Sunday, 8 June 2008

george selim al-hayat Homeland security جورج سليم الحياة

روى قصّة أجنبي طُرد من مطار شيكاغو و«بعد 5 شهور قاد شاحنة مفخّخة في العراق» ... جورج سليم المسؤول في وزارة الأمن الوطني الأميركي لـ«الحياة»: لا سياسة لاستهداف المسلمين وليست عندنا مشكلة تطرّف
لندن - كميل الطويل الحياة - 07/06/08//
أكد مسؤول في وزارة الأمن الوطني الأميركي أن الولايات المتحدة «لا تعاني من مشكلة التطرف» في أوساط الجالية المسلمة. ونفى جورج سليم، المستشار في مكتب الحقوق المدنية والحريات المدنية في الوزارة، أن تكون بلاده تتعمد استهداف المسلمين بالتحقيقات الأمنية التي تجريها في مجال مكافحة الإرهاب.
وقال سليم في لقاء مع «الحياة» في لندن أمس: «الحمد لله، التطرف في أوساط الجالية العربية والمسلمة ليس قضية في أميركا. في الحقيقة، الجاليات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة هي أكثر اندماجاً وذوباناً في النسيج الاجتماعي الأميركي أكثر مما هي الحال في أي مكان آخر». وشدد على أن «أميركا أرض الفرص، وإذا كنت مهاجراً فإن فرصاً واسعة تتاح لك للقيام بمشاريع عمل والتقدّم في الحياة». ولفت إلى أن المسلمين في الولايات المتحدة يتولون حالياً على مناصب مهمة في مجال الطب والأعمال، ولهم نواب في مجلسي الكونغرس.
ورد على الاتهامات التي توجّه إلى سلطات الأمن في بلاده بأنها تتعمد استهداف المسلمين في التحقيقات التي تجريها في إطار مكافحة الإرهاب في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، فأكد أن «كل الناس يُعاملون بالطريقة نفسها بغض النظر عن البلد الذي جاؤوا منه»، في إشارة الى الدور الذي تلعبه وزارة الأمن الوطني في المطارات الأميركية في تقرير السماح بدخول الزوار الأجانب أو إعادتهم من حيث أتوا (دائرة الهجرة تتبع وزارة الأمن الوطني التي يرأسها منذ 2005 القاضي مايكل شيرتوف). وأوضح: «لا فرق لدينا إذا كنت سعودياً أو مصرياً أو كويتياً أو حتى ألمانياً. ليست لدينا سياسة تقوم على استهداف أشخاص بسبب لونهم أو عرقهم أو دينهم - وهي السياسة المعروفة بـ «بروفايلنغ». سياستنا في توقيف الأشخاص في المطارات تعتمد كلياً قواعد مختلفة عن اللون أو العرق أو الدين. سياستنا تعتمد مثلاً على الدول التي زارها الشخص في الماضي وسبب زيارته لها، وفحوى الحقائب التي يحملها معه، وهل اشترى تأشيرته نقداً أم ببطاقة ائتمان، وهل تأشيرته صالحة لمرة واحدة أم لزيارات متعددة، وهل هو طالب أم لا، وعن سبب زيارته الولايات المتحدة. ولكن لا يعني لنا بتاتاً إذا كان الشخص الزائر عربياً أو مسلماً».
وأشار الى أن الاجراءات التي تعتمدها وزارة الأمن القومي - والتي تلقى في أحيان كثيرة استياء واسعاً من الأجانب الذين ينتظرون لساعات طويلة في المطارات الأميركية قبل السماح لهم بالدخول، ساهمت في إحباط عمليات إرهابية محتملة كانت ستستهدف الولايات المتحدة. وكشف أنه قبل عامين تقريباً أوقف ضابط في وزارة الأمن الوطني أجنبياً في مطار شيكاغو أوهير (ولاية إلينوي) قبل دخول الأراضي الأميركية، و «على رغم أن التأشيرة بدت صحيحة، إلا أن شيئاً ما أثار قلق الضابط. سأله اسئلة عدة عن سبب زيارته، إلا أن الأجوبة التي أدلى بها لم تكن مقنعة تماماً. فقرر الضابط أخذ بصماته لكن لم يثر فحصها أي شبهات. لكن الضابط قرر منعه من الدخول وأعاده من حيث أتى. بعد نحو خمسة شهور من ذلك حصلت عملية في العراق عندما قاد انتحاري شاحنة مفخخة أدى انفجارها إلى مقتل جنود أميركيين. تناثرت جثة الانتحاري ولم يبق منها شيء سوى يدي قائد الشاحنة الملتصقتين على المقود. أخذ المحققون الأميركيون بصمات الانتحاري فكانت مطابقة للشخص الذي مُنع من دخول أميركا قبل خمسة شهور من ذلك الحادث. هل كان هذا الشخص يريد تنفيذ عملية في أميركا نفسها؟ أترك لك استخلاص ذلك».
وشدّد سليم، وهو من أصول عربية، على أن «سياسة وزارة الأمن الوطني والحكومة الأميركية هي أن المسلمين في أميركا جزء من المجتمع الأميركي منذ عقود وسيبقون كذلك في المستقبل». وقال إن «الحكومة الأميركية ستبقى تعمل مع الأقليات العرقية كي تبقى تشعر بأن حقوقها محفوظة، وإذا كانت لديها مشاكل تتم معالجتها. فالأمن الحقيقي في أميركا لا يتحقّق سوى إذا عملت الجاليات والأديان المختلفة مع بعضها بعضاً لمصلحة بلدنا».

No comments: