Sunday 21 October 2007

annahar - aarabiah

http://channels.aarabiah.net/2007/10/12/27092.html


كميل الطويل يروي قصة بن لادن والجهاديين العرب



صدر مؤخرا عن دار الساقي كتاب "القاعدة وأخواتها، قصة الجهاديين العرب" لمؤلفه كميل الطويل.

يرصد الكتاب أهم مراحل تطور تنظيم القاعدة إلى جانب الجماعات الإرهابية الجهادية القريبة منها منهاجاً وعملاً، والتي تمثل محور الحرب ضد الإرهاب التي تخوضها الولايات المتحدة الأميركية، مركّزاً على جماعات "الجهاد" في ثلاث دول عربية، كون تجاربها ساهمت في تكوين "القاعدة" في صورتها الحالية، صورة تقديم قتال الأميركيين "الكفار" أينما وجدوا، على قتال "المرتدّين" في الدول العربية. هذه الجماعات هي "جماعة الجهاد" في مصر، "الجماعة الإسلامية المسلحة" في الجزائر، و"الجماعة الإسلامية المقاتلة" في ليبيا.

تأسست "القاعدة" في نهاية الثمانينات في أفغانستان وتحديداً عام 1988، بعدما لاحظ أسامة بن لادن أن حركة المجاهدين العرب، قدوماً وذهاباً والتحاقاً بالجبهات، بل وحتى كثرة الإصابات والإستشهادات، قد ازدادت، من دون أن يكون لديه سجل بهذه الحركة رغم أهميتها.

ووفقا لميلود بن غربي بجريدة "النهار" اللبنانية، ما كاد الجهاديون العرب يصلون إلى أفغانستان بأعدادهم الكبيرة في نهاية الثمانينات حتى وجدوا أن الجهاد الذي جاؤوا من أجله انتهى أو شارف الإنتهاء. ومع إنسحاب الجيش الأحمر في شباط 1989، أرغم الأفغان العرب الذين باتوا يعدّون بالآلاف، بعدما كان عددهم لا يتجاوز الـ15 في 1984، على التفكير في وجهتهم الآتية. وفي طبيعة الحال كانوا يعرفون أن جهادهم في أفغانستان سينتهي في أحد الأيام وسيعودون. إلا أن صورة ما سيحصل بعد انتهاء هذا الجهاد لم تكن بالوضوح ذاته لدى جميع الأفغان العرب، هل يعودون فقط إلـى بلدانهم وحياتهـم الطبيعيـة كأن شيئاً لم يحدث؟ أم يواصلون هذا "الجهاد" المسلح؟ وإذا واصلوه فضدّ من؟.

ويعتقد المؤلف أن مفهوم "ما بعد الجهاد الأفغاني" اختلف بين "الأفغان العرب"، فبعضهم، وتحديداً الحركيين المنتسبين إلى جماعات جهادية قبل مجيئهم إلى أفغانستان، كان يعرف أنه جاء للتحضير لمعركته المقبلة مع أنظمة الحكم في بلده، وكان في مقدّم هؤلاء المصريون من أفراد "الجماعة الإسلامية" و"جماعة الجهاد". فهذان التنظيمان، لم يكونا في حاجة إلى بناء مناهجهما وهياكلهما من الصفر، فالمناهج كانت موجودة أصلاً في كتب سيد قطب ومحمد عبد السلام فرج، أما الكوادر فهي أيضاً كانت متوافرة بعدما أفرجت السلطات المصرية عن مئات من أعضاء تنظيمي "الجهاد" و"الجماعة" المدانين في قضية إغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.

استطاع هؤلاء شق طريقهم إلى ساحات الجهاد الأفغاني في نهاية الثمانينات، وكان في مقدمهم بالطبع أيمن الظواهري الذي خرج من سجون بلاده أكثر تصميماً على مواصلة "الجهاد" لإسقاط نظام الحكم فيها. وشهدت مصر بالفعل حوادث دموية مماثلة لتلك التي عرفتها الجزائر في الفترة نفسها، وإن بنسبة أقل، فقد خاض هؤلاء الجهاديون مع قوات الأمن المصرية معارك واغتيالات وهجمات على السياح الأجانب طوال النصف الأول من سبعينات القرن الماضي.

يقول المؤلف إن السودان لعب دوراً محورياً في أوائل التسعينات للجماعات الإسلامية العربية المعارضة لأنظمة الحكم الفاسدة. فسياسة الأبواب المفتوحة للاسلاميين التي اعتمدها نظام حكم الرئيس عمر البشير وحليفه السابق حسن الترابي، في مطلع التسعينات، جعلت الخرطوم في فترة وجيزة خلية تضطلع بدور شبيه بدور بيشاور الباكستانية في أيام الجهاد الأفغاني.

أمضى أسامة بن لادن في السودان فترة من أهم الفترات في حياته بعدما توجه إليها عام 1991، إذ استطاع هناك مواصلة اعداد مقاتليه إعداداً عسكرياً في مزارع كان يديرها في مناطق سودانية عدة، كما أتاح له وجوده هناك وعلاقته مع كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين البقاء قريباً مما كان يجري في المنطقة.

تغير موقف السودانيين من "الأفغان العرب" ولكن بعد فوات الأوان، فقد غادر أسامة بن لادن السودان في عملية سرية على متن طائرة خاصة أقلته مع عدد من أتباعه من الخرطوم إلى جلال أباد، وما ان وصل إلى أفغانستان حتى بادر إلى توجيه رسائل إلى قادة الفصائل الأفغانية كرر فيها إلتزامه عدم الدخول في صراعاتهم.

وحينما زحفت قوات "طالبان" من معقلها في قندهار وبدأت المدن الأفغانية تتساقط واحدة تلو الأخرى، ومنها جلال أباد حيث كان يعيش أسامة وأنصاره في يوليو 1996 قبل شهرين من دخول "طالبان" إلى كابول، لم يتغير وضع أسامة بن لادن بل بقي ضيفاً مكرماً وإن أضحى يعيش في ما بعد في كهف هو ومن معه.

No comments: