Thursday 18 December 2008

طائرات ميغ 29 الروسية عنصر مهم لكن ناقص في تسليح الجيش اللبناني


طائرات ميغ 29 الروسية عنصر مهم لكن ناقص في تسليح الجيش اللبناني
بقلم ريتا ضو
بيروت 18-12-2008 (ا ف ب) - يرى خبراء ان اعلان روسيا تقديم عشر طائرات من طراز "ميغ 29" الى لبنان مؤشر لتغيير نوعي على صعيد تسليح الجيش اللبناني الذي يعاني من ضعف في التجهيز والتسليح، ولو ان هذه الطائرات لن تؤثر في الميزان العسكري القائم.
وفي وقت استقطب اعلان وزير الدفاع اللبناني الياس المر من موسكو عن هذه المساعدة الثلاثاء اهتمام الاوساط السياسية، التقى نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد هيل الخميس مسؤولين لبنانيين، في ثالث زيارة له الى لبنان خلال ثلاثة اشهر. وقد ركزت زيارته الاخيرة في تشرين الاول/اكتوبر على موضوع تسليح الجيش.
وهي المرة الاولى التي يحصل فيها لبنان على معدات من هذا النوع عبر اتصال "من دولة الى دولة"، كما يقول القائد السابق للواء اللوجستي المسؤول عن تجهيزات الجيش العميد المتقاعد امين حطيط.
ويوضح ان "ركيزة سلاح الجيش اللبناني شرقي، وان ثلثي السلاح الثقيل اي المدفعية والدبابات، من صنع روسي، الا انه اما هبة من سوريا واما اشتريناه عبر وسطاء في سوق السلاح".
والانطباع السائد هو ان مصدر سلاح الجيش اللبناني غربي، كون معظم الاسلحة والذخائر والتجهيزات الغربية مصدرها تقدمات او عقود مباشرة بين لبنان وهذه الدول وعلى راسها الولايات المتحدة التي كثفت اخيرا مساعداتها العسكرية للبنان.
ومنذ العام 2006، التزمت الولايات المتحدة تقديم مساعدات باكثر من 410 ملايين دولار الى الجيش اللبناني تشمل انظمة اتصالات آمنة وذخيرة واسلحة لوحدات المشاة وتدريبا ومعدات وآليات وشاحنات نقل، بحسب بيانات صادرة عن السفارة الاميركية في بيروت.
ويؤكد المسؤولون الاميركيون باستمرار التزام الولايات المتحدة بناء قدرات الجيش اللبناني. واشار هيل في حديث الى صحيفة "الحياة" الاربعاء الى بحث في واشنطن في امكان تقديم طائرات الى الجيش اللبناني.
ويعتبر الخبير العسكري العميد المتقاعد الياس حنا ان "تقديم طائرات ميغ 29 الى لبنان في حد ذاته حدث مهم"، موضحا ان "الطائرة الموازية للميغ 29 الروسية في الغرب هي اف 15 او اف 16" الاميركية.
الا انه اشار الى ان المقاتلات المعلن عنها لا يمكن ان تصبح عملانية قبل سنة ونصف السنة تقريبا، لان هناك حاجة لتدريب طيارين وتقنيين عليها.
وابلغ المسؤولون الروس المر بان الطائرات ستكون هبة، على ان تبحث الحكومتان في تجهيزها وتسليحها وتدريب طيارين عليها، وهي امور ستتحمل كلفتها الدولة اللبنانية.
ويقول حطيط الذي تولى ايضا رئاسة كلية الاركان والقيادة في الجيش "ان عشر طائرات تعمل منفردة لا قيمة عسكرية لها لان هذه الطائرات لكي تصبح ذات فاعلية عسكرية معقولة يجب ان تعمل ضمن منظومة دفاع جوي متكاملة".
وعناصر هذه المنظومة هي "سلاح الكشف الراداري، وشبكة صواريخ، وطائرات مقاتلة ومعترضة، ومنظومة قيادة وسيطرة".
كما ذكر ان "الطائرات يجب ان تزود بذخيرة صواريخ جو جو او صواريخ جو ارض"، متسائلا "هل يستطيع لبنان ان يزود الطائرات بالصواريخ وان يدفع كلفة صيانتها الضخمة؟".
وبلغت ميزانية لبنان المخصصة للتسليح والتجهيز (ضمن ميزانية الدفاع) 32 مليار ليرة في 2008. ويقول حطيط انه مبلغ "لا يكفي لشراء ذخائر التدريب".
وقال حنا من جهته ان "التفوق الجوي كان باستمرار لصالح اسرائيل. فكيف يمكن لعشر طائرات وان كانت مهمة بالنسبة الى لبنان ان تقاتل اسرائيل؟"، مذكرا بان حزب الله "نجح ضد اسرائيل باستخدامه الحرب غير التقليدية".
وتابع "انا افضل ان يحصل لبنان على طائرات هليكوبتر تحمل العسكر مثل البوما او تلك المقاتلة مثل الغازيل التي القت القنابل على مخيم نهر البارد"، مشيرا الى ان الخطر المحدق بلبنان مصدره بالاضافة الى اسرائيل "الارهاب في الداخل".
وخاض الجيش اللبناني في صيف 2007 معارك طاحنة مع حركة فتح الاسلام التي تحصنت في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، قبل ان يسقط المخيم.
واكد حنا ان طائرات الميغ 29 "لا تفيد في معارك مثل نهر البارد الا اذا كانت مزودة بقنابل ذكية يمكن ان تصيب اهدافا محددة. في حرب الشوارع لا يمكن استخدامها".
وسأل ان كان لبنان يحتاج "الى هذه الطائرات في وقت تفتش الدولة عن استراتيجية دفاعية تعتمد على القتال غير التقليدي؟".
واعتبر حطيط ان "الطائرات مناورة سياسية بلباس عسكري".
وياتي الاعلان عن الطائرات الروسية قبل ايام من موعد استئناف الحوار الوطني الذي يفترض ان يتناول بشكل اساسي الاستراتيجية الدفاعية ومن ضمنها سلاح حزب الله او"سلاح المقاومة".
ويقول حزب الله ان الجيش غير قادر على حماية لبنان من اسرائيل، ويرفض بالتالي التخلي عن سلاحه. بينما تطالب الاكثرية بحصر قرار استخدام السلاح بالدولة.
ويرى العميد حطيط ان "الفريق الرافض لسلاح المقاومة (...) يبحث عن السلاح البديل الذي يمكن الجيش برايه من امتلاك قوة تصل الى حد القول باننا نستغني عن المقاومة وسلاحها".
في المقابل، رأى المحلل السياسي بول سالم من مركز كارنيجي للدراسات ان هذا الموضوع "يمكن ان تكون له اهميته على طاولة الحوار اذا تبين ان الجيش اللبناني قادر ولديه القرار وهناك من يتعاون معه جديا في موضوع التسليح".
الا انه اقر ان ذلك "لا يؤثر على ميزان القوى" مع اسرائيل التي تبقى قوة "الممانعة الرئيسية لكل هذا النوع من التسلح الجدي".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رض/ اس /ص ك ديسك
افب 181238 جمت ديس 08

No comments: