3 مسائل خلافية في العلاقة البريطانية - السورية: تحرّك مسار السلام... لكن تبقى مشكلتا لبنان والعراق
لندن - كميل الطويل الحياة - 17/07/08//
طرحت زيارة الرئيس بشار الأسد لباريس، بدعوة من الرئيس نيكولا ساركوزي، تساؤلات في شأن مدى نجاح الحكم السوري في «اختراق العزلة» التي كان يجد نفسه فيها منذ العام 2003 في ضوء موقفه من غزو القوات الأميركية للعراق، وهي عزلة ازدادت بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005 وعمليات الاغتيالات التي تلت تلك الجريمة. وإذا كان السوريون يعتبرون أن مشاركة رئيسهم في قمة باريس المتوسطية واللقاءات التي أجراها مع القادة المشاركين فيها، فتحت بلا شك «ثغرة» في جدار «العزلة» الغربية، إلا أن الواضح أيضاً أن الجهات الغربية تعتبر أن الانفتاح على سورية مستقبلاً سيكون مرتبطاً بـ «سلوكها» إزاء المواضيع التي كانت محور خلاف مع دمشق.
وللحكومة البريطانية ثلاثة مواضيع أساسية هي محور خلاف مع حكم الرئيس السوري، وتتعلق بلبنان والعراق وعملية السلام. ويقول مصدر غربي بارز إن لندن كانت أبلغت دمشق «أن سوء التصرف السوري في لبنان أمر خطير جداً، وأن دورها في الملف العراقي (تسهيل مرور مقاتلين أجانب إلى العراق) أمر خطير جداً إذ أنه يؤثر على القوات البريطانية والقوات الحليفة والعراقية ويمثّل تهديداً لاستقرار العراق، كما أن هناك ضرورة لمشاركة السوريين في عملية السلام»، في إشارة إلى دعمها جماعات فلسطينية ولبنانية ترفض مفاوضات السلام.
ويضيف المصدر أن لندن «كانت واضحة جداً مع السوريين: هناك ثلاث مسائل على دمشق أن تعالجها كي يكون هناك تواصل كامل بينها وبين المجتمع الدولي». ويتابع أن بريطانيا كانت هي من بادر إلى الاتصال بالسوريين في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 عندما أرسلت نايجل شاينولد، مستشار رئيس الوزراء السابق توني بلير، إلى دمشق «في إطار محاولة محددة للتواصل مع سورية»، ناقلاً إلى المسؤولين السوريين «قلقاً بريطانياً كبيراً من دور دمشق في المسائل الثلاث (لبنان والعراق وعملية السلام)».لكن المصدر ينفي أن تكون لندن «قاطعت» دمشق في أعقاب عدم تحقيق زيارة شاينولد النتائج المرجوة منها. إذ يقول إن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند التقى نظيره السوري وليد المعلم في نيويورك في أيلول (سبتمبر) العام الماضي، والتقاه مجدداً على هامش مؤتمر «جيران العراق» الذي انعقد في نيسان (ابريل) الماضي في الكويت، كما التقى نائب رئيس الوزراء السوري عبدالله الدردري عندما زار لندن في شباط (فبراير) الماضي، وكذلك نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد في مؤتمر أنابوليس. ويخلص إلى أن ذلك «يؤكد أنه لم تكن هناك سياسة لعزل سورية». ويشير إلى أن ميليباند التقى المعلم مجدداً الأحد على هامش مؤتمر باريس.
ويؤكد المصدر أن بريطانيا أبلغت السوريين «ترحيبها بتحريك مسار السلام السوري -الإسرائيلي، برعاية تركيا»، ما يزيل إحدى المسائل الثلاث التي كانت محور خلاف مع دمشق، لكنها قالت للسوريين أيضاً إن «عليهم أن ينظروا جيداً إلى التصرفات التي يقومون بها في موضوعي لبنان والعراق». ويشدد على أن البريطانيين «يعتبرون سورية جزءاً ضرورياً للحل في الشرق الأوسط»، لكنهم وإن كانوا سعداء بتحريك مسار التفاوض السوري، «إلا أن بعض التصرفات السورية في الملفين الآخرين (لبنان والعراق) تسبب قلقاً حقيقياً للندن».