«غليان» في بنغازي بعد تفكيك أجهزة الأمن خلايا مرتبطة بـ«القاعدة» ... ليبيا: «المقاتلة» تدين «أيديولوجيا التكفير» و«حمل السلاح» ضد الدولة
لندن - كميل الطويل الحياة - 30/06/08//
في وقت تشير معلومات إلى حال غليان تشهدها مناطق في شرق ليبيا بعدما فككت الأجهزة الأمنية أكثر من خلية تضم ناشطين إسلاميين معظمهم من صغار السن، علمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن السلطات الليبية تدرس إطلاق دفعة جديدة من سجناء «الجماعة الإسلامية المقاتلة» بعد الإفراج عن «ثلث» أعضاء هذه الجماعة في شباط (فبراير) الماضي. وتأتي الخطوة المتوقعة في شأن الدفعة الجديدة من سجناء «المقاتلة» على رغم عدم إعلان الحكم الليبي ولا القادة المسجونين لهذه الجماعة التوصل إلى أي اتفاق بينهما، بعد أكثر من سنة ونصف السنة على الحوارات الجارية بينهما في طرابلس.
لكن مصادر ليبية متابعة للحوارات، الجارية بعيداً عن الإعلام، أكدت لـ «الحياة» أن خطوات كبيرة تم قطعها في اتجاه التوصل إلى حل. وكشفت أن «الحكم الليبي سمع أخيراً من قادة «المقاتلة» ما كان يود سماعه»، مشيرة تحديداً إلى موافقة القادة المسجونين، بناء على حوارات في ما بينهم ومن دون أي ضغط من السلطات، على مراجعة بعض مواقفهم السابقة والتراجع عنها. وتابعت أن الحكم الليبي تبلغ رسمياً أن «المقاتلة» ستعلن، بمحض ارادتها، أنها ضد «أيديولوجيا التكفير» وأنها «ضد حمل السلاح ضد الدولة»، وأنها مستعدة لإصدار موقف ينتقد بعض الممارسات التي يعتمدها تنظيم «القاعدة».
وهذه المواقف بالغة الأهمية بالنسبة إلى الحكم الليبي، إذ أنها ستساعده بلا شك في ردع الشبان الإسلاميين المتحمسين الراغبين في استخدام العنف في المجتمع الليبي، وستساعده أيضاً في التصدي لمحاولات «القاعدة» استقطاب ليبيين إلى صفوفه بعدما أعلن الدكتور أيمن الظواهري، العام الماضي، انضمام «المقاتلة» إلى «القاعدة». ولم تُعلّق قيادة «المقاتلة» في السجون الليبية على إعلان الظواهري الذي صدر بالاتفاق مع المسؤول الكبير في «المقاتلة» في أفغانستان «أبو الليث الليبي» الذي قتل في غارة في باكستان في شباط (فبراير) الماضي.
وليس واضحاً حتى الآن سبب امتناع الحكم الليبي عن الإعلان رسمياً عن «المراجعات» التي خلص إليها قادة «المقاتلة» المسجونون، وعلى رأسهم «أميرها» عبدالله الصادق والمسؤول الشرعي «أبو المنذر الساعدي». لكن الظاهر أن هناك جهات داخل الحكم الليبي غير راضية عن الموقف الجديد لقيادة «المقاتلة»، وأنها إما تريد مزيداً من «التنازلات» من هذه الجماعة أو أنها لا تريد اتفاقاً بالأصل معها. ومعلوم أن أكثر من جهة في الحكم الليبي تشارك في الحوارات مع قادة «المقاتلة»، وبينها ممثلون لأجهزة الأمن المختلفة وآخرون عن «مؤسسة القذافي للتنمية» التي يرأسها سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي.
وتأتي المراوحة في هذا الموضوع على رغم المخاوف من عمل عنفي قد يقوم به ناشطون إسلاميون بدأوا يتحركون بنشاط لافت لا سيما في مناطق الشرق الليبي. إذ استطاعت أجهزة الأمن في الآونة الأخيرة تفكيك خلايا عديدة، خصوصاً في بنغازي، تبيّن أن عناصرها من صغار السن (معظمهم في سن 17 و18 سنة) لكنهم ينتمون إلى «فكر القاعدة» من خلال إطلاعهم عليه من خلال شبكة الانترنت. وكانت خلية واحدة على الأقل من بين الخلايا المفككة مرتبطة مباشرة بـ «القاعدة» (وليس فقط بفكرها)، من خلال ليبي ذهب إلى العراق وقاتل إلى جانب «أبو مصعب الزرقاوي» قبل أن يعود إلى بلاده وتقتله الأجهزة الأمنية عام 2005. ولم يكتشف الأمن سوى الآن أن هذا الرجل كان استطاع قبل مقتله تشكيل خلايا عديدة حصلت فيها مبايعات لـ «أمراء» مرتبطين مباشرة بـ «القاعدة». وعُلم أن قوات الأمن صادرت من عناصر الخلايا المفككة أسلحة ومتفجرات وصواعق، ما يشير إلى نيتها القيام بعمل مسلح، على ما يبدو.
ويُعتقد أن تنظيم «القاعدة» يسعى فعلاً إلى القيام بعمليات تفجير في ليبيا، قد تستهدف ربما منشآت غربية. وهو سيؤكد، في حال نجاحه في تنفيذ عمليات، أنه بات ناشطاً داخل ليبيا بعدما انضمت إليه «المقاتلة»، وسيوجه أيضاً ضربة لـ «الحوارات» الجارية بين قادة هذه الجماعة المسجونين وبين الحكم الليبي.
No comments:
Post a Comment