Thursday, 15 September 2011

Tripoli University vs Al-fateh University - old revolutionaries vs new revolutionaries


Add caption
Tripoli University vs Al-fateh University - old revolutionaries vs new revolutionaries 



«جامعة الفاتح»: ثوريون جدد و«لجان أمنية» محل «مثابات» القذافي ولجانه الثورية
الجمعة, 16 سبتمبر 2011
{ طرابلس - كميل الطويل
< تستعد ليبيا بعد أيام لاستئناف الدراسة في كثير من كلياتها ومدارسها، لتبدأ فصلاً جديداً سيخلو للمرة الأولى منذ عقود من تدريس المادة الإلزامية «الفكر الجماهيري» والنظريات «الخضراء» لـ «قائد الثورة» العقيد معمر القذافي. وسيكون الفصل الجديد أيضاً بعيداً للمرة الأولى عن أعين «الثوريين» الذين كانوا يسيطرون على المعاهد التعليمية من خلال «مثابات» تُحصي على الطلاب أنفاسهم خشية أن يكون بينهم من لا يؤمن حقاً بنظريات العقيد.
لم يعد لـ «مثابات القذافي» ولجانه الثورية وجود في معاهد التعليم الليبية في مناطق سيطرة ثوار المجلس الوطني الانتقالي، بما في ذلك طرابلس.
ففي «جامعة الفاتح» التي أُعيدت تسميتها «جامعة طرابلس» بعد سقوط القذافي، أزيلت شعارات «الكتاب الأخضر» و»الوثيقة الخضراء لحقوق الإنسان» ومبادئ «اللجان الثورية» وتم طلاؤها بشعارات تؤيد «ثورة 17 فبراير» وتسخر من العقيد المخلوع ونظامه. ومحل الأعلام الخضراء صارت ترفرف أعلام الاستقلال بألوانها الثلاثة الأحمر والأسود والأخضر. وفي كلّيات الجامعة المختلفة ينتشر شبان مسلحون من الطلاب أنفسهم يحمون مقارهم التعليمية خشية تعرضها لعمليات نهب أو تخريب.
لكن رحيل «الثوريين» المؤيدين للقذافي تمت الاستعاضة عنه بنوع آخر من «الثوريين» من مؤيدي حكم المجلس الانتقالي. ففي مقر «المثابة» في كلية الصيدلة، مثلاً، بدأ «ثوريون» جدد التحضير لإدارة الفصل الجديد وفق مبادئ «ثورة 17 فبراير» وليس «الكتاب الأخضر».
جلس عضوان من أعضاء هيئة التدريس مع مجموعة من سبعة طلاب يدرسون الصيدلة لمناقشة أمور متعلقة ببدء الدراسة.
قال أحد الأستاذين المحاضرين طالباً عدم نشر اسمه، إنه عُيّن مسؤولاً عن «اللجنة الأمنية» في الكلية وإن مهمته العمل مع الطلاب المؤيدين للثورة لضمان سير الدراسة في ظل عهد ما بعد القذافي. وتوجه الأستاذ إلى طلابه مشدداً على «ضرورة أن يسلّم أي شخص سلاحه قبل أن يدخل حرم الكلية. أقترح أن نضع لافتة كبيرة على المدخل تقول: رجاء لا تدخل بسلاحك، أو: لو كان معك سلاح اتركه في المنزل». وطلب من الطلاب أن يقدّموا إلى «المكتب الأمني» في الكلية أي «معلومات خصوصية» يتم جمعها في شأن ما يحصل في الجامعة، في توجيه واضح بأن يقوموا بجمع معلومات عن زملائهم الذين ربما ما زالوا على ولائهم للنظام السابق أو المشتبه في تورطهم في ممارسات ضد الثورة الجديدة.
في غرفة «المثابة» التي استضافت اجتماع الأساتذة بطلابهم رفوف طويلة فارغة من الكتب. «كانت تمتلئ بنسخ من الكتاب الأخضر ونظريات القذافي. لقد تم إحراقها»، بحسب ما أوضح محاضر في الكلية وأكده أحد الطلاب. ولكن لماذا يتم إحراق الكتب؟ رد الأستاذ مسؤول «اللجنة الأمنية»: «كان ذلك (إحراق الكتب) تعبيراً رمزياً عن المشاعر (من الطلاب المؤيدين للثورة). لكن المخازن كلها ما زالت ممتلئة بكتب القذافي».
وأثار طالب شاب يرتدي قميصاً يحمل شعار ثورة 17 فبراير، قضية الشعارات التي باتت تغطي جدران الكلية والتي تشيد بالثورة وتسخر من القذافي ونظامه المنهار. فقدّم اقتراحاً يقضي بالطلب من جميع الطلاب عدم الكتابة على الجدران، وأن يتم تحديد مكانين لكتابة الشعارات والمواقف السياسية أحدهما للثوار والآخر لمعارضيهم من أنصار النظام السابق، في خطوة ستشير في حال تم إقرارها إلى رغبة في التمايز عن ممارسات العهد السابق في شأن حرية التعبير.
وسيكون التعامل مع الطلاب الذين كانوا موالين لنظام القذافي محكاً لطريقة إدارة الكلية في الفصل الجديد. وفي هذا الإطار، أكد الأستاذ المسؤول عن «اللجنة الأمنية» لـ «الحياة انه «لن يكون هناك فيتو على أحد في داخل كليتنا. هناك جرائم لن يتم التساهل مع من ارتكبها وهي حمل السلاح ضد الشعب والعبث بأمن الليبيين وأعراضهم. وبصفتي مسؤولاً عن الملف الأمني في الكلية أؤكد أنه لن يتم وضع فيتو على الطلاب الذين كانوا يؤيدون النظام السابق. إنني أعرف أن طلاباً في المثابة كانوا يتصلون بزملائهم لإبلاغهم بضرورة عدم المجيء إلى الكلية كون أسمائهم واردة على اللوائح الأمنية للمتهمين بدعم الثوار، ما يعني أن ليس جميع أعضاء المثابة كانوا سيئين. لكن المتورطين في دم الليبيين وأعراضهم لن يكون لهم دور في بناء ليبيا المستقبل».
وكان لافتاً أن كثيراً من الأساتذة والطلاب الذين تحدثوا إلى «الحياة» طلبوا عدم نشر أسمائهم أو صورهم، في مؤشر واضح إلى خشية التعرض لأعمال انتقامية من مناصري النظام السابق. وقال أحد الأستاذة: «إنني أتخوف من سيطرة أناس على الثورة، وأتمنى أن لا يتم الحجر على طرف من الأطراف. لقد قال المستشار (مصطفى) عبدالجليل إن ليبيا تتسع للجميع وهذا ما يجب أن نقوم به».
وأوضح المحاضر في الكلية الدكتور مصطفى جبريل إن أعضاء هيئة التدريس اجتمعوا في غياب مديرهم (الدكتور سالم إبراهيم المحسوب على النظام السابق) واختاروا أستاذاً آخر في الكلية هو الدكتور عبدالله الهويجي ليرأس «اللجنة التيسيرية» التي ستتولى إدارتها في انتظار اختيار مدير أصيل للكلية. وسيكون على هذه الإدارة الجديدة بت طلب ملح يناقشه بعض الأساتذة مع طلابهم حالياً وهو «تكريم شهدائنا» وعلى رأسهم رشيد كعبار الذي كان طالباً في الكلية عندما أوقفته اللجان الثورية في مطلع الثمانينات وشنقته في إحدى باحات جامعة الفاتح بتهمة عدم الولاء لثورة القذافي. وأحد الاقتراحات المقدمة لتكريم كعبار هو إطلاق اسمه على «المدرج الأخضر» الذي كان ساحة تخريج «الثوريين» الذين شنقوه.

No comments: