Thursday 24 April 2008

AL-SHARQ AL-AWSAT ON AL-QAEDA BOOK الشرق الاوسط وكتاب القاعدة

24 APRIL 2008

http://aawsat.com/details.asp?section=19&issueno=10740&article=468140&feature=1



القاعدة و3 جماعات أساسية من أخواتها


لندن: الشرق الأوسط
سنوات مرت على العالم وهو يشهد متتاليات الفكر الاسلاموي الجهادي المتطرف على شكل متفجرات ومفخخات وعمليات انتحارية تحمل بصمات القاعدة ومن شابهها. يحتاج الافراد، بعد قرابة العقدين من الحضور المتطرف في المنطقة، والذي كاد ان يكون في بعض المناطق جزءا من ايقاعها اليومي، الى تذكرة تعيد الانتباه الى أسس فكر تلك الجماعات وتاريخ تكوينها، ومدى تداخل العلاقات والوشائج بينها، او تنافرها. هذه المهمة قام بها مشكورا الزميل كميل الطويل المنشغل في متابعة نشاط تلك الجماعات منذ اوائل التسعينات، والتقى العديد من المؤثرين فيها من خلال حواراته الصحافية معها.

سنوات مرت على العالم وهو يشهد متتاليات الفكر الاسلاموي الجهادي المتطرف على شكل متفجرات ومفخخات وعمليات انتحارية تحمل بصمات القاعدة ومن شابهها. يحتاج الافراد، بعد قرابة العقدين من الحضور المتطرف في المنطقة، والذي كاد ان يكون في بعض المناطق جزءا من ايقاعها اليومي، الى تذكرة تعيد الانتباه الى أسس فكر تلك الجماعات وتاريخ تكوينها، ومدى تداخل العلاقات والوشائج بينها، او تنافرها. هذه المهمة قام بها مشكورا الزميل كميل الطويل المنشغل في متابعة نشاط تلك الجماعات منذ اوائل التسعينات، والتقى العديد من المؤثرين فيها من خلال حواراته الصحافية معها.

في تلك الظروف أسس بن لادن تنظيمه الخاص عام 1988 وكانت غايته الاساسية ترتيب سجلات المجاهدين العرب التي توسعت لتشمل تفاصيل كاملة عن كل من وصل بترتيب من بن لادن وجماعته. «سجلات القاعدة» هي الاسم الذي اطلق على الادارة تلك، على اساس ان قاعدة التجمع تتضمن بيت الانصار ومعسكرات التدريب والجبهات. في الفترة اللاحقة سيسيطر الفكر الجهادي المصري على فكر الجماعات الاخرى، فقد كان الاوضح في الرؤية والاكثر تنظيما. اشترك هذا التنظيم مع بقية المقاتلين العرب بالجهاد ضد الحكومات، لكنه فتح النار بشدة على التيارات الاسلامية التي لم تسر معه، وتمثل ذلك في كتاب اصدره الدكتور الظواهري عام 1988 اورد فيه سلسلة مآخذ على جماعة الاخوان المسلمين. وبدأ هذا الفكر في الانتشار بين الافغان العرب مقابل انحسار فكر الاخوان. فصدر كتاب آخر لابي مصعب السوري ينتقد فيه فكر جماعة الاخوان محملا اياها مسؤولية فشل الجهاد السوري في مطلع الثمانينات. وبدأ تزاوج فكر الجهاديين المصريين والقاعدة يعطي ثماره بعد سنتين من تأسيسه عندما بدأت جماعات جهادية اخرى تتأسس في المنطقة العربية وتزامن ذلك مع متغيرات شهدتها المنطقة، مثل حرب الخليج اوائل التسعينات، فنشأت (الجماعة الاسلامية المسلحة) في الجزائر وأسس الليبيون (الجماعة الاسلامية المقاتلة).

هناك نقاط جغرافية مهمة في مسيرة الجهاديين، اولا انطلاقها من افغانستان مناصرة لاهلها مع عدم تجاهل العمق الباكستاني لذلك الجهاد. ثم هجرتها الى السودان للاستفادة من وهج الحركة عربيا، تسبب انطلاق الجهاديين من الاراضي السودانية لتنفيذ عمليات في مصر وليبيا والسعودية، بحرج للحكومة السودانية التي تعرضت لضغوطات من الانظمة العربية الاخرى، اضافة الى ضيقها من بن لادن الذي اسس دولة داخل دولة في السودان من خلال شركاته والجماعات التي تعمل تحت امرته. وبرزت افغانستان خيارا مرة اخرى مع تقدم حركة طالبان وسيطرتها التي منحت الحماية لبن لادن وجماعته. في النقاط الجغرافية المهمة هناك لندن التي استقبلت منذ بداية التسعينات عددا كبيرا من الافغان العرب، خصوصا الجزائريين منهم، فصدرت النشرات الخاصة بالجهاديين وجرت اللقاءات بينهم حتى اطلق عليها في الاعلام البريطاني اسم (لندنستان). وفيها برز اشخاص امثال ابو حمزة المصري، وابو قتادة الفلسطيني كزعيم روحي مستقل مؤثر في جماعات شمال افريقيا تحديدا.

اعتمد كتاب القاعدة واخواتها - الموفق جدا بعنوانه - على نشر سلسلة الحوارات المنشورة في صحيفة الحياة اللندنية مع أعضاء بارزين من تلك الجماعات، رابطا بينها بمعلومات اضافية وموثقا باخلاص شديد مراجعه مثل المواقع الالكترونية وعناوين الكتب والمحطات التلفزيونية. يترك كميل الطويل بعدها للقارئ مهمة استخلاص النتائج التي من بينها ان الفكر الجهادي يضيق بأي نقاش فهو مغلق على نفسه لا «شورى» فيه ولا تصويت على القرارات، فما يقره أمير الجماعة هو الاساس. وربما كانت تلك السمة وراء الانشقاقات والتنافس الحاد والاغتيالات والتصفيات التي شهدتها الجماعات في ما بينها. لقد خاصم الجهاديون المصريون مثلا، عبد الله عزام الفلسطيني، اول الدعاة لنصرة الافغانيين في مواجهة الغزو السوفييتي، كما لو أنه ألد الخصوم، بسبب فكره الاخواني. في الجزائر، قتل زعيمان بارزان من (الجبهة الاسلامية للانقاذ) الجزائرية منتصف التسعينات على ايدي زملاء لهما في (الجماعة المسلحة) بحجة انهما «بقيا يؤمنان بالعمل السياسي والتعددية والانتخاب»! جمال زيتوني وجه الأمر بالقتل وكان يسعى في الوقت نفسه للامارة، وفي شهرته الاساس جاءت من كونه «قاتلا» في اكثر من عملية مواجهة مع الامن الجزائري، من غير ان ننسى انه قبل الانضمام للجماعة اشتغل قصابا في احدى ضواحي العاصمة ولا يتمتع باية قدرات فكرية غير قدراته العضلية.

يتبين من قراءة هذ الكتاب ايضا، ان شهوة السلطة والقيادة دفعت بهؤلاء الجهاديين لاختيار لقب «أمير» لقائد المجموعة، فتنازعوا كثيرا على اللقب الذي توزع داخل الجماعة اقليميا ومناطقيا، ثم ان الهدف المطلق في رأس اصحاب هذا الفكر تطبيق الشريعة الاسلامية وتكفير الانظمة والشعوب واباحة دمائهم، حتى لو كانت وسائل التطبيق منافية اساسا للشريعة نفسها.

يتتبع الكتاب نشأة الفكر الجهادي بشكل عام ويتتبع مسار نشاطاته وتقهقره احيانا. قراءة التفاصيل وتجميعها بكتاب واحد متعة وفائدة في الوقت نفسه لفهم حركات باتت جزءا من الحراك السياسي اليومي في عدد من العواصم العربية والمنطقة، تشعل الحروب وتشارك فيها وتتنافس مع الاميركيين في ساحات مفتوحة مثل العراق وافغانستان، كمناطق هشة. انها جماعات تعيش في عالم افتراضي وهي تهيم وراء فكرتها او هاجسها. نقرأ مثلا ان الجهاديين الجزائريين انقسموا حول توجيه ضربة للحكم الفرنسي، فتيار رأى انه لا بد من كشف وقوفهم مع النظام الجزائري وتيار رأى ان توجه اولا رسالة للرئيس الفرنسي شيراك تدعوه لاعلان اسلامه، وانتهى النزاع بتفجير مترو باريس!! والامثلة الاخرى كثيرة حول ذلك العالم الافتراضي الذي يطلق تسميات سلفية على واقع حديث مثل «غزوة نيويورك» والكفار والمرتدين. يعيشون في واقع افتراضي لا يمكن ان يتحقق طالما ان شروطه تضيق بأي اختلاف او نقاش، ولو صغير في التفاصيل.

Wednesday 23 April 2008

WALID MAALOUF US DIPLOMAT CAMILLE TAWIL


الديبلوماسي الأميركي اللبناني الأصل روى لـ «الحياة» قصة «صدامه» مع مندوب سورية ... وليد معلوف: قلت لمقداد اخرجوا ولم يستجيبوا فصدر القرار 1559

لندن - كميل الطويل الحياة - 22/04/08//

«قلت له: اتركوا لبنان، وإلا سترون ماذا سنفعل...». هكذا روى الديبلوماسي الأميركي اللبناني الأصل وليد معلوف قصة «الجدال» الذي شهدته أروقة الأمم المتحدة، في آخر عام 2003، بينه وبين المندوب السوري فيصل مقداد، نائب وزير الخارجية السوري، حالياً، إثر شكوى الأخير من كلمة الأول أمام الجمعية العمومية التي طالب فيها بانسحاب الجيش السوري من لبنان.

وماذا فعلتم؟ أجاب: «صدر القرار 1559».

