Monday 5 May 2008

western sahara eric jensen al-hayat اريك جونسون (ينسن) الحياة



الوسيط السّابق للأمم المتّحدة يؤكد «عدم واقعية» خيار الاستقلال ... جونسون لـ «الحياة»: بان وفان فالسوم يغنيان من الأغنية ذاتها في شأن الصحراء
لندن - كميل الطويل الحياة - 04/05/08//
أيّد الرئيس السابق لبعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية («المينورسو») أريك جونسون الأفكار التي طرحها بيتر فان فالسوم، الموفد الشخصي للأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون، في شأن أن استقلال الصحراء «ليس خياراً واقعياً». وقال إنه متأكد أن لا خلاف بين الأمين العام وموفده الشخصي في شأن هذه القضية.
وعمل جونسون الذي التقته «الحياة» في لندن، في بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو) طوال خمس سنوات (من 1993 إلى 1998)، بينها أربع سنوات رئيساً للبعثة. وتركّز عمله في تلك الفترة على محاولة «تحديد الهوية» للصحراويين الذين يحق لهم أن يشاركوا في استفتاء تقرير المصير، وهي عملية توقفت نتيجة خلافات استعصت على الحل بين المغرب وجبهة «بوليساريو» في شأن من هم الصحراويون. كما عمل جونسون لاحقاً مع المبعوث الشخصي السابق للأمين العام جيمس بيكر خلال تحضيره جولات المفاوضات المباشرة بين المغرب و «بوليساريو» والتي أثمرت «اتفاقات هيوستن».
وسألت «الحياة» جونسون عن رأيه في موقف فان فالسوم الخاص بأن خيار استقلال الصحراء «ليس خياراً واقعياً»، وهو موقف أثار ضجة لدى بعض أعضاء مجلس الأمن وأدى إلى انتقادات من «بوليساريو» والجزائر، فأجاب: «أمضيت خمس سنوات في الصحراء الغربية من 1993 إلى 1998، لكنني ما زلت اتابع دائماً وعن قرب التطور في العملية (السلمية) هناك. ويسرّني أن الخلاصات التي توصلت إليها شبيهة جداً بالخلاصات التي توصل اليها الآن مجلس الأمن الذي أيد أفكار السيد فان فالسوم، وربما يمكنني أن أقول إنها أيضاً أفكار السيد بان كي مون. فمن المهم القول إن كليهما ملتزم الدفع بهذه الطريق إلى أمام».
وشرح: «اتضح لي خلال عملي في مهمة تحديد هوية الصحراويين الذين تحق لهم المشاركة في الاستفتاء، وأيضاً خلال عملي مع السيد بيكر تمهيداً لاجتماعات هيوستن، أن الأمر لن ينجح أبداً. لم يكن ممكناً التوصل إلى خيار حاسم: إما الاستقلال الكامل (للصحراويين عن المغرب)، أو الاندماج الكامل. لم أعتقد أن ذلك يمكن أن يحصل، لأسباب عديدة. منها ما له علاقة بالجيو - بوليتيك بالتأكيد، ولكن أيضاً ما له علاقة بالإثنية - الجغرافية، وكيفية فهم المنطقة وهويتها، فالصحراويون، كما لا يعرف سوى قلة من خارج المنطقة، ليسوا محصورين فقط بالصحراء الغربية. يمكنك أن تجد صحراويين يعيشون في جنوب المغرب وشمال موريتانيا وحتى في جنوب غربي الجزائر. لا يمكن حصرهم فقط في ذلك المستطيل الذي رُسم في أيام الاستعمار. لذلك كانت وجهة نظري أن لا بد من السعي إلى بديل (عن الاستقلال الكامل أو الاندماج الكامل). وعملت خلال وجودي هناك على طرح إمكان أن يكون الحكم الذاتي وسيلة للتقدم الى أمام، وحصل اجتماع عالي المستوى بين الطرفين لمناقشة ذلك، قبل سنوات من الآن، لكنها لم تكن فكرة مقبولة للجميع، وإن نظر إليها آخرون على أنها صائبة».
وزاد: «من المهم الملاحظة أن مجلس الأمن كرر أن أي حل يجب أن يكون من خلال التوافق المتبادل (بين الطرفين). لكن ذلك لم يكن كافياً. فالمغرب قدّم العام الماضي اقتراحاً مثيراً جداً للاهتمام يقضي بمنح الصحراويين درجة عالية من الحكم الذاتي، لكن «بوليساريو» رفضته وأصرّت على أن الاستقلال يجب أيضاً أن يكون أحد الخيارات المتداولة. غير أن الذي حصل الآن هو أن السيد فان فالسوم أخذ خطوة شجاعة من خلال قوله إنه لا يعتقد أن ذلك واقعي، وقوله إن هناك قوى أساسية قد تكون مرتاحة نتيجة استمرار الوضع الراهن على ما هو عليه. ولأسباب وجيهة، لا أعتقد أن استمرار الوضع الراهن يمكن القبول به، لا أعتقد أنه صائب. لا يمكن أن يبقى سكان تلك المنطقة محرومين من إمكانات التقدم الاجتماعي والاقتصادي الذي يتحقق فقط مع تسوية هذه القضية التي تعيق تطور الاتحاد المغاربي، وتؤثر (سلباً) في شكل جذري في العلاقات بين المغرب والجزائر».
وهل يعتقد أن بان كي مون ليس بالضرورة على اختلاف مع أفكار موفده الخاص فان فالسوم، بل هما «يغنيان من الأغنية نفسها»؟ أجاب جونسون: «نعم، أعتقد ذلك، من تجربتي الشخصية من خلال عملي في مهمة شبيهة بمهمة فان فالسوم، ولكن مع أمين عام مختلف. إذا كنت تمثّل الأمين العام، فإنك لا تأخذ موقفاً مختلفاً جذرياً عن موقفه. وظيفتك هي أن تمثّله. وأحياناً يمكن أن يسمح الأمين العام لموفده بأن يذهب أبعد مما يمكن أن يفعله هو، من أجل «جس النبض». ولكن هذا الأمر يدخل في إطار العملية الديبلوماسية ذاتها. لستُ السيد فان فالسوم ولستُ السيد بان كي مون، لكنني أشكك جداً في أن هناك اختلافاً حقيقياً بينهما، بل إنني متأكد أن السيد بان كي مون سمح لفان فالسوم بهامش من حرية الحركة كي يستشعر هل هذا الاقتراح يمثّل الطريق إلى أمام».
وأشار جونسون إلى إشادة دول غربية، خصوصاً الولايات المتحدة، بأفكار فان فالسوم، وقال: «كأنهم (الدول الغربية) يقولون: دعونا نقبل حقيقة أن الاستقلال لا يمكن تحقيقه، ولذلك لا بد من طرح أفكار بديلة بدلا من أن نتوقف في مكاننا ونجعل من هذه العقبة عائقاً أمام مزيد من المفاوضات. لقد حصلت أربع جولات من المفاوضات في مانهاست حتى الآن، لكنها لم تؤد إلى أي تقدم، بحسب ما أعرف. الذي حصل هو أن كل طرف حدد موقفه. المغرب قدّم موقفه الخاص بخطة الحكم الذاتي وقال إن هذا الأمر هو ما نريد أن نتكلم عنه، و «بوليساريو» قالت: سنتكلم في هذا الخيار، ولكن الاستقلال يجب أن يكون أيضاً أحد الخيارات. فرد المغرب بأنه لن يبحث في خيار الاستقلال. والذي يحصل أن كل طرف كان يعيد تكرار تحديد موقفه. أحياناً تكرار الفكرة لا يدفع بالأمور الى أمام بل يُغرقك أكثر في مكانك. والذي حصل الآن هو أن مجلس الأمن ناقش الأمر بشيء من الحدة على مدى ست ساعات تقريباً (في جلسته الأخيرة عن الصحراء) وخرج من الجلسة بموقف مهم، إذ قال: لقد جربنا ذلك (الخيارات التي كانت متداولة)، ولم نصل إلى نتيجة. نريد حلاً من أجل مصلحة سكان المنطقة، ومن أجل مصلحة أشمل، فالقوى الغربية واعية لمخاطر مرتبطة بقضية الصحراء، من الإرهاب إلى الهجرة غير الشرعية».
وقيل له: من خلال تجربتك، هل يحق لفان فالسوم أن يأخذ موقفاً داعماً لطرف دون الآخر إذا كان وسيطاً بينهما؟
فرد: «خلال الوقت الذي قضيته هناك، حاولت دائماً أن أبلور موقفاً يمكن أن يقبله الطرفان، إذ ليست عندنا القدرة على فرض موقفنا عليهما. ولكن في خلال عملية بلورة الحل، قد أُغضب طرفاً فيقول لي إنه لا يريد أي علاقة له بي، ويتهمني بأنني منحاز، وأحياناً أخرى يقول الطرف الآخر الأمر نفسه عني ويتهمني بأنني منحاز. هذا الوضع لا يمكن سوى أن يحصل (للوسيط). سيأتي وقت تُغضب فيه هذا الطرف أو ذاك. ولكن إذا كنت تريد تحريك الأمور، فإن ذلك لا بد وأن يحصل».
وسُئل هل يعتقد أن مفتاح حل أزمة الصحراء مع الصحراويين أم الجزائريين، كما يقول المغاربة؟ فأجاب: «تقيم «بوليساريو» على أرض الجزائر، وأعتقد أن ذلك قد يكون كافياً للإجابة عن السؤال. بكلام آخر، يمكن للجزائريين أن يجعلوا الأمر مستحيلاً أو غير مستحيل على الصحراويين، كما يشاؤون. الصحراويون هم من يتكلم في شأن قضيتهم ويناضل من أجلها، ولكن من دون مواصلة الجزائر تضامنها مع موقفهم فإنه لا يكون هناك داعم حقيقي لهم».

الوسيط السّابق للأمم المتّحدة يؤكد «عدم واقعية» خيار الاستقلال ... جونسون لـ «الحياة»: بان وفان فالسوم يغنيان من الأغنية ذاتها في شأن الصحراء


لندن - كميل الطويل الحياة - 04/05/08//



أيّد الرئيس السابق لبعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية («المينورسو») أريك جونسون الأفكار التي طرحها بيتر فان فالسوم، الموفد الشخصي للأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون، في شأن أن استقلال الصحراء «ليس خياراً واقعياً». وقال إنه متأكد أن لا خلاف بين الأمين العام وموفده الشخصي في شأن هذه القضية.


وعمل جونسون الذي التقته «الحياة» في لندن، في بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو) طوال خمس سنوات (من 1993 إلى 1998)، بينها أربع سنوات رئيساً للبعثة. وتركّز عمله في تلك الفترة على محاولة «تحديد الهوية» للصحراويين الذين يحق لهم أن يشاركوا في استفتاء تقرير المصير، وهي عملية توقفت نتيجة خلافات استعصت على الحل بين المغرب وجبهة «بوليساريو» في شأن من هم الصحراويون. كما عمل جونسون لاحقاً مع المبعوث الشخصي السابق للأمين العام جيمس بيكر خلال تحضيره جولات المفاوضات المباشرة بين المغرب و «بوليساريو» والتي أثمرت «اتفاقات هيوستن».


وسألت «الحياة» جونسون عن رأيه في موقف فان فالسوم الخاص بأن خيار استقلال الصحراء «ليس خياراً واقعياً»، وهو موقف أثار ضجة لدى بعض أعضاء مجلس الأمن وأدى إلى انتقادات من «بوليساريو» والجزائر، فأجاب: «أمضيت خمس سنوات في الصحراء الغربية من 1993 إلى 1998، لكنني ما زلت اتابع دائماً وعن قرب التطور في العملية (السلمية) هناك. ويسرّني أن الخلاصات التي توصلت إليها شبيهة جداً بالخلاصات التي توصل اليها الآن مجلس الأمن الذي أيد أفكار السيد فان فالسوم، وربما يمكنني أن أقول إنها أيضاً أفكار السيد بان كي مون. فمن المهم القول إن كليهما ملتزم الدفع بهذه الطريق إلى أمام».


وشرح: «اتضح لي خلال عملي في مهمة تحديد هوية الصحراويين الذين تحق لهم المشاركة في الاستفتاء، وأيضاً خلال عملي مع السيد بيكر تمهيداً لاجتماعات هيوستن، أن الأمر لن ينجح أبداً. لم يكن ممكناً التوصل إلى خيار حاسم: إما الاستقلال الكامل (للصحراويين عن المغرب)، أو الاندماج الكامل. لم أعتقد أن ذلك يمكن أن يحصل، لأسباب عديدة. منها ما له علاقة بالجيو - بوليتيك بالتأكيد، ولكن أيضاً ما له علاقة بالإثنية - الجغرافية، وكيفية فهم المنطقة وهويتها، فالصحراويون، كما لا يعرف سوى قلة من خارج المنطقة، ليسوا محصورين فقط بالصحراء الغربية. يمكنك أن تجد صحراويين يعيشون في جنوب المغرب وشمال موريتانيا وحتى في جنوب غربي الجزائر. لا يمكن حصرهم فقط في ذلك المستطيل الذي رُسم في أيام الاستعمار. لذلك كانت وجهة نظري أن لا بد من السعي إلى بديل (عن الاستقلال الكامل أو الاندماج الكامل). وعملت خلال وجودي هناك على طرح إمكان أن يكون الحكم الذاتي وسيلة للتقدم الى أمام، وحصل اجتماع عالي المستوى بين الطرفين لمناقشة ذلك، قبل سنوات من الآن، لكنها لم تكن فكرة مقبولة للجميع، وإن نظر إليها آخرون على أنها صائبة».


وزاد: «من المهم الملاحظة أن مجلس الأمن كرر أن أي حل يجب أن يكون من خلال التوافق المتبادل (بين الطرفين). لكن ذلك لم يكن كافياً. فالمغرب قدّم العام الماضي اقتراحاً مثيراً جداً للاهتمام يقضي بمنح الصحراويين درجة عالية من الحكم الذاتي، لكن «بوليساريو» رفضته وأصرّت على أن الاستقلال يجب أيضاً أن يكون أحد الخيارات المتداولة. غير أن الذي حصل الآن هو أن السيد فان فالسوم أخذ خطوة شجاعة من خلال قوله إنه لا يعتقد أن ذلك واقعي، وقوله إن هناك قوى أساسية قد تكون مرتاحة نتيجة استمرار الوضع الراهن على ما هو عليه. ولأسباب وجيهة، لا أعتقد أن استمرار الوضع الراهن يمكن القبول به، لا أعتقد أنه صائب. لا يمكن أن يبقى سكان تلك المنطقة محرومين من إمكانات التقدم الاجتماعي والاقتصادي الذي يتحقق فقط مع تسوية هذه القضية التي تعيق تطور الاتحاد المغاربي، وتؤثر (سلباً) في شكل جذري في العلاقات بين المغرب والجزائر».


وهل يعتقد أن بان كي مون ليس بالضرورة على اختلاف مع أفكار موفده الخاص فان فالسوم، بل هما «يغنيان من الأغنية نفسها»؟ أجاب جونسون: «نعم، أعتقد ذلك، من تجربتي الشخصية من خلال عملي في مهمة شبيهة بمهمة فان فالسوم، ولكن مع أمين عام مختلف. إذا كنت تمثّل الأمين العام، فإنك لا تأخذ موقفاً مختلفاً جذرياً عن موقفه. وظيفتك هي أن تمثّله. وأحياناً يمكن أن يسمح الأمين العام لموفده بأن يذهب أبعد مما يمكن أن يفعله هو، من أجل «جس النبض». ولكن هذا الأمر يدخل في إطار العملية الديبلوماسية ذاتها. لستُ السيد فان فالسوم ولستُ السيد بان كي مون، لكنني أشكك جداً في أن هناك اختلافاً حقيقياً بينهما، بل إنني متأكد أن السيد بان كي مون سمح لفان فالسوم بهامش من حرية الحركة كي يستشعر هل هذا الاقتراح يمثّل الطريق إلى أمام».


وأشار جونسون إلى إشادة دول غربية، خصوصاً الولايات المتحدة، بأفكار فان فالسوم، وقال: «كأنهم (الدول الغربية) يقولون: دعونا نقبل حقيقة أن الاستقلال لا يمكن تحقيقه، ولذلك لا بد من طرح أفكار بديلة بدلا من أن نتوقف في مكاننا ونجعل من هذه العقبة عائقاً أمام مزيد من المفاوضات. لقد حصلت أربع جولات من المفاوضات في مانهاست حتى الآن، لكنها لم تؤد إلى أي تقدم، بحسب ما أعرف. الذي حصل هو أن كل طرف حدد موقفه. المغرب قدّم موقفه الخاص بخطة الحكم الذاتي وقال إن هذا الأمر هو ما نريد أن نتكلم عنه، و «بوليساريو» قالت: سنتكلم في هذا الخيار، ولكن الاستقلال يجب أن يكون أيضاً أحد الخيارات. فرد المغرب بأنه لن يبحث في خيار الاستقلال. والذي يحصل أن كل طرف كان يعيد تكرار تحديد موقفه. أحياناً تكرار الفكرة لا يدفع بالأمور الى أمام بل يُغرقك أكثر في مكانك. والذي حصل الآن هو أن مجلس الأمن ناقش الأمر بشيء من الحدة على مدى ست ساعات تقريباً (في جلسته الأخيرة عن الصحراء) وخرج من الجلسة بموقف مهم، إذ قال: لقد جربنا ذلك (الخيارات التي كانت متداولة)، ولم نصل إلى نتيجة. نريد حلاً من أجل مصلحة سكان المنطقة، ومن أجل مصلحة أشمل، فالقوى الغربية واعية لمخاطر مرتبطة بقضية الصحراء، من الإرهاب إلى الهجرة غير الشرعية».


وقيل له: من خلال تجربتك، هل يحق لفان فالسوم أن يأخذ موقفاً داعماً لطرف دون الآخر إذا كان وسيطاً بينهما؟


فرد: «خلال الوقت الذي قضيته هناك، حاولت دائماً أن أبلور موقفاً يمكن أن يقبله الطرفان، إذ ليست عندنا القدرة على فرض موقفنا عليهما. ولكن في خلال عملية بلورة الحل، قد أُغضب طرفاً فيقول لي إنه لا يريد أي علاقة له بي، ويتهمني بأنني منحاز، وأحياناً أخرى يقول الطرف الآخر الأمر نفسه عني ويتهمني بأنني منحاز. هذا الوضع لا يمكن سوى أن يحصل (للوسيط). سيأتي وقت تُغضب فيه هذا الطرف أو ذاك. ولكن إذا كنت تريد تحريك الأمور، فإن ذلك لا بد وأن يحصل».


وسُئل هل يعتقد أن مفتاح حل أزمة الصحراء مع الصحراويين أم الجزائريين، كما يقول المغاربة؟ فأجاب: «تقيم «بوليساريو» على أرض الجزائر، وأعتقد أن ذلك قد يكون كافياً للإجابة عن السؤال. بكلام آخر، يمكن للجزائريين أن يجعلوا الأمر مستحيلاً أو غير مستحيل على الصحراويين، كما يشاؤون. الصحراويون هم من يتكلم في شأن قضيتهم ويناضل من أجلها، ولكن من دون مواصلة الجزائر تضامنها مع موقفهم فإنه لا يكون هناك داعم حقيقي لهم».



Thursday 1 May 2008

abd alwaheed noor darfur عبدالواحد النور دارفور الحياة

النور يؤكد أن مقاتليه يسيطرون على 70 في المئة من الإقليم... ويعلن «احتضار» سلام الجنوب ... زعيم متمردي دارفور لـ«الحياة»: لا نلعب مع إسرائيل من تحت الطاولة
لندن - كميل الطويل الحياة - 01/05/08//
تمسّك زعيم «حركة تحرير السودان» عبدالواحد النور بحق حركته المتمردة في دارفور بفتح مكتب في إسرائيل، مؤكداً «أننا لا نلعب تحت الطاولة». وأكد أن مقاتليه «يسيطرون على 70 في المئة من أراضي دارفور» باستثناء المدن الكبرى.
وقال النور، المقيم في باريس، في مقابلة هاتفية مع «الحياة»، إن مؤيدي حركته لجأوا إلى الدولة العبرية بعدما «قتلتهم الحكومة أو شرّدتهم، فضاقت بهم سبل العيش، ودفعتهم الى التشرد في كل بقاع الأرض». وأضاف: «السودان ضحية للكراهية. فالحكومة القائمة حالياً أعلنت حرباً في الجنوب سمّتها جهاداً باسم الإسلام ضد غير المسلمين. وفي دارفور لجأت إلى تعبئة الجنجاويد تحت مسمى عرب ضد اللاعرب. لكننا في حركة تحرير السودان نرى الشعب السوداني شعباً واحداً، يتساوى في الحقوق والواجبات، ونعتمد مبدأ نبذ الكراهية، سواء كان ذلك في دارفور أو أي مكان في العالم. ومن هذا المنطلق، نرى أن الشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي يجب أن يعيشا في دولتين متجاورتين بسلام. هذا مبدأنا. إننا نشجب قتل المدنيين، سواء أكانوا فلسطينيين أم إسرائيليين».
وتابع: «هناك سفارة إسرائيلية في القاهرة، وأخرى في عمّان، وهناك اتصالات مع تونس وغيرها من الدول العربية. وبما أننا نعتمد مبدأ الشفافية، أعلنّا فتح مكتب في إسرائيل. إننا لا نعمل تحت الطاولة...».
وسخر من المخاوف عن إمكان تجنيد الإسرائيليين عناصر حركته، وقال: «نحن في الحركة لدينا مبادئ نؤمن بها، ولسنا عملاء لأحد. عندما وقفنا في أبوجا (في 2006) وقلنا إننا لن نوقّع الاتفاق مع حكومة الخرطوم، وقفنا ضد العالم كله. قبل ذلك كانوا (الحكم السوداني) يقولون إننا عملاء، ساعة لليبيا وساعة لتشاد وساعة لـ «سي. آي. ايه.» (وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية)».
ولفت إلى إن حركته لم تناد يوماً بالانفصال عن السودان، موضحاً أن «دارفور كانت دولة مستقلة في العام 1916، ولو أردنا أن نطالب بحق تقرير المصير والانفصال عن السودان لكان سهلاً علينا. لكننا لا نريد الانفصال عن السودان». وأضاف: «المشكلة الحقيقية التي تمنع الوصول إلى حل في دارفور هي حكومة الخرطوم. كل حكومات العالم مهمتها حماية مواطنيها، إلا حكومة الخرطوم التي أنشأت الجنجاويد الذين قتلوا مئات الآلاف واغتصبوا مئات الآلاف وهجّروا ملايين».
وعن سبب تمسكه بنشر «القوات الهجين» في دارفور قبل بدء المفاوضات مع الحكومة، قال: «نحن دعاة سلام. لو لم نكن نريد ذلك لما كنا ذهبنا إلى محادثات سلام مع الحكومة. في العام 2003 ذهبنا الى «ابشي1» و «أبشي 2» (تشاد)، ثم ذهبنا إلى «نجامينا 1» و «نجامينا 2» في 2004، ثم إلى جولات طويلة من المفاوضات في أبوجا. لم أغادر الفندق (في نيجيريا) إلا قليلاً... وكل ذلك بحثاً عن السلام. لا أريد منصباً على جماجم شعبي». وشدد على ضرورة نشر «قوات أمن ونزع سلاح الجنجاويد واعادة المستقدمين (العرب) من النيجر ومالي وغيرهما والذين جيء بهم بعد طرد سكان المنطقة بهدف تغيير تركيبتها السكانية... مهمتنا تأمين الأمن لشعبنا أولاً. نحن نريد قوات لصناعة السلام وليس لحفظ السلام، لأنه ليس هناك سلام لحفظه في دارفور». وأضاف أن «الحل يكون بذهاب حكومة الانقاذ وليس بانفصال دارفور». وغمز من قناة رفيقه السابق في «حركة تحرير السودان» مني أركو مناوي الذي وقع اتفاق أبوجا، وقال: «الذين وقعوا اتفاق السلام أخذوا مناصب (لكنهم لم يستطيعوا تحقيق السلام). منّي لا يستطيع اليوم أن يمشي إلى قريته (في دارفور)».
وشكا من أن الحكومة السودانية لا تلتزم بما توقع عليه. وقال: «اتفاقية سلام الجنوب تحتضر إن لم تكن ماتت. أين اتفاقية (السلام في) الشرق الآن؟ تنهار بدورها. الحكومة الحالية جاهزة لتوقّع أي شيء، لكنها ليست جاهزة لتحقيق السلام. لقد ذهبنا إلى التفاوض معها مرات عدة، ولا يمكن القول إننا لا نريد التفاوض».
وعن وضع الحركة ميدانياً، قال: «نحن في الحركة اتخذنا منذ البدء من جبل مرة قاعدة طبيعية دفاعية. ونحن نبسط الآن سيطرتنا على أكثر من 70 في المئة من أراضي دارفور، إذا استثنيا المدن الكبرى، ولنا وجود في مناطق السودان كافة وليس فقط في دارفور». لكنه أضاف: «نؤمن أن الخيار العسكري ليس سوى الخيار الأخير. وانطلاقاً من ذلك، نحن ملتزمون باتفاق وقف النار. لكننا لن ننتظر إلى ما لا نهاية, وعندما نقول شيئاً نفعله. قلنا إننا لن نوقع اتفاق أبوجا ولم نوقّع على رغم كل الضغوط التي مورست علينا. وإذا قلنا اليوم إننا لن نلتزم وقف النار فهذا يعني أننا لن نلتزم به. لكننا حتى الآن ملتزمون وقف النار، وإذا حصلت مواجهات فإننا نكون ندافع عن أنفسنا فقط».
وعن سبب اقامته في فرنسا، أوضح النور أنه قام بجولات عالمية لشرح قضية دارفور بعد توقيع اتفاق نجامينا لوقف النار في 2004، وجاء إلى فرنسا في هذا الإطار. وامتدح قرار الفرنسيين منحه تأشيرة، على رغم الضغوط التي تعرضوا لها لعدم استقباله. وقال إنه موجود في فرنسا حالياً بناء على طلب قيادة حركته، مشيراً إلى أن الفرنسيين يجددون تأشيرته كل ثلاثة شهور. وقال: «أنا احترم الفرنسيين لأنهم أعطونا تأشيرة على رغم كل الضغوط التي تعرضوا لها (لعدم استقبالنا). أعطوني حق اللجوء، لكنني رفضت ذلك».
وعن تهديدات «القاعدة» بتنفيذ هجمات ضد القوات الدولية في دارفور، قال: «ليس هناك شعب أكثر إسلاماً من شعب دارفور. ثلاثة من بين كل خمسة أشخاص يحفظون القرآن الكريم (...) دارفور أكثر إسلاماً من «القاعدة»، والقوات الهجين لا تأتي إلى دارفور لأسباب سياسية بل إنسانية. تأتي بطلب من الشعب... «القاعدة» لا تستطيع أن تفعل شيئاً، إذ ليست هناك بيئة لوجودها في دارفور، والحكومة (السودانية) تستخدم تهديدات «القاعدة» لإخافة الحكومات الأجنبية كي لا يشارك جنود غير أفارقة في القوات الهجين. لكننا نريد قوات مشتركة وليس فقط قوات افريقية».