«ايساف» تلمح الى إنقسام بين «طالبان» و «القاعدة»
لندن - كميل الطويل الحياة - 20/11/08//
كشف الناطق باسم قوات «آيساف» في أفغانستان البريغادير جنرال ريتشارد بلانشيت، أمس، أن لديهم معلومات استخباراتية عن خلافات بين حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» في أفغانستان.
وقال الجنرال الكندي في مقابلة هاتفية مع «الحياة» من مقره في أفغانستان إن «المتمردين يحاولون خلق جو من الرعب، لكن شعب أفغانستان لا يستسلم لهم. وليس هناك أي عمل يقوم به المتمردون يمكن أن يردع الشعب الأفغاني الآن عن مواصلة مسار الحرية الذي بدأه قبل سنوات. وآيساف، بصفتها قوة مساعدة، هي في موقع جيد لتساعد الجيش والشرطة الأفغانيين لتحقيق هذه الغاية».
وسُئل عن النقطة التي بدأ فيها التمرد يقوى في أفغانستان بعدما نجح الأميركيون في قلب نظام حركة «طالبان» في 2001، فأجاب: «يجب الإقرار بأن هذا التمرد صلب. والواقع أنه كان في استطاعتهم النشاط انطلاقاً من الجانب الآخر من الحدود (أي باكستان)... نقطة التحوّل بدأت في اللحظة التي فر فيها المتمردون إلى باكستان، ومن ناحية تكتيكية بات من الصعب الإمساك بالعدو في منطقة لا تستطيع رؤيته فيها». لكنه أضاف: «ما نراه اليوم هو ضغط أكبر في الجهة الباكستانية، وهذا يؤدي الى نجاحات لنا». وقال: «إننا متشجعون الآن كون الوضع أصبح أكثر صعوبة للتمرد بعدما بات عليه أن ينظر إلى اليسار واليمين» بفعل الحملة الباكستانية ضد مواقع «طالبان» و «القاعدة» في مناطق القبائل، مشيراً تحديداً إلى تنسيق ثلاثي باكستاني – أفغاني – دولي لم يكن موجوداً في السابق. وقال إن هذا التنسيق الثلاثي ضد «طالبان» و «القاعدة» يتم في غرفة واحد وأمام خريطة واحدة».
وسُئل عن رأيه في كلام الجيش البريطاني عن عدم إمكان الانتصار على «طالبان» في أفغانستان، فقال إنه «لا يمكن تحقيق انتصار عسكري حاسم ضد طالبان» بل الانتصار يكون «عبر تحقيق درجة معينة من الأمن في منطقة من المناطق وعندما يحصل ذلك، يبدأ البدء في تعزيز عملية الحكم المحلي وبدء عملية اعمار».
وقال: «المهم ليس سيطرتنا على الأرض، بل قدرة الحكومة الأفغانية على مد سلطتها. إن التمرد محدود المجال. قرابة 70 في المئة من كل الحوادث في أفغانستان تتركز في أقل من 10 في المئة من مساحة الأرض الأفغانية، وفي هذه المساحة البالغة 10 في المئة يسكن نحو 6 في المئة من عدد السكان. إذاً هذا تمرد ريفي الى حد كبير. وفي المناطق التي ننشر فيها قوات، إذا تواجهنا مع العدو فإننا ننتصر في كل المواجهات تقريباً». وقال إن «حملة الشتاء ستبدأ قريباً، ما يسمح لنا بالضغط أكثر عليهم». وقال: «العمليات متواصلة يومياً... ومع تدني درجة الحرارة لن يستطيع المتمردون البقاء طويلاً في الجبال، وهذا يعطينا تقدماً عليهم، وهو أمر ننوي استخدامه لمصلحتنا خلال الشتاء».
وعن التفاوض مع «طالبان»، قال: «موضوع المصالحة له طابع سياسي، والحكومة الأفغانية تقود هذا الجانب وهي تجري تقويماً لهذه العملية، ونحن نقف جانباً وعلى استعداد لدعم هذه العملية إذا كانت تحسّن مستوى حياة الشعب».
وعن سقوط ضحايا مدنيين في غارات القوات الدولية، قال: «إننا واعون جداً أن سقوط مدني واحد هو رقم كبير. نعلم أن المتمردين يختبئون وراء النساء والأطفال ويتخذون دروعاً بشرية. هم يريدون سقوط مدنيين لممارسة ضغط علينا.(...) لكننا نتخذ كل الإجراءات الممكنة لضمان عدم وقوع ضحايا مدنيين».
وسئل عن معلومات عن انتقال قادة «القاعدة» من العراق إلى أفغانستان: فأجاب: «ليس لدينا معلومات تؤكد ذلك، ولكن لدينا معلومات ان لـ «القاعدة» تأثيراً في طريقة ممارسة المتمردين عملياتهم في أفغانستان. (...) يساعدون في تدريب المتمردين، وهم بالتأكيد لديهم تأثير من الناحية اللوجستية. لكننا في المقابل واعون أن طالبان مختلفة عن القاعدة... ولدينا معلومات استخباراتية أن هناك أحياناً خلافات بين هذه التنظيمين، وبالتأكيد إننا نأمل في أن هذا الانقسام سيتسع يوماً».
No comments:
Post a Comment