Friday 30 March 2012

لندن: 4 قضايا أمام مؤتمر تونس وليس أمام الأسد سوى نقل السلطة إلى نائبه



لندن: 4 قضايا أمام مؤتمر تونس وليس أمام الأسد سوى نقل السلطة إلى نائبه

الخميس, 23 فبراير 2012
لندن - كميل الطويل
قال ديبلوماسي بريطاني رفيع إن بلاده «تعمل من أجل حل سلمي، غير عسكري، للأزمة السورية»، لكنه أقر بأن «ليست هناك خيارات سهلة» بسبب تعقيدات الوضع في سورية، مشدداً على أن الحل «لا بد من أن يكون بقيادة السوريين أنفسهم».
وتحدث الديبلوماسي عن اجتماع «أصدقاء سورية» في تونس غداً، فقال إن المتوقع أن يناقش المؤتمر وأن تصدر عنه مواقف في شأن أربع قضايا أساسية هي:
1- تأكيد الدعم الدولي الواسع الذي تحظى به مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة في سورية والذي تمثّل في التصويت الذي حصل في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال إن المؤتمر سيناقش إمكان تعيين موفد مشترك - أو موفدين منفصلين - إلى سورية لتمثيل الأمم المتحدة والجماعة العربية. وتوقع أن يتمسك المؤتمر بالمبادرة التي أطلقتها الجماعة العربية في خصوص نقل السلطة من الرئيس السوري إلى نائبه.
2- فرض مزيد من الضغوط على النظام في سورية، بما في ذلك مناقشة حظر سفر مزيد من المسؤولين ومنع الاستثمارات في سورية، والضغط من أجل ضمان «محاسبة» المسؤولين عن الانتهاكات التي تحصل في سورية.
3- إظهار الدعم للمجلس الوطني السوري. وقال إن بريطانيا تعتبر «المجلس الوطني ممثلاً شرعياً للسوريين الساعين إلى التغيير الديموقراطي، لكنه يحتاج إلى أن يعمل لجلب الآخرين» من بقية أطياف المعارضة السورية.
4- مناقشة تنسيق العمل الإنساني لإغاثة المنكوبين في سورية، بما في ذلك درس إقامة «ممرات آمنة». لكنه أقر بأن فكرة الممرات الآمنة «سيطرحها بعضهم لكنها معقدة ولا نراها خياراً قابلاً للتنفيذ حالياً».
وقال المسؤول البريطاني إن «الأمر لم يعد اليوم هل يبقى الأسد أم لا. لم يعد هناك مجال لبقائه رئيساً، وعليه نقل صلاحياته لنائبه». وقال إن النظام سينهار مع مواصلة الضغط عليه، وإنه إضافة إلى الانشقاقات التي يشهدها الجيش السوري، فإن الوضع الاقتصادي سيكون عاملاً حاسماً في تحديد مصير نظام الرئيس الأسد. وتوقع انهيار الاقتصاد السوري في ضوء استمرار الضغوط والعقوبات على دمشق.
وعن فكرة تسليح المعارضة، قال المسؤول إن بريطانيا «ترفض تسليح المعارضة لأنها تريد حلاً سلمياً للأزمة، كما أن تسليح المعارضين يمثّل خرقاً لحظر الأسلحة الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على سورية». لكنه أقر بأن قيام دول عربية بتسليح المعارضة لا يمثّل خرقاً للعقوبات الأوروبية، لكنه أحال السؤال إلى الدول العربية نفسها لتقول هل تسلّح المعارضة أو تنوي تسليحها. ويزعم النظام السوري أن جهات عربية تقوم بدعم المعارضين بالمال والسلاح. وأشار إلى أن عدد الضحايا يرتفع في شكل كبير يومياً، بحيث قُتل 160 شخصاً في يوم واحد فقط من العنف في حمص أول من أمس، لافتاً إلى اعتقال آلاف الأشخاص وفرار آلاف آخرين إلى دول الجوار.
وجاء موقف المسؤول البريطاني في وقت عبّر مصدر ديبلوماسي غربي عن أسفه لرفض روسيا حضور مؤتمر تونس، رافضاً الحجج التي قدمها الروس لرفض مشاركتهم بما في ذلك قولهم إن المؤتمر يستضيف المعارضة ولا يستضيف النظام. وقال إنه لم يعد في الإمكان قبول مشاركة النظام بعد توغّله في الدماء، متهماً الروس بمنع الرئيس بشار الأسد مزيداً من الوقت لممارسة أعمال القمع.

العقوري: طلبنا إنزال العلم الأخضر فخاف السفير من «القذاذفة» وهددنا بالشرطة



  • العقوري: طلبنا إنزال العلم الأخضر فخاف السفير من «القذاذفة» وهددنا بالشرطة
    الأحد, 11 مارس 2012
    لندن – كميل الطويل
    لم يتأخر المعارضون الليبيون الذين عاشوا سنوات طويلة من حياتهم في المنفى، في الانخراط في «ثورة 17 فبراير» التي قامت ضد نظام العقيد معمر القذافي. بعضهم شارك بنفسه في القتال وآخرون قدّموا ما يمكنهم من مساعدات مادية، في حين صار آخرون نجوماً إعلاميين يتنقلون بين شاشات الفضائيات. لكن هناك نوعاً آخر من هؤلاء المعارضين ساعدوا الثورة بكل ما لديهم من قوة، لكنهم بقوا «رجال ظل» يعملون في الخفاء.
    محمود العقوري كان واحداً من هؤلاء. لكن قصته مع القذافي ليـــست وليدة اليوم.
    كان العقوري ما زال شاباً عندما غادر ليبيا في سبعينات القرن الماضي. رحل إلى المنفى مع مجموعة أخرى من الليبيين الذين لم تتسع لهم «جماهيرية» العقيد «الخضراء». يقول لـ «الحياة» في أول مقابلة له مع وسيلة إعلامية عربية: «خرجت معارضاً مضطهداً في السبعينات. كنا مجموعة من الشبان الذين لم يقتنعوا بأفكاره (القذافي). كنا ننادي بالحكم المدني وهو يروّج للجان الثورية والكتاب الأخضر».
    لكن القذافي الذي لم يتقبّل وجود معارضين له في داخل ليبيا لم يتقبّل أيضاً وجود معارضين له في المنفى. فبدأ حملاته الشهيرة لشنق المعارضين الذين اتهمهم بـ «الزندقة»، بالتزامن مع إطلاقه حملة اغتيالات تستهدف المنشقين في منافي الاغتراب والذين دأب على وصفهم بـ «الكلاب الضالة». في 17 نيسان (أبريل) 1984 كاد محمود يكون واحداً من ضحايا القذافي. ذهب مع مجموعة من المعارضين للتظاهر أمام المكتب الشعبي الليبي (السفارة) في لندن احتجاجاً على عمليات الشنق التي كانت تتم في الجامعات الليبية، لكن القذافي كان أعطى تعليماته إلى سفارته بمنع الاحتجاج ولو بالقوة. ربما لم يدر محمود للوهلة الأولى بما حصل له بالضبط. فقد وجد نفسه ملقى على الأرض والدم ينزف منه، اذ أصابته رصاصات انطلقت من داخل السفارة. أصيب هو وآخرون من المحتجين، في حين قُتلت الشرطية الشابة إيفون فلتشر التي كانت تؤمن الحـــماية للمتظاهرين أمام المكتب الشعبي خشية وقوع مواجهات بينهم وبين «ثوريين» مؤيدين للقذافي كانوا يتظاهرون أيضاً في وجه مناوئيه.
    «اختفت» أخبار العقوري إعلامياً منذ إصابته في حادثة السفارة التي أدت إلى قطع العلاقات الديبلوماسية. نشرت آنذاك الصحافة البريطانية صورته ممدداً على الأرض ومحاولاً إخفاء وجهه. ربما كان قرر منذ ذلك الوقت أن معارضته للقذافي تتطلّب الانتقال إلى السرية.
    نشط العقوري في الثمانينات في إطار «التجمّع الوطني الديموقراطي» المعارض. لكن معارضي القذافي الكثر فشلوا في إطاحته، وصارت السنوات تمر بطيئة عليهم في المنافي، وبينهم العقوري. لكن فشل الأخير في تحقيق هدفه في قلب نظام القذافي لم يتكرر في حياته المهنية. فقد تمكن من بناء نفسه وصار رجل أعمال معروفاً. وفي عام 2009، عاد للمرة الأولى إلى ليبيا – في إطار وفد يمثّل مؤسسة طبية بريطانية - بعدما تلقى ضمانات بعدم المـــس به تلـــقاها من شخــصية بارزة في النظام. لكنه يؤكد أن عودته التي لم تدم سوى ثلاثة أيام لم تكن في إطار صفقة. يقول: «لم يتمكنوا (نظام القذافي) يوماً من شرائي، وقد قلت دوماً للمسؤولين الليبيين الذين قابلتهم في ليبيا وخارجها إنه حرام عليهم ما يقومون به إزاء الشعب».
    ومع تفجّر الثورة ضد القذافي في 17 شباط (فبراير) 2011، كان العقوري من بين أوائل المعارضين المنفيين المنخرطين فيها. وهو لعب أدواراً مختلفة في دعمها تُكشف هنا للمرة الأولى.
    فما أن انطلقت الثورة حتى سارع العقوري إلى فتح قناة اتصال مع الديبلوماسيين في السفارة الليبية في لندن لحضهم على الإنشقاق عن القذافي. لم يكن ذلك بالأمر السهل، فالســفارة كانت معقلاً من معاقل مؤيدي العقيد وكان على من يفكّر في الإنشقاق أن يفكّر طويلاً في عواقب خطوته، خصوصاً إذا ما كانت عائلته تقطن مناطق خاضعة لسيطرة القذافي. لكن العقوري وجد أن مؤيدي القذافي في السفارة هم من يهيمن على مقاليد الأمور فيها، وقد تمكنوا من حشد الطلبة الليبيين الذين يدرسون في بريطانيا للتظاهر أمام السفارة تأييداً للنظام في مواجهة تظاهرات المعارضين، كما حصل في حادثة عام 1984. يقول: «في بداية الثورة زرت السفارة ضمن وفد من ثلاثة أشخاص ودعوت السفير عمر جلبان إلى الإنشقاق وانزال العلم الأخضر. فجاء إثنان من القذاذفة من مسؤولي السفارة ووقفوا بقرب السفير الذي يبدو أنه خاف منهم، فطلب منا المغادرة وإلا استدعى الشرطة البريطانية لطردنا». عرف العقوري أن ضم السفارة إلى الثورة لا يمكن أن يتحقق ما دام القذاذفة يتحكمون بها، فاتصل بمسؤولين بريطانيين لإقناعهم بالتحرك بسرعة لطرد هؤلاء لمنعهم من مواصلة تأثيرهم على الطلبة الذين انخرط كثيرون منهم في التظاهرات المؤيدة للنظام بعد تهديدهم بحرمانهم من المنح أو لقاء «إغرائهم» بحوافز مالية.
    وهو يوضح ما حصل: «قلت للبريطانيين إن عليهم تنظيف السفارة وطرد الديبلوماسيين الذين يهددون الطلاب، وهو ما قاموا به بالفعل»، في إشارة إلى قرار طرد خمسة ديبلوماسيين ليبيين في آذار (مارس)، وكان أحدهم مسؤولاً مباشراً عن تنسيق التظاهرات المؤيدة للقذافي. أما السفير عمر جلبان فطرد في مطلع أيار (مايو) بعد رفضه إعلان انشقاقه.
    وإضافة إلى دوره – مع آخرين بالتأكيد - في إقناع البريطانيين بطرد مؤيدي القذافي من السفارة، لعب العقوري أدواراً أخرى تمثّلت في إقناع البريطانيين بفتح مكتب لهم في بنغازي، وإرسال أجهزة اتصال متطورة إلى الثوار في الشرق لمنع استخبارات القذافي من رصد مكالماتهم، خصوصاً بعد «فضيحة» بث تلفزيون «الجماهيرية» مكالمة هاتفية أجراها سفير بريطاني مع الثوار.
    كما تولى أيضاً تأمين نقل مساعدات طبية إلى مدينة مصراتة خلال حصار قوات القذافي لها.
    لكن أحد أبرز الأدوار التي لعبها العقوري جاء نتيجة معرفته الواسعة بخفايا عالم المال والأعمال. فبحكم نشاطه القديم في هذا المجال تمكن العقوري من إبلاغ السلطات البريطانية بأسرار مرتبطة بإخفاء نظام القذافي مئات ملايين الدولارات – وربما بلايين الدولارات - في شركات وهمية أو شركات «واجهات» تتصرف بأموال يُفترض أنها تعود إلى الشعب الليبي وليس لعائلة العقيد.
    وساهم المعارض الليبي، في هذا الإطار، في حرمان القذافي من عائدات مالية ضخمة جمّدتها الأمم المتحدة وكان يمكن أن يستخدمها في خرق الخناق المفروض على نظامه و «شراء مرتزقة» للقتال إلى جانب قواته. ويسعى الحكم الليبي الجديد الآن، بالتعاون مع السلطات البريطانية، إلى استعادة بلايين الدولارات من الأرصدة المجمدة.
    وعلى رغم مرور شهور على سقوط القذافي، إلا أن العقوري لم يعد بعد نهائياً إلى ليبيا من «منفاه» البريطاني الذي صار موطناً ثانياً له، ككثيرين غيره من المنفيين الذين «تأقلموا» مع عاصمة الضباب. لكن الهمّ الليبي لا يبدو يفارقه يوماً. وهو يبدي الآن ميلاً واضحاً إلى ضرورة أن يفتح الليبيون صفحة جديدة في ما بينهم ما دام القذافي ذهب إلى غير رجعة. يقول: «خلال 42 سنة من حكم القذافي اضطر الليبيون أن يعملوا مع نظامه.
    الذين سرقوا عليهم أن يقولوا إنهم سرقوا، والذين هربوا أموالاً إلى الخارج عليهم الإقرار بها وإعادتها. لكن تصرفاتنا يجب أن تكون حضارية وأن تتم وفق ما يقرره القانون. فإذا كنا أفضل من النظام السابق فعلينا أن نتصرف بطريقة أفضل من طريقته، وعلينا أن نفتح صفحة جديدة لبناء بلدنا».
    وعلى رغم انتمائه إلى قبيلة العواقير النافذة في الشرق الليبي، إلا أن العقوري لا يبدو محبّذاً للدعوات التي تبرز هذه الأيام في الشرق الليبي مطالبة باستقلال ذاتي للشرق عن بقية البلاد، ويؤكد أن «ليبيا يجب أن تبقى موحدة ... فتقسيم ليبيا سيكون طعنة لدماء جميع الشهداء الذين سقطوا في الثورة».
أرسل إلى صديقتعليق
تصغير الخطتكبير الخط

Comments

العقوري: طلبنا إنزال العلم الأخضر فخاف السفير من «القذاذفة» وهددنا بالشرطة

هولاء هم الأبطال الحقيقيون الذين عملوا بالضل ولم يطلبوا الشهرة ولا مناصب بل طلبوا حرية بلادهم وحماية شعبهم فبارك الله فيهم وأكثر من أمثالهم.....
فهم بعكس المتسلقين كانو معارضين ولا يزالو معارضين لكل مايضر بمصلحة بلادهم فلسان حالهم يقول :بلدي وان جارت عليا عزيزة...وأهلي وان ضنو عليا كرامو

Sunday 25 March 2012

US Amb to Yemen on AQAP and Iran's role


http://international.daralhayat.com/internationalarticle/378654


فايرستاين لـ«الحياة»: تنظيم «القاعدة» لا يمكنه السيطرة على اليمن ... وهناك تدفق لـ«الجهاديين الأجانب»
الأحد, 25 مارس 2012

لندن - كميل الطويل
أكد سفير الولايات المتحدة في اليمن جيرالد فايرستاين أن تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب أضعف من أن يكون في مقدوره السيطرة على اليمن. لكنه أقر بأن التنظيم غيّر من استراتيجيته وصار يسعى إلى السيطرة على مناطق وفرض نظامه عليها. ورفض تأكيد أن اغتيال قادة «القاعدة» في اليمن يتم على يد أجهزة الأمن الأميركية، لكنه قال إنه يتمنى لو كان للقاعدة في اليمن مقر قيادة يتجمعون فيه «لكانت الحياة أسهل».

وتحدث فايرستاين عن ضلوع إيران و«حزب الله» في دعم الحوثيين والانفصاليين الجنوبيين في اليمن. وفي ما يأتي نص حوار أجرته معه «الحياة» في لندن حيث شارك في اجتماع تحضيري لمؤتمر أصدقاء اليمن المقرر عقده في الرياض في أيار (مايو) المقبل:

> كيف تصفون علاقتكم بالحكم الجديد في اليمن؟

- بدء الانتقال في السلطة بالنسبة إلينا كان في الحقيقة في 3 حزيران (يونيو) عندما تعرّض الرئيس صالح لمحاولة الاغتيال وصار نائبه عبد ربه منصور هادي قائماً بأعمال الرئيس. كنت أعرفه (هادي) بصفته نائباً للرئيس، ولكن بعدما مارس مهماته رئيساً بالوكالة عملنا معه في شكل وثيق أكثر. ونحن نعمل حالياً مع الرئيس هادي ومع رئيس الحكومة باسندوة - الذي عرفته وعملت معه أيضاً عندما كان زعيماً في المعارضة - في شكل منتج جداً في القضايا الأساسية التي تهم البلدين.

> وهل تجدون الآن أي تردد في التعاون معكم بعدما باتت المعارضة جزءاً من الحكومة؟

- بالعكس تماماً. يمكنني القول إن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب اليوم هو بنفس ما كان في الماضي إن لم يكن أفضل.

> هل كان الرئيس صالح أقل تعاوناً؟

- من الصعب أن تقارن 10 سنوات من التعاون الثنائي مع حكم الرئيس صالح ببضعة شهور في ظل الحكومة الجديدة. لكنني أستطيع التأكيد أن التعاون حالياً هو كما كان في أحسن حالاته في الماضي.

> لعبتم دوراً في دفع الرئيس صالح إلى التنحي والموافقة على انتخابات مبكرة. لكن منذ رحيله بدأ فرع «القاعدة» يتوسع ويقوى. ألا ترى علاقة بين الأمرين؟

- أعتقد أن تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب استفاد من الأزمة السياسية خلال السنة الماضية. أدت الخلافات بين القادة السياسيين والعسكريين إلى تراجع قدرتهم على التحرك في شكل فاعل ضد «القاعدة»، وهذا ما سمح لها بأن تعتمد استراتيجية أكثر شراسة. ولذلك فإنني لا أعزو توسع «القاعدة» إلى انتقال السلطة من الرئيس صالح إلى الرئيس هادي، ولكن ما أعتقده هو أن حكومة اليمن وجيشها خسرا بعضاً من القدرة على الرد على تصرفات «القاعدة» في جزيرة العرب.

كما أننا نرى اليوم جزءاً من استراتيجية «القاعدة» التي تحاول تقديم وجهة نظر مفادها أن عملية الانتقال إلى قيادة جديدة في اليمن لم تؤثر أو تقلل من قدرتها على مواصلة العمل في شكل عنيف أو التوسع والسيطرة. إننا نرى حالياً عملية محددة هدفها الرئيسي خلق جو نفسي بين اليمنيين بأن «القاعدة» في جزيرة العرب لم يعد في الإمكان وقفها الآن.

> وهل تعتقد أنه يمكن وقفها؟

- لا أعتقد أبداً أنه لا يمكن وقفها. أعتقد أنها بالفعل تنظيم ضعيف لكنه استفاد من ظروف فريدة. وخلال الفترة المقبلة سيبدأ ظهور مفعول مبادرات نعمل عليها، مثلاً في مجال إعادة تنظيم المؤسسة الأمنية وإعادة توحيد الوحدات العسكرية ومواصلة العملية الانتقالية السياسية. كل ذلك سيساعد الحكومة في إعادة بسط سلطتها، وعندما تبدأ تلك المبادرات في إعطاء نتائج ستتراجع قدرة تنظيم «القاعدة» على مواصلة السير في الطريق التي يسلكها حالياً.

> ولكن ألا تعتقد أن «القاعدة» لا يمكن في الحقيقة وقفها ما دام الجيش اليمني منقسماً؟

- أعتقد أن الانقسامات في داخل المؤسسة العسكرية تمثّل عائقاً أمام تنفيذ حملة ناجحة ضد «القاعدة» في جزيرة العرب. ولكنني لا أذهب إلى درجة القول إنه حتى في ظل الظروف الحالية ليس هناك شيء يمكننا القيام به لوقف «القاعدة». على العكس من ذلك أعتقد أنه في إمكاننا ذلك. وبالتأكيد إذا حلّينا بعض القضايا السياسية التي تسبب بلبلة في الجيش اليمني فإننا نكون قد حسّنا إمكانات النجاح في المبادرات التي نقوم بها ضد «القاعدة».

> عندما تتحدثون عن دعم تتلقونه من الجيش اليمني في الحرب ضد «القاعدة»، هل هذا الدعم يأتي من كل الجيش اليمني بما في ذلك الوحدات التي انشقت على الرئيس صالح؟

- كل عناصر الجيش اليمني تشارك في القتال ضد تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب. ولذلك فإنني أعتقد أن الجواب على سؤالك هو بالإيجاب.

> نلاحظ منذ فترة أن «القاعدة» غيّرت من استراتيجيتها. في الماضي كانت تشن هجمات ثم تفر إلى مخابئها في الجبال. الآن يسيطر التنظيم على مناطق ويفرض حكمه عليها. فهل تعتقد أن استراتيجية «القاعدة» الآن السيطرة على البلاد وهل يمكنها ذلك؟

- لا أعتقد أن في إمكانهم السيطرة على البلد. من الواضح أنهم غيّروا استراتيجيتهم لأنهم يرون فرصة متاحة الآن، كما أنهم يريدون خلق عامل نفسي مفاده أنهم حتى ولو لم يمكن في إمكانهم السيطرة على البلد فإنهم قادرون على خلق جو يجعل اليمنيين يشعرون بأنه لم يعد في الإمكان وقف «القاعدة» في جزيرة العرب وإن عليهم بالتالي استيعاب التنظيم وإظهار التأييد لشرائح في داخل المجتمع اليمني متعاطفة مع «القاعدة». ولذلك فإنني أعتقد أن ما تقوم به «القاعدة» الآن هو تحقيق تقدم نفسي وبعد ذلك تحييد المعارضة لها في المجتمع اليمني.

> ولكن كيف تفسّر قدرة «القاعدة» على السيطرة على مناطق بأكملها؟ هل لديها تأييد من قبائل معينة؟

- أعتقد أن لديهم بعض التأييد من متعاطفين مع «القاعدة» في المجتمع اليمني، كما هو الحال مثلاً في مناطق القبائل في باكستان أو كما هو الوضع في أفغانستان. لكن قدرة «القاعدة» في جزيرة العرب على السيطرة والإمساك بالأرض ليست ناتجة من أنها منظمة قوية، ولكنها ناتجة من أن 15 شهراً من الأزمة السياسية أدت إلى إضعاف الحكومة وقدرتها على السيطرة على أراضيها. ولذلك فإن «القاعدة» في جزيرة العرب تتوسع في فراغ، وأعتقد أنه لو قامت الحكومة والجيش اليمني بجهد أكبر لدفع «القاعدة» إلى التراجع فإن هذا الجهد سينجح وسيلقى تأييداً من القطاع الأوسع من القبائل اليمنية. رأينا، مثلاً، ما حصل في رادع في كانون الثاني (يناير) الماضي عندما حاولت «القاعدة» ومؤيدوها الدخول. الذي أفشل ذلك كان المعارضة القبلية. والأمر ذاته يحصل في أبين حيث رأينا رداً واضحاً من القبائل على محاولة «القاعدة» التوسع. ولذلك فإنني أعتقد أن الغالبية العظمى من القبائل في اليمن ليست متعاطفة مع «القاعدة» في جزيرة العرب ولا تؤيد تصوراتها، لكنها بحاجة إلى أن تعرف أن الحكومة قوية وقادرة ومستعدة لممارسة سيادتها على أرضها.

> فقدت «القاعدة» في اليمن عدداً كبيراً من قادتها خلال الشهور الماضية بغارات تشنها طائرات يُعتقد على نطاق واسع أنكم وراءها. فما ردكم على هذه المزاعم؟

- كقاعدة نحن لا نعلّق على مثل هذا النوع من النشاطات والمزاعم في شأن عمليات استخباراتية محتملة. ولذلك لا يمكنني التعليق على هذه المزاعم المحددة. لكن ما يمكنني قوله بالطبع هو أننا نعمل عن قرب مع المؤسسة الأمنية للحكومة اليمنية في شأن المبادرات في مجال مكافحة الإرهاب وتحديداً تلك الهادفة إلى هزيمة «القاعدة» في جزيرة العرب وحرمان قادتها من القدرة على التحرك في اليمن. هذا الأمر يمثّل أولوية بالنسبة إلينا ونعمل عليه في شكل دقيق جداً.

