Wednesday 19 December 2007

AL-BAYAN UNITED ARAB EMIRATES ON AL-QAEDA WA AKHAWATUHA




http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1197552511421&pagename=Albayan%2FArticle%2FFullDetail

من المكتبة العربية
القاعدة وأخواتها
تأليف :كميل الطويل


مؤلف هذا الكتاب هو كميل الطويل. كاتب وصحافي لبناني، يعمل منذ العام 1991 في جريدة «الحياة» اللندنية، حيث يتابع ملف الحركات الإسلامية بشكل خاص. صدر له كتاب الحركة الإسلامية المسلحة في الجزائر عام 1998. وينطلق كميل الطويل في كتابه «القاعدة وأخواتها» من قناعة مفادها أنه لا يمكن فهم التحول الذي طرأ على فكر الجهاديين من غير سبر تاريخ القاعدة وتاريخ أخواتها من جماعات الجهاد الأخرى، القريبة منها فكرياً ومنهجياً.

حيث لا يشك في أن للقاعدة أخوة وأخوات كثراً، نشأت في غالبيتها العظمى مع انتهاء «الجهاد الأفغاني» في نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن العشرين المنصرم، لذلك يجهد في كتابه على تناول جماعات «الجهاد» في ثلاث دول عربية، هي: «جماعة الجهاد» في مصر، و«الجماعة الإسلامية المسلحة» في الجزائر، و«الجماعة الإسلامية المقاتلة» في ليبيا، على خلفية كون تجاربها ساهمت في تكوين القاعدة في صورتها الحالية، صورة تقديم قتال الأميركيين «الكفار»، أينما وجدوا، على قتال «المرتدين» في الدول العربية.

ويعزو المؤلف اختياره إلى سببين، أولهما نشؤها جميعاً في بيئة واحدة، هي بيئة الأفغان العرب، وفي وقت متزامن في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، إذ بالرغم من كون «جماعة الجهاد» المصرية وكذلك «الجماعة الإسلامية»، ظهرتا في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، إلا أن وجودهما الفعلي في بداية الثمانينيات كان محصوراً في السجون المصرية.

ثم أعاد الجهاديون المصريون بناء التنظيمين اعتباراً من عام 1987 ليس في مصر، بل على الحدود الباكستانية الأفغانية، بالتزامن مع تأسيس أسامة بن لادن تنظيم «القاعدة» عام 1988، ومع تأسيس الأفغان الجزائريين جماعتهم باسم «الجماعة الإسلامية المسلحة» عام 1991، ومع تأسيس الليبيين «الجماعة الإسلامية المقاتلة» بين عام1990 و1992.

والواقع هو أن القاعدة لم تكن بعيدة عن هذه «التجارب الجهادية» للجماعات الثلاث، فأسامة بن لادن كان على علاقة وثيقة بجماعة الجهاد المصرية وزعيمها أيمن الظواهري، وكذلك بـ «الجماعة الإسلامية المقاتلة» الليبية، فضلاً أنه كان يتمتع بتأثير مباشر على «الجماعة الإسلامية المسلحة» في الجزائر.

أما ثاني الأسباب فهو أن هذه الجماعات هي الوحيدة في العالم العربي التي خاضت حرباً حقيقية في تسعينيات القرن الماضي لإسقاط أنظمة الحكم في بلدانها لاعتبارات دينية، وبالتحديد لاعتبارها أنظمة «مرتدة».

ويعتبر المؤلف أن التحول الذي طرأ على فكر«الجهاديين»، تمثل في أن الأولوية باتت لقتال من يعتبرهم الجهاديون «الكفار الأصليون» من حكام الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن كانت لقتال من يعتبرونهم حكاماً «مرتدين» في العالم العربي والإسلامي.

وهو تحول يعبر عن تغيير مرحلي فقهي، لأن الجهاديين مازالوا يعتبرون الأولوية لقتال «المرتدين» وليس «الكفار»، لذلك فإن قتالهم الكفار أولاً هو لسبب آني ومحدود، يتجسد في أن «الكفار» هم سبب بقاء «المرتدين» في الحكم في العالم العربي الإسلامي، وإذا هزم «الكفار» سينهار «المرتدون» معهم.

غير أن تنظم «القاعدة» حقق ما سعى إليه منذ البداية، وهو تحويل حربه ضد الغرب إلى حرب دينية، يرى فيها المسلمون أنفسهم مستهدفين من «الكفار» الغربيين. فتوسيع الأميركيين دائرة حربهم على «الإرهاب» لتشمل أكثر من جماعة إسلامية اعتبرها الأميركيون «قريبة من القاعدة أو مرتبطة بها».

كان عاملاً هاماً أسهم في توحيد غالبية «الجهاديين» وراء مشروع بن لادن، بعدما بدا وكأنه على شفا الاحتضار بعد «نكسته» الأفغانية في نهاية 2001 وبداية 2002، حسب تعبير المؤلف. ويحفل الكتاب بالتفاصيل الكثيرة، ويعقد قارنات عديدة ما بين الجماعات الجهادية في ليبيا ومصر والجزائر، إذ على الرغم من أن موضوعه هو القاعدة والتنظيمات الجهادية، إلا أنه يغدو وثيقة هامة تسلط الضوء على الحركات الجهادية في البلدان العربية التي نشطت فيها الجماعات الجهادية المدروسة.

وكونه يلجأ إلى رواية تاريخ هذه الجماعات، فإنه ينطلق من سرد سيرتها من أفغانستان إبان «الجهاد» ضد الغزو السوفييتي، تحت رعاية عربية وإسلامية رسمية، إضافة إلى رعاية وتشجيع الولايات المتحدة الأميركية.

وكانت بداية المشاركة العربية القتالية ضعيفة جداً، إذ أن الجهاد الذي كان أفغانياً، لم يتجاوز عدد العرب الذين انخرطوا فيه «الخمسة عشر مقاتلاً» عام 1989. لكن بعد الفتاوى التي اعتبرت الجهاد في أفغانستان «فرض عين»، ازدادت الأعداد، وصار للعرب بداية تنظيم مع «إنشاء مكتب الخدمات» الذي أشرف عليه أساساً الشيخ عبد الله عزام، وأسامة بن لادن، وبات للمقاتلين العرب «معسكراتهم ومضافاتهم»، ودخلوا المعارك في شكل مستقل في منطقة «جاجي» عام 1986.

وإن كانت أفغانستان قد مثلت محطة الانطلاقة الأولى، فإنها كانت على الدوام منطقة إعادة التجميع، بعد محاولات الاستقرار التي عمد إليها «الجهاديون»، وخصوصاً بعد تعرض مشاريعهم في مصر والجزائر وليبيا لنكسات متتالية بعد عودتهم من أفغانستان في منتصف تسعينيات القرن العشرين المنصرم، حيث لجأ هؤلاء مجدداً إليها ليعيدوا فيها بناء تنظيماتهم.

ولم يكن اختيارهم أفغانستان من قبيل الصدفة، إذ شهد هذا البلد بداية ما صار يعرف اليوم بجماعات «السلفية الجهادية» وريثة جماعات «الجهاد» الأولى في العالم العربي. ويروي الكتاب بشكل مفصل تاريخ «الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا»، التي يعود ظهورها إلى 7 أكتوبر 1981.

وضمت عدداً من المسؤولين السابقين في حكم العقيد القذافي واختلفوا معه في سياساته، ونشأت بفعل وجود معارضة حقيقية للقذافي داخل ليبيا، وطنية وعلمانية، مع أن ظهورها آنذاك ارتبط بالتجاذبات السياسية، التي كانت تشهدها علاقات الجماهيرية الليبية بعدد من الدول العربية. وأقامت الجبهة علاقات مع تنظيمات في دول المنطقة، كالمغرب التي عقد فيها مجلس الجبهة الوطني الأول، ومصر والسودان والعراق.

وأبرز محطات الجبهة، هي عملية معسكر باب العزيزية، التي يروي الكتاب أدق تفاصيلها. وفيما كانت الجبهة تبحث عن مشروع آخر، كان الإسلاميون الليبيون يبنون تنظيمهم وينظمون صفوفهم في مكان بعيد جداً عن ساحات عمل الجبهة، حيث كانت مجموعات من الشباب الليبيين يتدربون ويخوضون معارك حقيقية في ساحات أفغانستان، ويشاركون الأفغان في حربهم ضد السوفييت. ووصل عدد الليبيين في أفغانستان عام 1992 ما بين 800 إلى 1000 شخص.

وبدأت مجموعات منهم تعود من أفغانستان لمواصلة الجهاد في بلادهم، وبدأوا في تحضير السلاح وتجنيد عناصر جديدة إلى صفوفهم. وبنت الجماعة الإسلامية المقاتلة هياكلها ونظمت صفوفها في الفترة من 1990 إلى 1995، وتم كل ذلك في سرية مطلقة، ثم خرجت منه بعد أن عرف النظام بأمر الجماعة بعد عملية جريئة نفذتها الجماعة لإطلاق سراح احد عناصرها، وهو خالد بقشيش، الذي كان معتقلاً في مستشفى الجلاء ببنغازي. وبعد هذه العملية أعلنت الجماعة عن نفسها.

ويسرد المؤلف تفاصيل عن إقامة عناصر «المقاتلة» في السودان، وعلاقاتها مع مختلف الأطراف فيها، ويعرض كذلك ضغوط نظام العقيد على السودان لتسليمه عناصر ليبية ناشطة هناك. والحصيلة المجملة هي فشل الجهاديين العرب في البلدان الثلاثة، التي اختيرت كنماذج، مصر والجزائر وليبيا، حيث تتكشف خصوصية مشكلاتهم في كل بلد، بالرغم أن أموراً عديدة تجمع بين تجارب هؤلاء مجتمعين.

وقد اختلفت عمليات «إعادة البناء» في أفغانستان بين جماعات الجهاد العربية، حيث تحالفت جماعة الجهاد المصرية مع القاعدة تحالفاً، تحول فيما بعد في عام 2001 إلى اندماج كامل، فيما سلك الجزائريون والليبيون طريقاً مستقلاً عن أسامة بن لادن وأيمن الظواهري اللذين مضيا قدماً في تنفيذ خطتهما لقتال الأميركيين.

بدءاً بتفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998، ومروراً بتفجير المدمرة الأميركية «يو أس أس كول» في عدن عام 2000، ووصولاً إلى «غزوة أيلول» عام 2001 في أميركا، التي غيرت أميركا كما غيرت الجهاديين أنفسهم، حيث أعلنت الولايات المتحدة «الحرب على الإرهاب»، وصارت تنظر إلى العالم بمنظار فسطاطي ، حسب المقولة الميتافيزيقية «إما معنا أو ضدنا».

والنتيجة هي أن تنظيم القاعدة بات يشكل الحاضن لمختلف جماعات الجهاد، فحققت سياسات الولايات المتحدة لابن لادن ما لم يستطع تحقيقه على مدى سنوات طويلة في أفغانستان، وهو توحيد الجهاديين تحت لواء القاعدة وتحولها إلى مركز استقطاب لمختلف جماعات الجهاد في العالم العربي والإسلامي.

غير أنه وبعد خمس سنوات على بدء «الحرب ضد الإرهاب»، وبعد الانتصارات العديدة التي يتغنى بها الساسة الأميركيين في هذه الحرب، بتدميرهم عشرات معسكرات التدريب التي بناها «الجهاديون» في أفغانستان، وطردهم أسامة بن لادن وقادة تنظيمه من المعسكر الأفغاني وتشتيتهم في أرجاء العالم، فإن المحصلة جاءت في رأي المؤلف، على غير ما تمناه وخطط له الأميركيون، إذ أعادت حركة «طالبان» التقاط أنفاسها.

وامتصت الضربات التي تلقتها، وباتت تسيطر على مناطق واسعة من جنوب أفغانستان وجنوبها الشرقي. فيما تبدو جماعة «المقاومة الإسلامية» في العراق قادرة على ضرب القوات الأميركية، واستنزاف طاقاتها في ما بات يعرف اليوم باسم «المستنقع العراقي». وبالتالي، فإن القاعدة التي اعتبرت محور الحرب ضد الإرهاب، هي المستفيد من فشل الأميركيين في أفغانستان والعراق.

عمر كوش

*الكتاب: القاعدة وأخواتها ـ قصة الجهاديين العرب

*الناشر: دار الساقي ـ بيروت 2007

*الصفحات:412 صفحة من القطع الكبير

Monday 17 December 2007

al-Mustaqbal Newspaper review of Al-Qaeda Wa Akhawatuha




http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=266085

الطريق إلى القاعدة

المستقبل - الاحد 16 كانون الأول 2007 - العدد 2823 - نوافذ - صفحة 15



عمر كوش
ينطلق كميل الطويل في كتابه "القاعدة وأخواتها" من قناعة مفادها أنه لا يمكن فهم التحول الذي طرأ على فكر الجهاديين من غير سبر تاريخ القاعدة وتاريخ أخواتها من جماعات الجهاد الأخرى، القريبة منها فكرياً ومنهجياً، حيث لا يشك في أن للقاعدة أخوة وأخوات كثراً، نشأت في غالبيتها العظمى مع انتهاء "الجهاد الأفغاني" في نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن العشرين المنصرم. يجهد الطويل في كتابه على تناول جماعات "الجهاد" في ثلاث دول عربية، هي: "جماعة الجهاد" في مصر، و"الجماعة الإسلامية المسلحة" في الجزائر، و"الجماعة الإسلامية المقاتلة" في ليبيا، على خلفية كون تجاربها ساهمت في تكوين القاعدة في صورتها الحالية، صورة تقديم قتال الأميركيين "الكفار"، أينما وجدوا، على قتال "المرتدين" في الدول العربية.
ويعزو المؤلف اختياره إلى سببين، أولهما نشوؤها جميعاً في بيئة واحدة، هي بيئة الأفغان العرب، وفي وقت متزامن في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات. فبالرغم من كون "جماعة الجهاد" المصرية وكذلك "الجماعة الإسلامية" ظهرتا في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، إلا أن وجودهما الفعلي في بداية الثمانينيات كان محصوراً في السجون المصرية. ثم أعاد الجهاديون المصريون بناء التنظيمين اعتبارا من عام 1987 ليس في مصر، بل على الحدود الباكستانية الأفغانية، بالتزامن مع تأسيس أسامة بن لادن تنظيم "القاعدة" عام 1988، ومع تأسيس الأفغان الجزائريين جماعتهم باسم "الجماعة الإسلامية المسلحة" عام 1991، ومع تأسيس الليبيين "الجماعة الإسلامية المقاتلة" بين عام1990 و1992.
والواقع أن القاعدة لم تكن بعيدة عن هذه "التجارب الجهادية" للجماعات الثلاث، فأسامة بن لادن كان على علاقة وثيقة بجماعة الجهاد المصرية وزعيمها أيمن الظواهري، وكذلك بـ"الجماعة الإسلامية المقاتلة" الليبية، فضلاً أنه كان يتمتع بتأثير مباشر على "الجماعة الإسلامية المسلحة" في الجزائر.
أما ثاني الأسباب فهو أن هذه الجماعات هي الوحيدة في العالم العربي التي خاضت حرباً حقيقية في تسعينيات القرن الماضي لإسقاط أنظمة الحكم في بلدانها لاعتبارات دينية، وبالتحديد لاعتبارها أنظمة "مرتدة".
ويعتبر المؤلف أن التحول الذي طرأ على فكر "الجهاديين"، تمثل في أن الأولوية باتت لقتال من يعتبرهم الجهاديون "الكفار الأصليون" من حكام الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن كانت لقتال من يعتبرونهم حكاماً "مرتدين" في العالم العربي والإسلامي. وهو تحول يعبر عن تغيير مرحلي فقهي، لأن الجهاديين مازالوا يعتبرون الأولوية لقتال "المرتدين" وليس "الكفار"، لذلك فإن قتالهم الكفار أولاً هو لسبب آني ومحدود، يتجسد في أن "الكفار" هم سبب بقاء "المرتدين" في الحكم في العالم العربي الإسلامي، وإذا هزم "الكفار" سينهار "المرتدون" معهم.
غير أن تنظم "القاعدة" حقق ما سعى إليه منذ البداية، وهو تحويل حربه ضد الغرب إلى حرب دينية، يرى فيها المسلمون أنفسهم مستهدفين من "الكفار" الغربيين. فتوسيع الأميركيين دائرة حربهم على "الإرهاب" لتشمل أكثر من جماعة إسلامية اعتبرها الأميركيون "قريبة من القاعدة أو مرتبطة بها"، كان عاملاً هاماً أسهم في توحيد غالبية "الجهاديين" وراء مشروع بن لادن، بعدما بدا وكأنه على شفا الاحتضار بعد "نكسته" الأفغانية في نهاية 2001 وبداية 2002، حسب تعبير المؤلف.
ويحفل الكتاب بالتفاصيل الكثيرة، ويعقد مقارنات عديدة ما بين الجماعات الجهادية في ليبيا ومصر والجزائر، إذ على الرغم من أن موضوعه هو القاعدة والتنظيمات الجهادية، إلا أنه يغدو وثيقة هامة تسلط الضوء على الحركات الجهادية في البلدان العربية التي نشطت فيها الجماعات الجهادية المدروسة. وكونه يلجأ إلى رواية تاريخ هذه الجماعات، فإنه ينطلق من سرد سيرتها من أفغانستان إبان "الجهاد" ضد الغزو السوفييتي، تحت رعاية عربية وإسلامية رسمية، إضافة إلى رعاية وتشجيع الولايات المتحدة الأميركية.
وكانت بداية المشاركة العربية القتالية ضعيفة جداً، إذ أن "الجهاد" الذي كان أفغانياً، لم يتجاوز عدد العرب الذين انخرطوا فيه "الخمسة عشر مقاتلاً" عام 1989. لكن بعد الفتاوى التي اعتبرت الجهاد في أفغانستان "فرض عين"، ازدادت الأعداد، وصار للعرب بداية تنظيم مع "إنشاء مكتب الخدمات" الذي أشرف عليه أساساً الشيخ عبد الله عزام، وأسامة بن لادن، وبات للمقاتلين العرب "معسكراتهم ومضافاتهم"، ودخلوا المعارك في شكل مستقل في منطقة "جاجي" عام 1986.
وإن كانت أفغانستان قد مثلت محطة الانطلاقة الأولى، فإنها كانت على الدوام منطقة إعادة التجميع، بعد محاولات الاستقرار التي عمد إليها "الجهاديون"، وخصوصاً بعد تعرض مشاريعهم في مصر والجزائر وليبيا لنكسات متتالية بعد عودتهم من أفغانستان في منتصف تسعينيات القرن العشرين المنصرم، حيث لجأ هؤلاء مجدداً إليها ليعيدوا فيها بناء تنظيماتهم. ولم يكن اختيارهم أفغانستان من قبيل الصدفة، إذ شهد هذا البلد بداية تأسيس ما صار يعرف اليوم بجماعات "السلفية الجهادية" وريثة جماعات "الجهاد" الأولى في العالم العربي.
ويروي الكتاب بشكل مفصل تاريخ "الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا"، التي يعود ظهورها إلى 7 تشرين الأول 1981، وضمت عدداً من المسؤولين السابقين في حكم العقيد القذافي واختلفوا معه في سياساته، ونشأت بفعل وجود معارضة حقيقية للقذافي داخل ليبيا، وطنية وعلمانية، مع أن ظهورها آنذاك ارتبط بالتجاذبات السياسية، التي كانت تشهدها علاقات الجماهيرية الليبية بعدد من الدول العربية. وأقامت الجبهة علاقات مع تنظيمات في دول المنطقة، كالمغرب التي عقد فيها مجلس الجبهة الوطني الأول، ومصر والسودان والعراق. وأبرز محطات الجبهة، هي عملية معسكر باب العزيزية، التي يروي الكتاب أدق تفاصيلها. وفيما كانت الجبهة تبحث عن مشروع آخر، كان الإسلاميون الليبيون يبنون تنظيمهم وينظمون صفوفهم في مكان بعيد جداً عن ساحات عمل الجبهة، حيث كانت مجموعات من الشباب الليبيين يتدربون ويخوضون معارك حقيقية في ساحات أفغانستان، ويشاركون الأفغان في حربهم ضد السوفييت. ووصل عدد الليبيين في أفغانستان عام 1992 ما بين 800 إلى 1000 شخص. وبدأت مجموعات منهم تعود من أفغانستان لمواصلة الجهاد في بلادها، وبدأ العائدون في تحضير السلاح وتجنيد عناصر جديدة إلى صفوفهم. وبنت الجماعة الإسلامية المقاتلة هياكلها ونظمت صفوفها في الفترة من 1990 إلى 1995، وتم كل ذلك في سرية مطلقة، ثم خرجت منه بعد أن عرف النظام بأمر الجماعة بعد عملية جريئة نفذتها الجماعة لإطلاق سراح احد عناصرها، وهو خالد بقشيش، الذي كان معتقلاً في مستشفى الجلاء ببنغازي. وبعد هذه العملية أعلنت الجماعة عن نفسها.
ويسرد المؤلف تفاصيل عن إقامة عناصر "المقاتلة" في السودان، وعلاقاتها مع مختلف الأطراف فيها، ويعرض كذلك ضغوط نظام العقيد على السودان لتسليمه عناصر ليبية ناشطة هناك. والحصيلة المجملة هي فشل الجهاديين العرب في البلدان الثلاثة، التي اختيرت كنماذج، مصر والجزائر وليبيا، حيث تتكشف خصوصية مشكلاتهم في كل بلد، بالرغم أن أموراً عديدة تجمع بين تجارب هؤلاء مجتمعين.
وقد اختلفت عمليات "إعادة البناء" في أفغانستان بين جماعات الجهاد العربية، حيث تحالفت جماعة الجهاد المصرية مع القاعدة تحالفاً، تحول فيما بعد في عام 2001 إلى اندماج كامل، فيما سلك الجزائريون والليبيون طريقاً مستقلاً عن أسامة بن لادن وأيمن الظواهري اللذين مضياً قدماً في تنفيذ خطتهما لقتال الأميركيين، بدءاً بتفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998، ومروراً بتفجير المدمرة الأميركية "يو أس أس كول" في عدن عام 2000، ووصولاً إلى "غزوة أيلول" عام 2001 في أميركا، التي غيرت أميركا كما غيرت الجهاديين أنفسهم، حيث أعلنت الولايات المتحدة "الحرب على الإرهاب"، وصارت تنظر إلى العالم بمنظار فسطاطي بن لادن، حسب المقولة الميتافيزيقية "إما معنا أو ضدنا". والنتيجة هي أن تنظيم القاعدة بات يشكل الحاضن لمختلف جماعات الجهاد، فحققت سياسات الولايات المتحدة لبن لادن ما لم يستطع تحقيقه على مدى سنوات طويلة في أفغانستان، وهو توحيد الجهاديين تحت لواء القاعدة وتحولها إلى مركز استقطاب لمختلف جماعات الجهاد في العالم العربي والإسلامي.
غير أنه وبعد خمس سنوات على بدء "الحرب ضد الإرهاب"، وبعد الانتصارات العديدة التي يتغنى بها الساسة الأميركيون في هذه الحرب، بتدميرهم عشرات معسكرات التدريب التي بناها "الجهاديون" في أفغانستان، وطردهم أسامة بن لادن وقادة تنظيمه من المعسكر الأفغاني وتشتيتهم في أرجاء العالم، فإن المحصلة جاءت، في رأي المؤلف، على غير ما تمناه وخطط له الأميركيون، إذ أعادت حركة "طالبان" التقاط أنفاسها، وامتصت الضربات التي تلقتها، وباتت تسيطر على مناطق واسعة من جنوب أفغانستان وجنوبها الشرقي. فيما تبدو جماعة "المقاومة الإسلامية" في العراق قادرة على ضرب القوات الأميركية، واستنزاف طاقاتها في ما بات يعرف اليوم باسم "المستنقع العراقي". وبالتالي، فإن القاعدة التي اعتبرت محور الحرب ضد الإرهاب، هي المستفيد من فشل الأميركيين في أفغانستان والعراق.

Thursday 13 December 2007

fox news interview




(BEGIN VIDEOTAPE)

AMY KELLOGG, FOX NEWS CORRESPONDENT (voice-over): Familiar scenes in an unfamiliar setting. Al Qaeda operatives training in the mountains of North Africa, a region known as the Maghreb, that has seen its share of political turmoil, but largely avoided the excesses of the global jihadist movement, until now.

CAMILLE TAWIL, ALGERIAN TERRORISM EXPERT: This al Qaeda is able to attack Western interests, especially American interests anywhere whether that's in North Africa itself or in Europe or any other place. They will not hesitate to do so.

KELLOGG: Al Qaeda's North African branch is centered in Algeria, 45 minutes from Europe by plane. Some fear there may now be a southern front in a war that has largely pitted east against west.

MAHMOUD BELHIMER, ALGERIAN JOURNALIST: They are looking for the propaganda.

KELLOGG: Mahmoud Belhimer says the group knows that if it attacks foreigners, that will make headlines around the world. So far, attacks by al Qaeda in North Africa have been in Algeria on both western and government targets. But the group has been active and has brought violent jihad in Algeria, something this country has dealt with since the `90s, to a new level with the advent of suicide bombings.

The high unemployment here is no doubt a contributor to the terrorism phenomena. But experts aren't altogether sure how much Algerian terrorism has to do with frustration here at home and how much of it is about anger at events abroad.

ROBERT FORD, US AMBASSADOR TO ALGERIA: The recruitment efforts are aimed heavily at young Algerian men. They are specifically targeting young men who feel resentment at the lack of economic opportunity and who also respond to a sort of anti-American sentiment. They often tie in, for example, the Iraq war.

KELLOGG: That's why the U.S. ambassador to Algeria spends much of his time trying to explain to people in the region why the U.S. is trying to bring democracy to Iraq.

And the U.S. is also looking at ways to help Algeria shore up its economy. This young man hanging around the market says his dream job is any job at all.

This woman explains that the hopelessness associated with the economic situation leaves young people vulnerable.

The government has been hunting jihadists down in their mountainous hideouts, but the problem is there are still some no-go zones in very porous borders. Al Qaeda in the Maghreb is being monitored closely by Algerian, European and U.S. security forces who are increasingly fine tuning their methods of international cooperation to combat what has the potential of being a dangerous new front in the war on terror. In Algiers, Amy Kellogg, FOX News.

(END VIDEOTAPE)

Sunday 9 December 2007

كميل الطويل، صحافة التحقيق، و تجربة جماعات العنف




http://tareknightlife.blogspot.com/2007/06/blog-post_5122.html

كميل الطويل، صحافة التحقيق، و تجربة جماعات العنف


يمكن إعتبار تجربة العنف في الجزائر خلال التسعينات منجم للمعلومات و الدروس من حيث مسار الالتحام بين الرؤى الراديكالية و الارهاب المسلح و المدى الفنتازي الذي يمكن أن يصل اليه هذا الالتحام... و لأن هذه التجربة لم تنته تماما و لأن آفاق تكرارها و امتدادها لا يجب أن تكون أمرا مفاجئا فإن الحديث عنها بالعمق المطلوب ضروري.... و هنا "الحديث" مهمة يجب أن يقوم به تحديدا "صحفي التحقيق"... و في الحقيقة هذه مهمة صعبة و لا يوجد الكثير من هؤلاء في الصحافة العربية و خاصة المغاربية (أعني هنا تحديدا صحافة التحقيق في المجال السياسي و ليس في مجالات أخرى مثل المجال الفني و التي تبدو مزدهرة الآن و لو أنها تعتمد الإثارة و الإشاعة بالأساس) .... و قد كتب الكثيرون عن هذه التجربة و لكن من النادر أن تحول صحفيون للميدان و حاولوا إستقاء المعلومات من مصادرها بما في ذلك من القائمين على العنف... و حتى الصحفيين الجزائريين لم يتجاوزوا مرحلة التقارير المجتزأة و التي لم ترتق إلى مقاربات شاملة لما جرى... كان علينا أن ننتظر صحفي بوزن كميل الطويل (صحفي لبناني من أسرة صحيفة الحياة) حتى يمكن تدوين تفاصيل دقيقة عن هذه التجربة.... أول تحقيق معمق قام به الطويل كان خلال سنة 1998 و هو ما ضمنه في واحد من بين أول (و في رأيي أيضا واحد من أفضل) الكتب حول تجربة العنف في الجزائر بعنوان "الحركة الإ.سلامية المسلحة في الجزائر: من الإنقاذ الى الجماعة" (بيروت: دار النهار، 1998). رجع الطويل مؤخرا للإهتمام بالوضع الجزائري بفعل حملة التفجيرات الأخيرة في سلسلة من التقارير تم نشرها في صحيفة الحياة صدر منها حتى الآن ثلاث مقالات. أعتقد أنه بعيدا عن الشعارات و الرؤى المغرقة في العموميات من الضروري النظر لهذه التجربة من خلال أكثر ما أمكن من المعطيات الواقعية. حيث لم تحصل هذه التجارب الدموية و الدرامية لكي ننساها. و على ما أعتقد يبدو تقرير إخباري يحمل تحقيقا جيدا و معطيات نادرة أفضل من مقالات الرأي السطحية و تقارير الهشك بشك التي تعج

al-riyad newspaper saudi newspaper on al-qaeda book




http://www.alriyadh.com/2007/11/07/article292096_s.html

د. عبدالله بن إبراهيم العسكر
تاريخ ما يسمى بالقاعدة. وهي أكبر منظمة إرهابية في العصر الحديث، لم يكتب بعد والسبب في ظني أن ما يشاع عن توسع القاعدة الكمي والكيفي قد يكون فيه مبالغات. لأننا نرى كل يوم تقريباً حوادث إرهابية يقوم بها متطرفون نجد أنها تنسب إلى القاعدة. هل يعني هذا أن المتطرفين في العالم أعضاء في القاعدة. هذا القول يحتاج إلى توكيد يستند إلى معلومات دقيقة. وثانياً أن اغلب مصادرنا عن القاعدة إنما جاء من مصادر سياسية بحتة. والسياسة عادة لا تشكل لوحدها مصدرا موثوقا من مصادر التاريخ.
لقد سررت بكتاب قرأته مؤخراً صدر عن دار الساقي بلندن عنوانه: القاعدة وأخواتها: قصة الجهاديين العرب. وهو من تأليف الزميل كميل الطويل. تتبع المؤلف ظاهرة فكرة القتال السياسي عند الشباب العرب. وهو يقول إن هذه الفكرة إنما نبعت من فكرة وظاهرة سابقة وهي: حركة التحرر العربي. وأنا أرى الفكرتين مختلفتين تماماً. فالأخيرة فكرة وظاهرة صحية. والثانية فكرة ظلامية ومرضية.

على أن أخطر ما في الكتاب هو ربط المؤلف بين بروز أعمال القاعدة العشوائية وبين فكرة الجهاد. وأنا أعذر المؤلف في ذلك فأغلب مصادره مصادر غربية لا تفرق كثيراً بين الجهاد وبين أعمال القاعدة. وكان أحرى به أن يفرق بين الأمرين. كما أنني لم أعثر على مصدر موثق يقول ان المقاتلين العرب بقيادة ابن لادن انتصروا على القوات السوفيتية. لم تكن قوات يقودها ابن لادن تشكل رقماً صعباً في الميدان. ابن لادن وكل زعماء الجهاد العرب إنما يستمدون قوتهم من حكومات عربية وإسلامية وغربية وعلى رأسها أمريكا. أزعم أن ابن لادن أعطي زخماً لا يستحقه.

أعتقد بصحة ما ذهب إليه المؤلف من أهمية محطة السودان في فكر القاعدة وتشكيل هيكلية القاعدة. ولا أستبعد أن محطة السودان هي محطة مهمة في تشكيل فكرة مصادمة الغرب وحلفائه في المنطقة تحت مسمى الجهاد وبوشاح ديني. لقد لعب بعض المفكرين السودانيين آنذاك دوراً فكرياً لصياغة فكر الجهاديين العرب. وكان لبعض قادة العمل الإسلامي في السودان وتونس ومصر فضل تأسيس محطة أخرى لا تقل أهمية عن محطة السودان. هي محطة لندن، خصوصاً في مسجد فنسيري بارك. في محطة لندن توسع فكر القاعدة بأن أصبحت الهيكلية عالمية. لقد لعبت بريطانيا لعبة خطيرة عندما غضت الطرف عن معارضين سياسيين، وسمحت لهم أن يتبنوا فكر القاعدة. ويقوموا بأعمال تضر بالإسلام والمسلمين تحت غطاء الحرية البريطانية. لقد كانت لندن كما يقول المؤلف تستعمل ورقة الجماعات الجهادية في لندن للضغط على الحكومات العربية والإسلامية. لكنها فشلت.

لقد تعرضت بريطانيا لتبعات أمنية خطيرة مما اضطرها إلى تقييد حركات الأصوليين الإسلاميين. كما أنها عرفت مؤخراً أن بعضاً من الملتحقين بالجماعات الإسلامية لهم أجندتهم الخاصة. وهي أجندة تختلف عن أجندة الجماعات الإسلامية الحركية. أما حكومة السودان التي ساندت فكر القاعدة فهي الأخرى اضطرت لطرد أعضاء القاعدة من البلاد. رغم أن ابن لادن ضخ ميراثه من أبيه في استثمارات كبيرة في الخرطوم وغيرها من المدن السودانية. وكان على الفصيلين الجهاديين في السودان ولندن مغادرتهما إلى أفغانستان حيث بدأ التشكيل الرسمي لمنظومة القاعدة.

في كابول لعب فكر الأخوان المسلمين دوراً بارزاً جنبا على جنب مع فكر حزب الدعوة الإسلامي وأحزاب دينية أخرى. يقول مؤلف الكتاب: حاز الجهاديون المصريون في هذا المجال قصب السبق بسبب موروثهم الثقافي المتقدم على الآخرين وبسبب تجربتهم الميدانية في مصر. وهذا صحيح فلدينا زعيمان فكريان جهاديان أحدهما يمثل الفكر الأخواني وهو أيمن الظواهري والآخر يمثل الفكر الجهادي الدعوي وهو عبدالله عزام صاحب مكتب الخدمات في بيشاور. لكن أثر الظواهري على فكر القاعدة وتأسيسها لا يقاس بأثر عبدالله عزام.

كان فكر الأخوان المسلمين ولا يزال يركز على فكرة قتال العدو البعيد وهو هنا أمريكا قبل قتال العدو القريب وهو الأنظمة العربية الكافرة على حد تعبير سيد قطب. هذه النقلة غير المحسوبة هي التي جعلت فكر القاعدة دولياً ووسعت من أعداء القاعدة. وهي التي أدت إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر أو كما يدعوها ابن لادن والظواهري بغزوة نيويورك. أما لماذا اختيرت أمريكا تحديداً فهي في نظر القاعدة المسؤولة عن صمود الأنظمة العربية الكافرة.

مع نشاط القاعدة ومع تصدي دول العالم الحرة لها انكشفت القاعدة على حقيقتها. وبالتالي انكشفت الجماعات الجهادية في مصر والجزائر وليبيا وتونس والسودان وباكستان. لم يعد الأمر كما خطط له قادة القاعدة. أصبح لدى الجهاديين قضية واحدة وهي إشاعة القتل والتدمير. لم يعد لديهم برامج سياسية أو اقتصادية أو غيرهما. وبالتالي أضحت تلك الجماعات تعمل تحت الأرض ولا تملك قاعدة جماهيرية ذات بال. مما سهل على الحكومات العربية من التصدي لإرهاب تلك الجماعات. كان انتصار السعودية على جماعات الإرهاب، خصوصاً ما له ارتباط بالقاعدة انتصاراً حاسماً وعظيماً. ولم يبق لتلك الجماعات أو لفصائل القاعدة إلا أرض العراق المستباح فنشطت فيه تحت مسمى محاربة أمريكا أو في شن هجمات عشوائية تحت شعار مذهبي بغيض.

نشطت القاعدة في ظل حكومة طالبان وأصبحت كما يقول مؤلف الكتاب أشبه بدولة داخل دولة. ومع تزايد الضغط على حكومة طالبان طلبت الأخيرة من ابن لادن وقف مخططات القاعدة انطلاقاً من أفغانستان. وافق ابن لادن مع تحفظ واحد هو مهاجمة محتملة ضد أمريكا في عقر دارها، غزوة نيويورك وواشنطن هما رأس الجهاد حسب قول القاعدة. لقد أعدت الغزوتان بشكل جيد وبسرية تامة. وكانت الأوامر تنص على تنفيذ المخطط لو أدى الأمر إلى اسقاط الطائرات في شوارع نيويورك. هذا ما أفاد به خالد الشيخ محمد الكويتي من أصول باكستانية. لقد كانتا غزوتين مدويتين. وكانت ردة الفعل الأمريكية غزو أفغانستان وطرد طالبان. ثم طرد القاعدة من باكستان وهي المكان الآمن لها. ثم غزو العراق.

يسأل المؤلف: هل بات العالم على أبواب معادلة سياسية هادئة؟ ويجيب: بات العالم على مداخل سلبية.. بمعنى أن أمريكا تهزم في العراق وهو يرى عودة محتملة لطالبان. أما أنا فأقول إن الجهاديين في الجانب الإسلامي الحركي وفي الجانب الأمريكي المتشدد هما من يدير حلبة الصراع. قد يحدث انفراج. لكن المؤكد أن عموم الشعوب العربية والإسلامية مثلما ترفض الغطرسة الأمريكية، ترفض أيضا وبشدة فكرة القاعدة والتطرف الإسلامية. لم يعد للقاعدة من قبول. ولم يعد لحركات الإسلام السياسي من قبول. الشعوب الإسلامية ترفض أدلجة الدين. لقد تضرر الدين الإسلامي أكثر بكثير من تضرر المسلمين. أما القاعدة وأخواتها فهما لا يهمهما الدين ولا يهمهما المسلمين. لأننا نرى بأم أعيننا أن المستهدف الأول من خطط القاعدة وأخواتها هي الشعوب الإسلامية. كتابة تاريخ القاعدة وأخواتها لم يحن بعد. هناك أسرار كثيرة ستخرج يوماً ويعلم المتشدد أين كان مصرعه.


--------------------------------------------------------------------------------
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة اليمامة الصحفية 2007
تصميم وتطوير وتنفيذ إدارة الخدمات الإلكترونية