لا يُخفي معلوف الذي كان في 2003 المندوب المناوب للولايات المتحدة في الجمعية العمومية، أن بلاده لعبت «دوراً كبيراً» في صدور هذا القرار من مجلس الأمن في أيلول (سبتمبر) 2004 والذي يطالب سورية بسحب قواتها من لبنان. لكنه يرفض الخوض في التفاصيل فـ «الوقت ما زال مبكراً لكشف كل شيء». «ما يمكنني قوله»، كما يضيف، هو «أن القرار جاء نتيجة تعاون فرنسي - أميركي، وعُرض على مجلس الأمن فتبناه بأكثرية تسعة أصوات. وهذ القرار اليوم صك ملكية في يد الشعب اللبناني لضمان استقلال بلده وسيادته وإنهاء الهيمنة السورية عليه».

ويرفض معلوف الذي كان يتحدث إلى «الحياة» خلال زيارته لندن الأسبوع الماضي، تسمية الأطراف اللبنانيين الذين شاركوا في الجهود من أجل صدور هذا القرار. لكنه يقول: «لو لم يكن هناك «لوبي لبناني» وشخصيات لبنانية قوية، ربما ما كان ذلك ليتم. كانت هناك فعلاً مجموعة من اللبنانيين كنت أنسّق معهم في شأن تحركاتهم».

ويُصر الديبلوماسي الأميركي على أن إدارة الرئيس جورج بوش هي التي طلبت منه إثارة موضوع الوجود العسكري السوري في لبنان أمام الأمم المتحدة عام 2003، ولم يكن من منطلق «شخصي»، بعكس ما اتهمه به المندوب السوري فيصل مقداد. وكان الأخير استشاط غضباً في جلسة للأمم المتحدة في 3 كانون الأول (ديسمبر) 2003 عندما أثار معلوف، متحدثاً باسم الوفد الأميركي، قضية الوجود السوري في لبنان، علماً أن الجلسة كانت مخصصة لموضوع مختلف هو الاحتلال الإسرائيلي للجولان. وقال مقداد، في رده على معلوف، إن الأخير أقحم قضية لبنان «لأسباب شخصية»، واتهمه بـ «التحريف والتزوير ... وتشويه الحقائق». وسانده ممثل الوفد اللبناني في الأمم المتحدة حسام دياب الذي أكد أن سورية موجودة في لبنان بناء على طلب الحكومة اللبنانية ووفق معاهدات مشتركة.

ومعلوف الذي عيّنه الرئيس بوش في منصبه في الأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) 2003، يؤكد أن ما قام به كان بناء على تعلميات من الإدارة. إذ يقول: «تلقيت تعلميات من إدارتي بأن أعمل (لصدور) بيان ضد الاحتلال السوري للبنان، وطُلب مني شخصياً أن أتكلم في هذا الموضوع. فوجئ بذلك مقداد الذي كان وقتها مندوب سورية (في المنظمة الدولية) وشن هجوماً عنيفاً عليّ. لكنني كنت أقرأ موقف الولايات المتحدة. بعد انتهاء الجلسة، سألت بعثتنا أن أتكلم مع السفير السوري الذي تعجبت من رد فعله، ومن رد فعل المندوب اللبناني. فذهبت بعد انتهاء اللقاء الرسمي إلى مقداد، وكان يلتف من حوله مسؤولون سوريون كثيرون، وقلت له: لماذا تتهجم عليّ؟ فقال لي: إذهب، لا أريد أن أضع يدي في يدك. قلت له: لم آت كي أضع يدي في يدك. جئت كي أقول لك أولاً إنني لا أدير دكاناً في وزارة الخارجية الأميركية، وما قلته (في الجلسة) هو موقف الولايات المتحدة. ثانياً، أنا ضدكم ما دام هناك عسكري سوري في لبنان، وسأريكم ماذا سأفعل إذا بقي الجيش السوري في لبنان. وأدرت ظهري وغادرت».

وماذا فعلت؟ أجاب: «أخرج من لبنان. صدر القرار 1559».

يعمل معلوف حالياً مسؤولاً في وزارة التنمية الدولية الأميركية، بعدما عُيّن بقرار رئاسي في بعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة. وهو لا يخفي شعوره بالفخر كونه، كما يقول، «اللبناني الثاني المولود في لبنان الذي يُعيّن بقرار من رئيس أميركي في منصب حكومي كبير». واللبناني الأول هو سام زاخم وعُيّن سفيراً في البحرين خلال إدارة الرئيس الراحل رونالد ريغان في الثمانينات من القرن الماضي.

لكن معلوف ليس موظفاً من داخل السلك الديبلوماسي، وبالتالي فإن تعيينه في الإدارة ربما ينتهي بانتهاء ولاية الرئيس جورج بوش مطلع العام المقبل... إلا إذا كان خليفته في البيت الأبيض جمهورياً آخر هو جون ماكين. فالأخير، كما أكد له معلوف في لقاء قبل أيام، «سينال أصوات اللبنانيين» من الساحل الشرقي للولايات المتحدة إلى ساحلها الغربي في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ربما ضمن معلوف بذلك «وظيفته» في «إدارة ماكين»... لكنه سيواجه بالتأكيد احتمال خسارتها في إدارتي هيلاري كلينتون أو باراك أوباما.