> أين تضع «القاعدة» في جزيرة العرب في ترتيب التهديد الذي تشكله وكالات «القاعدة» حول العالم للمصالح الأميركية؟

- بالتأكيد عندما نجري تقويماً لقدرات المجموعات المختلفة المرتبطة بـ «القاعدة» حول العالم فإننا نضع «القاعدة» في جزيرة العرب في المرتبة الأولى. إذا نظرت إلى «القاعدة» في مناطق القبائل فإن الواضح إنها أضعف الآن مما كانت عليه قبل سنوات. حركة الشباب في الصومال تعرضت بدورها لسلسلة هزائم وأرغمت على إخلاء مقديشو. «القاعدة» في شرق آسيا هي أضعف الآن بكثير عما كانت عليه من قبل. والأمر نفسه ينطبق على «القاعدة» في المغرب الإسلامي و«القاعدة» في العراق. كل هذه الجماعات تعرضت لسلسلة من الهزائم في السنوات الماضية. ولكن «القاعدة» في جزيرة العرب تبقى منظمة قادرة على الاستمرارية، وهي تمكنت من الاستفادة لمصلحتها من الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن كي توسع نطاق انتشارها وحضورها.

> بعد مقتل أنور العولقي وسمير خان، هل تعتقد أن «القاعدة» في جزيرة العرب ما زالت تركز على استهداف الولايات المتحدة أم أنها صارت تركّز على اليمن؟

- نعتقد أنهم لم يتخلوا إطلاقاً عن تطلعاتهم لشن جهاد عالمي، ليس فقط ضد الولايات المتحدة بل أيضاً ضد أصدقائنا وحلفائنا حول العالم، مثل المملكة المتحدة وأوروبا الغربية ودول الجزيرة العربية. نعتقد أن «القاعدة» في جزيرة العرب ما زالت تبحث في شكل مكثف عن فرص لشن هجمات (خارج اليمن).

> عندما كنا نتحدث في الماضي عن «الجهاديين الأجانب» كان هؤلاء يذهبون في العادة إلى العراق. هل ترون حالياً اتجاهاً لالتحاق الجهاديين الأجانب بـ «القاعدة» في جزيرة العرب؟

- بالتأكيد. عندما نناقش هذه القضايا مع الحكومة اليمنية فإنهم يجدون عناصر من أنحاء مختلفة من العالم مع «القاعدة». هناك عناصر من الصومال ومن مناطق مختلفة في جزيرة العرب ومن مصر وسورية وجنوب شرقي آسيا وأفغانستان وباكستان وحتى من أوروبا الغربية. ولذلك فإن من الواضح أن هناك دفقاً للمقاتلين الأجانب إلى اليمن.

> هل هؤلاء في العشرات أم المئات؟

- من الصعب الإجابة عن ذلك.

> تحدثت تقارير عن انتقال 300 من المسلحين من الصومال إلى اليمن؟

- هناك بالتأكيد وجود قوي للصوماليين في اليمن منذ بعض الوقت، ولذلك فإن من المحتمل أن الصوماليين يشكلون نسبة كبيرة من عناصر «القاعدة» في جزيرة العرب.

> هناك مزاعم عن محاولة إيران التدخل في الشؤون اليمنية من خلال إرسال أسلحة ومدربين إلى الحوثيين. هل لديكم أي أدلة على هذا الدور الإيراني المزعوم؟

- نحن قلقون جداً مما نراه من جهد أكثر شراسة من الجانب الإيراني لبناء علاقات في اليمن، على الخصوص مع الحوثيين ولكن أيضاً مع عناصر أخرى في المجتمع اليمني في الجنوب كما في الشمال. نعتقد أن نيّة الإيرانيين هي زعزعة الأوضاع ومنع نجاح عملية الانتقال السياسية. إننا نرى أدلة على أن الإيرانيين يوفرون مساعدات عسكرية وتدريباً لبعض هذه العناصر اليمنية، بالإضافة إلى الدعم الذي يقدمونه في مجال الدعم المالي والسياسي.

> ماذا تعتقد أنهم يريدون من وراء دعمهم للحوثيين؟

- واضح أن الإيرانيين يريدون بناء نفوذ والتأثير في التطورات الحاصلة في اليمن سواء من خلال الحصول على التأثير داخلياً أو في شكل أوسع في المنطقة من خلال إقامة موطئ قدم لهم في الجزيرة العربية، وهو الأمر الذي من الطبيعي أن يُنظر إليه بوصفه تهديداً أمنياً من المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي.

> وهل يقدّم الإيرانيون هذا الدعم مباشرة أم من خلال وكلاء؟

- الأدلة المتوافرة تؤكد أن «حزب الله» و «حماس» يدعمان هذا الدور والجهد لإيران. كما أننا على علم بأن هناك وجوداً يمنياً جنوبياً في بيروت تم استخدامه كصلة وصل (كوندويت) للدعم الإيراني المقدم لقوى تقوم بالتعطيل في جنوب اليمن. الإيرانيون لا يعملون فقط على خط نفوذهم مع الحوثيين بل أيضاً مع أطراف يمنية أخرى.

> هل تعتقد إذن أن الإيرانيين يشجعون اليمنيين الجنوبيين على الانفصال؟

- على الأقل يشجعون على تعطيل الحلول السياسية لقضايا الجنوب.

> وما هو موقفكم كحكومة أميركية من سعي جنوبيين إلى الانفصال؟

- سياسة الولايات المتحدة واضحة في شأن وحدة اليمن. رأينا أن هذه القضية قد تم حلها عام 1990 عندما تم توحيد شطري البلاد. وفي عام 1994 الولايات المتحدة دعمت في شكل واضح الحفاظ على وحدة اليمن، وموقفنا ما زال نفسه اليوم. كما أننا نشير إلى أن مبادرة مجلس التعاون الخليجي (لحل الأزمة اليمنية الحالية) أشارت بوضوح إلى أن النية هي أن النقاشات في شأن الاختلافات كلها في داخل المجتمع اليمني يجب أن تحل في إطار يمن موحد. وقرار مجلس الأمن 2014 يتحدث أيضاً عن وحدة اليمن. المجتمع الدولي كله يؤيد وحدة اليمن وسيادته، وليس فقط الولايات المتحدة.

> هل هناك اختلاف بين «القاعدة» في جزيرة العرب وجماعة أنصار الشريعة؟

- إنهما منظمة واحدة. أنصار الشريعة مجرد واجهة أو غطاء للقاعدة.

> هل تعرفون أين يقع مركز قيادة «القاعدة» في اليمن؟

- أعتقد أن قيادة التنظيم حالياً متفرقة. ليس لديهم بناء محدد. كنت أتمنى لو كان لديهم بناء يقطنون فيه كلهم، لكانت الحياة أسهل بكثير. ولكن قاعدة التنظيم تاريخياً كانت في مأرب ولكنهم الآن في أبين حيث غالباً ما تكون القيادات العليا. ولكنني لا أعتقد أن هناك مكاناً واحداً يُعتبر قيادة لهم.

> لا تتصور أبداً أن «القاعدة» يمكنها السيطرة على البلد؟

- لا أعتقد أن لديها القوة لذلك، كما إنني لا أعتقد أن غالبية الشعب اليمني يمكن أن تدعم ذلك أو تتقبله. أعتقد أن تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب سيبقى دائماً مجموعة صغيرة نسبياً. لديها القدرة على العرقلة وخلق جو معيّن من العنف والإرهاب وقد نجحوا في ذلك بسبب ضعف الحكومة اليمنية وضعف المؤسسة العسكرية اليمنية في النجاح في السيطرة على الأرض، ولكن هذا وضع موقت، ومتى ما تمكنت الحكومة من تحقيق تقدم في تحقيق هذا الانتقال فإن هذه القدرة للقاعدة ستتلاشى، وأعتقد أنه في نهاية المطاف - من خلال مبادرات التعاون بين الحكومة الأميركية والحكومة اليمنية وبين الحكومة اليمنية وبقية المجتمع الدولي - فإنه سيتم تحقيق النجاح في هزيمة «القاعدة» وطردها كلياً من اليمن.

> ليس سراً أنكم قلقون من نشاط بعض الأطراف في حزب الإصلاح؟

- من المهم أن نكون واضحين: لدينا علاقة جيدة جداً مع حزب الإصلاح ونعمل عن قرب مع قيادته المشاركة مشاركة كاملة في العملية الديموقراطية وتلتزم مبادئها الأساسية. ليس لدينا مشكلة مع الإصلاح في هذا المجال، وآمل أن نواصل الحفاظ على اتصالات جيدة معهم. ولكن في المقابل هناك بوضوح عناصر في الإصلاح وبالتحديد عبدالمجيد الزنداني المصنّف من الأمم المتحدة بوصفه داعماً للإرهاب والذي لدينا مباعث كثيرة للقلق إزاءه. لقد كنا واضحين في إثارة مباعث القلق هذه مع قيادة حزب الإصلاح وكنا واضحين معهم أن وجود عبدالمجيد الزنداني ومؤيديه وأتباعه في الحزب أمر يسبب مشكلة لنا ولبقية المجتمع الدولي. وسنواصل النظر إلى هذه القضية. ولكن ما دام حزب الإصلاح يسير في المسار الديموقراطي ويشارك في المبادرة الخليجية والحكومة الائتلافية فإنه سيكون في مقدورنا أن نبقى على علاقة معه.

Friday 23 March 2012

«جبهة النصرة» ... حضور متزايد لـ «الجهاديين» في الثورة السورية



«جبهة النصرة» ... حضور متزايد لـ «الجهاديين» في الثورة السورية
الجمعة, 23 مارس 2012
لندن - كميل الطويل
بعد مرور أكثر من سنة على بدء الثورة في سورية، تظهر مؤشرات إلى أن الطابع «الجهادي» بدأ يأخذ حيّزاً متزايداً في صفوف «الثوار»، على رغم أن الغالبية العظمى من هؤلاء لم يحملوا السلاح لأسباب عقائدية بل انشقوا عن الجيش النظامي بسبب قمعه العنيف للمحتجين وتكتل معظمهم في إطار ما يُعرف بـ «الجيش السوري الحر».
وإذا كان «الجيش الحر» ما زال يُعتبر القوة العسكرية الأبرز في مواجهة قوات النظام، إلا أن «الجهاديين»، في المقابل، يسعون بدورهم كما يبدو إلى تنظيم صفوفهم في إطار موحد. ولعل التشكيل الأبرز ينعكس في «جبهة النصرة» التي أعلنت مسؤوليتها عن سلسلة هجمات ضد القوات الحكومية، بما في ذلك عمليات وصفتها بـ «الاستشهادية». ولا يُعرف الكثير عن هذه الجبهة، باستثناء أشرطة فيديو تُبث من قبل ذراعها الإعلامية «مؤسسة المنارة البيضاء للإنتاج الإعلامي» على مواقع عادة ما تنشر إصدارات فروع تنظيم القاعدة. ومعلوم أن النظام السوري يقول إنه يقاتل جماعات مرتبطة بالقاعدة، لكن منتقديه يقولون إنه يحاول تشويه صورة ثورة تلقى دعماً من شرائح شعبية واسعة ولم تتحوّل إلى السلاح سوى نتيجة تزايد القمع الأمني لاحتجاجاتها السلمية.
وتوضح إصدارات «جبهة النصرة» أن «المسؤول العام» - أو «الأمير» - لهذه الجماعة يدعى «أبو محمد الجولاني» الملقّب بـ «الفاتح»، على غرار ألقاب القادة العسكريين الإسلاميين في عصور غابرة. ووصف الجولاني (من الجولان)، في إصدار أخير، مدينة حمص بأنها «عاصمة الشهداء»، معلناً الرد على القصف الذي تعرضت له المدينة بتفجيرين الشهر الماضي في حلب أحدهما استهدف مقر الأمن العسكري والآخر مركزاً لحفظ النظام، محذّراً العسكريين الذين يبقون في الخدمة من مصير مماثل لرفاقهم القتلى. ومعلوم أن لغطاً ساد بعد وقوع التفجيرين، إذ أُعلن في البدء عن مسؤولية «الجيش الحر» قبل أن ينفي قائده رياض الأسعد علاقة الجنود المنشقين بما حصل، في مؤشر واضح إلى تباين أسلوب التفجيرات بين العسكريين و«الجهاديين».
وجاءت الكلمة الصوتية لـ «الفاتح أبو محمد» في إطار شريط فيديو معنون «غزوة الثأر لحرائر الشام» تضمن مشاهد لتفجير في دمشق قبل تنفيذ العملية وفي أثنائها وبعدها. إذ أظهر الشريط عملية تصوير سرية لمركز يتجمع عنده العسكريون تحت جسر في دمشق، ثم عرض مشاهد لطريقة تركيب العبوة الناسفة ووصية «الاستشهادي» الذي تحدث عن اغتصاب نسوة في حمص على يد «شبيحة» النظام. ولم يكن واضحاً سبب إخفاء منتجي الشريط لوجه «الاستشهادي» الذي قُدّمت وصيته باسم «أبو البراء الشامي»، خصوصاً أن «العامل الأمني» لإخفاء الوجه يكون قد انتفى بعد تفجيره نفسه بالعسكريين. ويفتح إخفاء وجه القتيل باباً للتشكيك في صحة إصدارات «جبهة النصرة»، خصوصاً بعدما قال معارضون إن النظام نفسه مسؤول عن التفجيرات. لكن الجبهة ربما تعتقد أن أجهزة أمن النظام لم تتعرف بعد على هوية المنفّذ ولذلك أخفت وجهه في الشريط.
وبعدما عرض الشريط مقابلة مع امرأة منقبة زعمت أنها تعرضت للاغتصاب في حمص، بث مقاطع لمجموعات مسلحة من مناطق سورية مختلفة تعلن مبايعتها لـ «أبي محمد الجولاني». لكن أكثر ما لفت في هذا الإطار أن «أمراء» محليين لـ «جبهة النصرة» شوهدوا في مقاطع فيديو يرفعون في وضح النهار شعارات الجبهة وعلمها الأسود وسط متظاهرين في شوارع بعض المناطق السورية ويدعون الناس إلى الانضمام إليهم، ما يعني أن الجبهة باتت تعمل علناً في مناطق خارجة عن سيطرة الجيش النظامي.
وكان لافتاً في الشريط أن الجبهة بثّت أيضاً مقاطع لسلسلة من التفجيرات التي قامت بها ضد أهداف عسكرية وتحديداً من خلال تفجير عبوات ناسفة خلال مرور آليات للنظام، في مشهد مماثل لمقاطع العمليات التي دأب على تصويرها تنظيم القاعدة في العراق خلال هجماته على الدوريات الأميركية.
وقال متحدث باسم الجماعة إن الهجمات التي يقوم بها مقاتلوها تأتي رداً على ما تقوم بها قوات الأمن ضد السوريين، مشيراً إلى أن «النظام قرر أن يركب رأسه ويرد على مطالب الناس بالحرية والعدالة بالحديد والنار والرصاص».