Thursday, 1 May 2008

abd alwaheed noor darfur عبدالواحد النور دارفور الحياة

النور يؤكد أن مقاتليه يسيطرون على 70 في المئة من الإقليم... ويعلن «احتضار» سلام الجنوب ... زعيم متمردي دارفور لـ«الحياة»: لا نلعب مع إسرائيل من تحت الطاولة
لندن - كميل الطويل الحياة - 01/05/08//
تمسّك زعيم «حركة تحرير السودان» عبدالواحد النور بحق حركته المتمردة في دارفور بفتح مكتب في إسرائيل، مؤكداً «أننا لا نلعب تحت الطاولة». وأكد أن مقاتليه «يسيطرون على 70 في المئة من أراضي دارفور» باستثناء المدن الكبرى.
وقال النور، المقيم في باريس، في مقابلة هاتفية مع «الحياة»، إن مؤيدي حركته لجأوا إلى الدولة العبرية بعدما «قتلتهم الحكومة أو شرّدتهم، فضاقت بهم سبل العيش، ودفعتهم الى التشرد في كل بقاع الأرض». وأضاف: «السودان ضحية للكراهية. فالحكومة القائمة حالياً أعلنت حرباً في الجنوب سمّتها جهاداً باسم الإسلام ضد غير المسلمين. وفي دارفور لجأت إلى تعبئة الجنجاويد تحت مسمى عرب ضد اللاعرب. لكننا في حركة تحرير السودان نرى الشعب السوداني شعباً واحداً، يتساوى في الحقوق والواجبات، ونعتمد مبدأ نبذ الكراهية، سواء كان ذلك في دارفور أو أي مكان في العالم. ومن هذا المنطلق، نرى أن الشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي يجب أن يعيشا في دولتين متجاورتين بسلام. هذا مبدأنا. إننا نشجب قتل المدنيين، سواء أكانوا فلسطينيين أم إسرائيليين».
وتابع: «هناك سفارة إسرائيلية في القاهرة، وأخرى في عمّان، وهناك اتصالات مع تونس وغيرها من الدول العربية. وبما أننا نعتمد مبدأ الشفافية، أعلنّا فتح مكتب في إسرائيل. إننا لا نعمل تحت الطاولة...».
وسخر من المخاوف عن إمكان تجنيد الإسرائيليين عناصر حركته، وقال: «نحن في الحركة لدينا مبادئ نؤمن بها، ولسنا عملاء لأحد. عندما وقفنا في أبوجا (في 2006) وقلنا إننا لن نوقّع الاتفاق مع حكومة الخرطوم، وقفنا ضد العالم كله. قبل ذلك كانوا (الحكم السوداني) يقولون إننا عملاء، ساعة لليبيا وساعة لتشاد وساعة لـ «سي. آي. ايه.» (وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية)».
ولفت إلى إن حركته لم تناد يوماً بالانفصال عن السودان، موضحاً أن «دارفور كانت دولة مستقلة في العام 1916، ولو أردنا أن نطالب بحق تقرير المصير والانفصال عن السودان لكان سهلاً علينا. لكننا لا نريد الانفصال عن السودان». وأضاف: «المشكلة الحقيقية التي تمنع الوصول إلى حل في دارفور هي حكومة الخرطوم. كل حكومات العالم مهمتها حماية مواطنيها، إلا حكومة الخرطوم التي أنشأت الجنجاويد الذين قتلوا مئات الآلاف واغتصبوا مئات الآلاف وهجّروا ملايين».
وعن سبب تمسكه بنشر «القوات الهجين» في دارفور قبل بدء المفاوضات مع الحكومة، قال: «نحن دعاة سلام. لو لم نكن نريد ذلك لما كنا ذهبنا إلى محادثات سلام مع الحكومة. في العام 2003 ذهبنا الى «ابشي1» و «أبشي 2» (تشاد)، ثم ذهبنا إلى «نجامينا 1» و «نجامينا 2» في 2004، ثم إلى جولات طويلة من المفاوضات في أبوجا. لم أغادر الفندق (في نيجيريا) إلا قليلاً... وكل ذلك بحثاً عن السلام. لا أريد منصباً على جماجم شعبي». وشدد على ضرورة نشر «قوات أمن ونزع سلاح الجنجاويد واعادة المستقدمين (العرب) من النيجر ومالي وغيرهما والذين جيء بهم بعد طرد سكان المنطقة بهدف تغيير تركيبتها السكانية... مهمتنا تأمين الأمن لشعبنا أولاً. نحن نريد قوات لصناعة السلام وليس لحفظ السلام، لأنه ليس هناك سلام لحفظه في دارفور». وأضاف أن «الحل يكون بذهاب حكومة الانقاذ وليس بانفصال دارفور». وغمز من قناة رفيقه السابق في «حركة تحرير السودان» مني أركو مناوي الذي وقع اتفاق أبوجا، وقال: «الذين وقعوا اتفاق السلام أخذوا مناصب (لكنهم لم يستطيعوا تحقيق السلام). منّي لا يستطيع اليوم أن يمشي إلى قريته (في دارفور)».
وشكا من أن الحكومة السودانية لا تلتزم بما توقع عليه. وقال: «اتفاقية سلام الجنوب تحتضر إن لم تكن ماتت. أين اتفاقية (السلام في) الشرق الآن؟ تنهار بدورها. الحكومة الحالية جاهزة لتوقّع أي شيء، لكنها ليست جاهزة لتحقيق السلام. لقد ذهبنا إلى التفاوض معها مرات عدة، ولا يمكن القول إننا لا نريد التفاوض».
وعن وضع الحركة ميدانياً، قال: «نحن في الحركة اتخذنا منذ البدء من جبل مرة قاعدة طبيعية دفاعية. ونحن نبسط الآن سيطرتنا على أكثر من 70 في المئة من أراضي دارفور، إذا استثنيا المدن الكبرى، ولنا وجود في مناطق السودان كافة وليس فقط في دارفور». لكنه أضاف: «نؤمن أن الخيار العسكري ليس سوى الخيار الأخير. وانطلاقاً من ذلك، نحن ملتزمون باتفاق وقف النار. لكننا لن ننتظر إلى ما لا نهاية, وعندما نقول شيئاً نفعله. قلنا إننا لن نوقع اتفاق أبوجا ولم نوقّع على رغم كل الضغوط التي مورست علينا. وإذا قلنا اليوم إننا لن نلتزم وقف النار فهذا يعني أننا لن نلتزم به. لكننا حتى الآن ملتزمون وقف النار، وإذا حصلت مواجهات فإننا نكون ندافع عن أنفسنا فقط».
وعن سبب اقامته في فرنسا، أوضح النور أنه قام بجولات عالمية لشرح قضية دارفور بعد توقيع اتفاق نجامينا لوقف النار في 2004، وجاء إلى فرنسا في هذا الإطار. وامتدح قرار الفرنسيين منحه تأشيرة، على رغم الضغوط التي تعرضوا لها لعدم استقباله. وقال إنه موجود في فرنسا حالياً بناء على طلب قيادة حركته، مشيراً إلى أن الفرنسيين يجددون تأشيرته كل ثلاثة شهور. وقال: «أنا احترم الفرنسيين لأنهم أعطونا تأشيرة على رغم كل الضغوط التي تعرضوا لها (لعدم استقبالنا). أعطوني حق اللجوء، لكنني رفضت ذلك».
وعن تهديدات «القاعدة» بتنفيذ هجمات ضد القوات الدولية في دارفور، قال: «ليس هناك شعب أكثر إسلاماً من شعب دارفور. ثلاثة من بين كل خمسة أشخاص يحفظون القرآن الكريم (...) دارفور أكثر إسلاماً من «القاعدة»، والقوات الهجين لا تأتي إلى دارفور لأسباب سياسية بل إنسانية. تأتي بطلب من الشعب... «القاعدة» لا تستطيع أن تفعل شيئاً، إذ ليست هناك بيئة لوجودها في دارفور، والحكومة (السودانية) تستخدم تهديدات «القاعدة» لإخافة الحكومات الأجنبية كي لا يشارك جنود غير أفارقة في القوات الهجين. لكننا نريد قوات مشتركة وليس فقط قوات افريقية».

No comments: