Al-Sharif - LIFG activist in London - Revolutionary leader in Tripoli


أنيس الشريف من «العمل السري» إلى المشاركة في «عملية عروس البحر»
الاربعاء, 21 سبتمبر 2011
طرابلس - كميل الطويل
انتظر أنيس الشريف 18 عاماً في المنفى ليرى اليوم الذي تكون فيه بلاده، ليبيا، بلا معمر القذافي. رحل عام 1995 وهو في سن المراهقة خوفاً من بطش النظام الذي كان يخوض آنذاك مواجهات ضد «الجماعة الإسلامية المقاتلة». كانت تلك الجماعة الجهادية ناشطة في مدن عدة خصوصاً في شرق البلاد ومنها درنة التي يتحدر منها وحيث اعتقل نظام القذافي المئات من ناشطيها الإسلاميين.
انتقل الشريف إلى بريطانيا حيث نشط سراً في اللجنة الإعلامية لـ «الجماعة المقاتلة» ثم في «المكتب السياسي» لهذه الجماعة التي مُنيت بهزيمة ساحقة على يد قوات القذافي. إذ لم يأت مطلع العام 1998 إلا وكانت الجماعة فقدت الغالبية العظمى من خلاياها الناشطة داخل «الجماهيرية» فأصدرت قيادتها أمراً للخلايا الباقية بالإنسحاب إلى خارج البلاد أو وقف العمليات كلياً.
لم يتوقف الأمر عند حدود هذه الهزيمة داخل ليبيا، بل امتدت تداعياتها إلى الخارج حيث بدأت الدول الغربية تتودد إلى نظام العقيد بعد عقود من العزلة. كانت بريطانيا، البلد الذي لجأ إليه الشريف ثم اكتسب جنسيته، واحدة من البلدان التي سعت إلى فتح صفحة جديدة مع القذافي، بعد طي ملف لوكربي وملفات أخرى مرتبطة بالإرهاب. وتعززت العلاقات البريطانية - الليبية على وجه الخصوص بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 عندما بدأ تعاون استخباراتي استهدف خصوصاً شبكات الناشطين الإسلاميين المشتبه في علاقتهم بـ «القاعدة».
وكادت جماعة الشريف، «المقاتلة»، أن تكون ضحية ذلك التعاون الاستخباراتي بين البريطانيين والليبيين، على رغم أن الجماعة الليبية كانت رفضت منذ العام 1998 الانخراط في مشروع «الجهاد العالمي» الذي كان أسامة بن لادن يحضّر له. فبعد اعتقال قادة «المقاتلة» في دول مختلفة وتسليمهم إلى طرابلس من خلال تنسيق استخباراتي بريطاني - أميركي، بدأ البريطانيون تعاوناً أخطر مع نظام القذافي نص على توقيف إسلاميين ليبيين وترحيلهم إلى بلادهم بحجة أنهم إرهابيون أو أن وجودهم على الأرض البريطانية ليس في «الصالح العام». اعتقلت بريطانيا بالفعل عدداً من الناشطين الليبيين البارزين وكان بعضهم ما زال ينتظر بت طعون ضد ترحيلهم إلى ليبيا عندما انفجرت الثورة ضد القذافي.
نجا الشريف من حملة التوقيفات على الأرجح لأنه كان يحمل الجنسية البريطانية، وربما لأن نشاطاته آنذاك لم تكن بالدرجة التي تبرر للحكومة البريطانية أمام القضاء اعتقاله وترحيله. لكن الحملة البريطانية لم تمنع الشريف من الاستمرار في معارضته نظام القذافي. فقد كان يعمل، سراً وعلناً، في نشاطات تنتقد العقيد الليبي، وآخرها المساهمة مع ناشطين آخرين في إطلاق جماعة جديدة باسم «الحركة الإسلامية للتغيير» في ليبيا التي ورثت ما بقي من «الجماعة المقاتلة» التي كان قادتها أطلقوا مراجعات فكرية في العام 2009 أفضت إلى حل الجماعة.
جاء تأسيس «حركة التغيير» عشية انطلاق الثورة ضد القذافي في شباط (فبراير) الماضي، وكان الشريف، بصفته مسؤولاً في هذه الحركة، واحداً من الذين ساهموا في حملة الترويج للدعوة إلى التظاهرات في 17 شباط (فبراير) من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والاتصال بوسائل الإعلام.
ربما لم يتوقع الشريف أن تتحوّل الانتفاضة الشعبية بهذه السرعة إلى تمرد مسلح. لكن ما إن بدأت كتائب العقيد القذافي في قتل المحتجين حتى حزم الشريف حقائبه واستعد للعودة إلى بلاده للمشاركة في الثورة.
يقول الناشط الليبي، وهو يرتدي اليوم بزة عسكرية مرقطة، «حاولت العودة مرتين. في بداية آذار (مارس) سافرت إلى مصر لكن تم توقيفي في مطار القاهرة بحجة أن اسمي في لوائح المطلوبين. حاولت الدخول بعد ذلك من خلال تونس لكن تم توقيفي أيضاً وترحيلي». ويضيف: «نجحت في الدخول إلى شرق ليبيا في بداية نيسان (ابريل)»، رافضاً أن يكشف الطريقة التي تمكن فيها من الوصول. ويوضح «جئت لرؤية أهلي والمشاركة في تحرير ليبيا في هذه الثورة المباركة».
ويقول الشريف لـ «الحياة» في طرابلس: «قضيت نصف عمري في المنفى. خرجت مطارداً معرّضاً للسجن في سن المراهقة، والآن اعود إلى الوطن وأجده محرراً. ويرى ان من «نعم الله» أن الثورة في ليبيا جاءت بعد نجاح الثورتين في تونس ومصر، إذ أنها لو جاءت مثلاً بعد تونس مباشرة لكان نظام القذافي تعاون مع نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك لقمعها. ولفت إلى أن فتح تونس ومصر حدوديهما خلال الثورة أمام الفارين من نظام القذافي ساهم إلى حد كبير في نجاح الثورة التي استفادت من الحدود المفتوحة لنقل إمدادات إلى داخل ليبيا.
لم يبق الشريف طويلاً في شرق ليبيا، بل انتقل مع كثيرين غيره من المقاتلين إلى الجبل الغربي (جبل نفوسة) استعداداً لـ «معركة تحرير طرابلس». ويشير إلى أن «المقاتلين كانوا يتسابقون على ركوب الطائرة التي تنقلهم (من بنغازي) إلى الجبل الغربي. على مدى أربعة شهور كنا نعمل ليل نهار على نقل الإمدادات والسلاح والذخائر والمقاتلين بطائرات كانت تحط على طرقات عادية تم تحويلها إلى مدرجات لهبوط الطائرات. لقد أظهر الطيارون براعة فائقة في الهبوط في هذه الأماكن غير المهيأة فعلاً كي تكون مدرجات لهبوط الطائرات».
ويُقر الشريف الذي كان من أوائل الثوار الذين دخلوا طرابلس عشية بدء معركة تحريرها في 20 رمضان الماضي، بأن سرعة سقوط العاصمة شكّل نوعاً من المفاجأة، موضحاً «أن كثيرين كانوا يخشون حمام دم وأن يحوّل القذافي طرابلس إلى مقديشو ثانية». ويؤكد أن ثوار طرابلس أنفسهم هم من حدد موعد بدء عملية «عروس البحر» التي طردت قوات القذافي خارج طرابلس.
يتخذ الشريف اليوم من قاعدة معيتيقة الضخمة شرق طرابلس مقراً لنشاطه الإعلامي في مجلس ثوار العاصمة. وهو يقول إن «مستقبلي وحياتي في ليبيا الآن. جزء من عائلتي سيبقى في بريطانيا وسأزورها (من حين إلى آخر).