سفيرها لدى وكالة الطاقة الذرية يؤكد لـ«الحياة» أن السوريين فجّروا بقايا منشأة الكبر «فجعلوا تصويرها أفضل من الجو» ... أميركا تدعو سورية إلى الاحتذاء بليبيا و«التخلي عن برنامجها النووي»
لندن - كميل الطويل الحياة - 20/09/08//
دعا مندوب الولايات المتحدة لدى وكالة الطاقة الذرية السفير غريغوري شولتي سورية إلى الاحتذاء بليبيا وكشف أسرار برنامجها النووي المزعوم. وقال في مقابلة مع «الحياة»، أمس، إن السوريين لم يسمحوا لمفتشي وكالة الطاقة الذرية بزيارة مواقع يُشتبه في أنها مرتبطة ببرنامجهم النووي، علماً أن دمشق نفت مراراً امتلاكها مثل هذا البرنامج.وقال إن بلاده كشفت في ربيع هذه السنة أدلتها على أن الموقع الذي «تعرّض للتدمير» في الكبر (الصحراء السورية) «كان فعلاً مفاعلاً نووياً سرياً بُني بمساعدة كورية شمالية على نسق مفاعل بيونغ يانغ... على رغم محاولة تغيير شكله الخارجي عندما لاحظوا (السوريين) انه نسخة مطابقة لمفاعل بيونغ يانغ». وأضاف أن السوريين لجأوا إلى تفجير موقع الكبر لإزالته تماماً وإخفاء آثار الدمار التي لحقت به جراء قصفه (رفض القول أن إسرائيل هي من قام بذلك العام الماضي، مشيراً إلى أن تل أبيب لم تقل رسمياً أنها المسؤولة عن قصفه حتى اليوم). لكنه أضاف أن التفجير المُتحكم فيه من بُعد والذي قام به السوريون للموقع «سهّل أخذ صور له من الجو»، مضيفاً أن السوريين «بنوا فوق موقع الكبر المدمّر منشأة أخرى بعدما طمروها بنحو عشرة أمتار من التراب لإخفاء حقيقة الموقع السابق».وقال إن مفتشي وكالة الطاقة الذرية زاروا الكبر وأخذوا عيّنات من التربة لكنهم طلبوا زيارة مواقع ومنشآت أخرى «لم يوافق عليها السوريون». وأشار إلى إن أسئلة المفتشين «فاجأت السوريين» الذين لم يردوا بعد على اسئلتهم. وتابع أن كبير المفتشين الذين ذهبوا الى سورية سيقدّم ايجازاً عن نتائج زيارته الأسبوع المقبل «لكن لا يُتوقع أن يعطي جواباً نهائياً» في شأن طبيعة موقع الكبر.وعن المنشآت التي يمكن أن يكون السوريون يخفونها، قال: «إذا كان لديك مفاعل نووي فإنك بحاجة إلى القدرة على نقل الطاقة (فيول) اليه، وربما تكون بحاجة الى منشأة للبلوتونيوم المستخدم الممكن أن تستخرجه من المفاعل، وأعتقد أن مفتشي وكالة الطاقة الذرية كان لديهم بعض الاسئلة في شأن أين يمكن أن تكون تلك المنشآت ومنشآت أخرى مهمة في سورية. طلب مفتشو الوكالة زيارة بعض المنشآت الأخرى لكن سورية قالت لا. إننا قلقون جداً من أن السوريين لم يقدّموا معلومات كاملة عن نشاطهم النووي السري ونريد من وكالة الطاقة الذرية أن تؤكد أنه ليست هناك نشاطات لم يتم الإعلان عنها (...) نريد أن نتأكد أنه ليست هناك منشآت أخرى لها علاقة بالبرنامج النووي السوري. إن إخفاء سورية لمفاعل الكبر يقلقنا، فهذا يعني أنهم يمكن أن يكونوا يخفون أيضاً منشآت أخرى». واتهم سورية «باتباع التكتيكات الإيرانية ذاتها: رفض الاجابة عن الاسئلة، وعدم السماح بزيارات المفتشين... تعلّموا الدرس من إيران».وتحدث شولتي عن ليبيا وتخليها عن برامجها لامتلاك اسلحة الدمار الشامل عام 2003. وقال إن تقرير وكالة الطاقة الذرية عن ليبيا «ايجابي... نشاطات ليبيا الآن سلمية بالكامل، على رغم أن هناك بعض الاسئلة التي تحتاج إلى مزيد من العمل. أتمنى أن يقرر السوريون أن هناك مثالاً أمامهم هو ليبيا يمكنهم أن يحتذوا به بدل الاحتذاء بالمثال الإيراني».وقال إن مسلك «الحكومة الليبية كان مسلكاً ايجابياً ومتعاوناً جداً. لقد استفادت ليبيا من شبكة الاتجار النووي غير المشروع التي شكلها عبدالقدير خان (أب القنبلة النووية الباكستانية). وهذه الشبكة عملت مع ليبيا ومع غيرها -كوريا الشمالية وايران - وعرضت تكنولوجيا نووية تسلحية إلى دول في أنحاء العالم. وإذا كنا نعتقد أن هذه الشبكة قد تم اغلاقها، فإننا نبقى قلقين من المعلومات التي وزّعتها تلك الشبكة ونخشى أن تعود الى الحياة مجدداً».وقال إن التقرير الأخير الذي قدمته وكالة الطاقة الذرية عن إيران «كان سلبياً. إذا بحثتَ عن تقدم في التقرير فإنك لن تجده. كل ما طلبته وكالة الطاقة رفضته إيران»، مشيراً إلى رفضها السماح لمفتشي الوكالة بزيارة منشآت مرتبطة بتصنيع السلاح.وقال عشية اجتماع مجلس أمناء وكالة الطاقة الذرية إنه يتوقع أن تؤكد الدول العضاء لإيران أن تصرفها «غير مقبول وأن عليها التعاون مع مطالب وكالة الطاقة الذرية». ويُفترض أن تكون واشنطن استضافت أمس اجتماعاً للمدراء العامين للشؤون السياسية في وزارات الخارجية في «الدول الخمس + واحدا» (الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) لدرس طريقة التعامل مع ايران. وقال إنه ليس قلقاً من أن يصعّب الروس على الأميركيين عملهم في شأن الملف الإيراني بسبب أزمة القوقاز «لكن ما أخشاه هو أن يعتقد القادة الإيرانيون أنه يمكن أن يهربوا من «الدول الخمس زائد واحدا». لن يمكن الهرب... عليهم أن يعرفوا أن عليهم التعاون مع المجتمع الدولي».وقال إن الولايات المتحدة ليس لديها اعتراض على عرض فرنسا تعاوناً في مجال الطاقة النووية مع الدول المغاربية. وقال: «نحن، مثلنا مثل الفرنسيين ودول أخرى، مؤيدون كبار للطاقة النووية السلمية. تحدثنا مع دول في شمال افريقيا والشرق الأوسط في شأن الطاقة النووية وفي شأن كيف يمكن الوصول الى ذلك بطريقة آمنة ومسؤولة. وقعنا اتفاقات مثلاً مع السعودية والبحرين والأردن والإمارات نقول فيها اننا سعداء بالتعاون معها في مجال الطاقة النووية السلمية، وكل دولة من تلك الدول قالت إنها ستفعل ذلك بشفافية مطلقة بالتعاون مع وكالة الطاقة الذرية وستطبق البروتوكول الاضافي ولن تستثمر في مجال تخصيب اليورانيوم، وهو أمر لا تحتاجه إذا كنت تسعى إلى انتاج طاقة نووية سلمية لكنك تحتاجه إذا كنت تسعى الى بناء قنبلة نووية».
No comments:
Post a Comment