Saturday, 17 September 2011

بوعرقوب ديبلوماسي «رفض الإنشقاق» ... لكن آلة قتل القذافي لم ترحمه


Thousands have died in Libya'a 17 Feb revolution. This is the story of one of them - a diplomat who was killed under torture, according to his family.
Camille



بوعرقوب ديبلوماسي «رفض الإنشقاق» ... لكن آلة قتل القذافي لم ترحمه
السبت, 17 سبتمبر 2011
طرابلس - كميل الطويل
فقدت ليبيا في الثورة ضد حكم العقيد معمر القذافي ما بين 30 و50 ألف قتيل وآلافاً غيرهم من الجرحى والمفقودين، وفق إحصاءات الثوار. وهذه المأساة التي لا يكاد منزل ليبي واحد أن يسلم منها، ستترك ندوباً ستحتاج بلا شك إلى عقود لتندمل في عملية مصالحة تبدو ضرورية بين الليبيين.
عائلة فوزي ميلاد بوعرقوب واحدة من آلاف العائلات الليبية التي مسّتها هذه المأساة. «نعرف أنه توفي تحت التعذيب لكننا لم نجد جثته»، كما تقول أرملته في لقاء مع «الحياة» في منزلها بضاحية سوق الجمعة في طرابلس. لكن فوزي لم يكن مقاتلاً في صفوف الثوار. لم يحمل بندقية ولم يخرج حتى في الاحتجاجات الشعبية المنددة بالقذافي التي خرجت في بدايات انطلاقة الثورة في شباط (فبراير) الماضي. فوزي، في الحقيقة، كان «ابن النظام» كونه شغل منصب موظف كبير في وزارة الخارجية خلال الثورة إضافة إلى توليه مناصب ديبلوماسية مختلفة ممثلاً لبلاده في عواصم عالمية. تزيّن صدر الدار في منزله صورته وهو يصافح ملكة الدنمارك مارغريت الثانية خلال تقديم أوراق اعتماده سفيراً لـ «الجماهيرية» (من 1995 إلى 1998). حولها صور أخرى خلال مشاركته في توقيع اتفاقات مع دول عالمية. في إحداها يقف بجانب عبدالرحمن شلقم، وزير الخارجية الليبي السابق، خلال توقيعه اتفاقاً مع نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني. ويظهر فوزي في صور أخرى مع عبدالعاطي العبيدي الذي عُيّن وزيراً للخارجية بعد انشقاق الوزير موسى كوسة في بداية نيسان (ابريل) الماضي.
وتقول أرملة فوزي وقد تجمّع حولها أبناؤها الثلاثة وابنتها الصغيرة: «كان محايداً عندما بدأت الثورة. وبحكم عمله الديبلوماسي لم يكن مع الثورة ولم يكن ضدها. كان بوده أن تنتهي الأمور بسرعة وأن يعود الأمان والاستقرار إلى البلاد. لقد كان ضد معمر القذافي، لكنه كان أيضاً ضد العنف».
وتوضح أن زوجها الذي كان يتولى منصب مدير الإدارة المالية والإدارية في وزارة الخارجية لدى بدء الاحتجاجات، تعرّض لضغوط من نظام القذافي كي يشارك في جهود التصدي للثوار، كما واجه ضغوطاً من الثوار أنفسهم، خصوصاً من زملائه الديبلوماسيين المنشقين كي يلتحق بهم. وتشير إلى أنه «لم يغب يوماً عن عمله في الخارجية. كان يذهب مرتين في الصباح والمساء، لكنه في الشهور الثلاثة الأخيرة من الأحداث لم يعد بذهب في المساء. قال لي إن اجتماعات للجان الثورية تنعقد هناك وهو يرفض المشاركة فيها. لم يكن يعرف أصلاً سبب اجتماعاتهم، وقد أبلغه أحد رفاقه وهو عضو في اللجان الثورية بأن عليه أن ينتبه «فهم يضعون عينهم عليك يا فوزي». لكنه رد بأنه ليس خائفاً منهم وبأن اجتماعاتهم لا تخصني».
وتروي زوجة الديبلوماسي أنه صار يشتكي من أن «انتهازيين» انضموا إلى الخارجية، في إشارة إلى التعيينات التي حصلت لشغل المناصب التي خلت نتيجة الانشقاقات المتوالية في صفوف ديبلوماسيي نظام القذافي. وتؤكد أن النظام طُلب منه السفر إلى الخارج لكنه رفض ذلك، في إشارة إلى الوفود الديبلوماسية التي أرسلها القذافي إلى بعض الدول لحشد التأييد لحكومته. ويقول معارضون إن القذافي كان يرسل إلى الخارج ديبلوماسيين يعرف أنهم لا يمكنهم أن ينشقوا لأن أبناءهم سيكونون بمثابة رهينة في يد أجهزة أمنه حتى عودتهم.
لكن الزوجة تُقر أيضاً بأن فوزي كان في الواقع على اتصال مستمر بزملائه المنشقين، على رغم أنه شخصياً لم يعلن انشقاقه.
وتوضح: «كان زملاء له يتصلون به ويقولون: لماذا لم تنشق بعد فنحن فعلنا ذلك. وكان يقول لهم: لماذا أنشق، فأنا لا أخدم شخصاً بل أخدم بلادي. وحتى لو انشققت فإنني مسؤول عن (رواتب) موظفين وتحويلات الطلبة (المبتعثين) في الخارج، ولا أستطيع أن أتركهم. فمن يحل محلي لو غادرت». وتضيف: «كان يقول: حتى لو قامت ثورة فإن لا مشكلة لي مع النظام الجديد لأنني أخدم بلادي وليس شخص القذافي. بعمري لم أسرق ويداي ليستا ملطختين بالدم. فلو كان عندهم (النظام الجديد) أي شيء ضدي فأنا مستعد للمحاسبة».
وليس واضحاً في الواقع هل كان يخفي فوزي تعاونه مع الثوار عن عائلته، لكن هذه هي التهمة التي يبدو أن النظام وجهها له في تموز (يوليو) الماضي. ففي الأسابيع الأخيرة قبل اعتقاله، صار فوزي، كما تقول زوجته، «انطوائياً نوعاً ما. كان يطلب أن لا نتحدث في السياسة. لم يعد يخرج من المنزل في المساء، ولا يتكلم في السياسة حتى مع أبناء هذا الحوش (الذي تسكن فيه العائلة). كان على اتصال بزملاء عملوا معه وانشقوا. يتصلون به ويتصل بهم ويطمئن عنهم وعن أسرهم. لكنه لم يكن يتحدث معهم في السياسة أبداً».
حصلت عملية خطفه في الساعة الثالثة فجر الجمعة 15 تموز (يوليو)، عندما طرق باب منزله مسلحون.
وتوضح الزوجة: «كان نائماً عندما جاؤوا. سألتهم من أنتم، فلم يردوا في المرة الأولى. وفي المرة الثانية قال لي أحدهم إنه يدعى محمد وإنهم يريدون الحديث قليلاً مع فوزي. لم يخطر ببالي أنهم سيقبضون عليه. نزل زوجي وطلب منهم أن يعرّفوا عن أنفسهم قبل أن يفتح لهم الباب، فظلوا يقولون: إفتح. وعندما فتح الباب وجدنا عشرات المسلحين من الكتائب ... كنا نظن أنهم من الأمن الخارجي لكن عرفنا لاحقاً أنهم من كتيبة المعتصم (مستشار الأمن القومي)». طلب المسلحون منه أن يسلّمهم مفاتيح سيارات تابعة لوزارة الخارجية كان مسموحاً له باستخدامها، وقالوا إن المسألة لن تستغرق سوى ساعتين أو ثلاث ساعات ثم ينتهي استيضاح الموضوع. وأضافت وهي تبكي: «قالوا أن نتصل بعد ساعات قليلة وهو سيرد عليكم ... ليس هناك أي مشكلة».
لكن كانت هناك مشكلة بالطبع. فيوم الجمعة كان يوم عطلة رسمية ولم تتمكن العائلة من استيضاح مصيره. ويوم السبت تبلغت الزوجة بأنه معتقل «لدى الأمن الخارجي، فذهبنا إلى الخارجية وأثرنا الموضوع مع (نائب الوزير) خالد كعيم الذي كنا نعتقد أنه زميل فوزي فقد كان يزورنا ضيفاً في منزلنا وقال لنا أن نطمئن فكيف يمكن أن يحصل مثل هذا الأمر مع فوزي. لكنه لم يعد يتصل بنا وصار يتجاهلنا ولم يقدم لنا أي معلومة عنه».
لم تفلح اتصالات أخرى أجرتها العائلة مع مسؤولين آخرين في الخارجية وأجهزة الأمن في كشف أي شيء عنه. وتوضح الزوجة: «للأسف لم يتمكن أحد من الذين كانوا يعملون معه من مساعدته. ما عرفناه لاحقاً إنهم أرادوا تلفيق تهمة له بأنه يموّل الثوار بعدما أخذ فلوس موظفين وأوقف معاشاتهم وكلها اتهامات بالباطل».
لم تكتشف العائلة ما حصل في الحقيقة لفوزي سوى بعد دخول الثوار طرابلس في النصف الأخير من آب (أغسطس) الماضي. وتقول زوجته: «سمعنا (قبل سقوط القذافي) انه سيتم الافراج عن فوزي، فصرنا ننتظر. لكننا اكتشفنا لاحقاً أنه توفي تحت التعذيب. أبلغنا بذلك أشخاص كانوا مسجونين معه. قالوا إنهم اتهموه باتهامات باطلة وإنه قال لهم: إذا ما كانت عندكم أدلة واجهوني بها. لكن لم يكن عندهم أي مستمسك ضده ... لم يخرج هؤلاء السجناء من سجنهم سوى بعد دخول الثوار طرابلس، ولولا ذلك لما كنا عرفنا بأن فوزي مات تحت التعذيب. كان لدي أمل بأنه بخير وأنه ربما سافر إلى الخارج لأنهم كانوا يطالبونه بذلك وهو يرفض. توقعت أن يكون تحت إقامة جبرية، أو أنه في سجن خاص بالديبلوماسيين في وزارة الخارجية. لكنه لم يبق عندهم أكثر من 24 ساعة. اعتقل فجر الجمعة ومات السبت».
أدى فوزي وزوجته العام الماضي فريضة الحج، وكان يواظب على قراءة القرآن الكريم، كما تقول زوجته. «ما يعزينا أنه مات شهيد الواجب. وكل الناس تشهد أن خسارته ليست فقط لعائلته بل لوزارة الخارجية».
تأمل عائلة فوزي الآن بأن يتم الكشف قريباً عما حصل له وأين دُفنت جثته. حالها في ذلك حال آلاف العائلات الأخرى التي فقدت أبناءها في المأساة الليبية.

Thursday, 15 September 2011

Tripoli University vs Al-fateh University - old revolutionaries vs new revolutionaries


Add caption
Tripoli University vs Al-fateh University - old revolutionaries vs new revolutionaries 



«جامعة الفاتح»: ثوريون جدد و«لجان أمنية» محل «مثابات» القذافي ولجانه الثورية
الجمعة, 16 سبتمبر 2011
{ طرابلس - كميل الطويل
< تستعد ليبيا بعد أيام لاستئناف الدراسة في كثير من كلياتها ومدارسها، لتبدأ فصلاً جديداً سيخلو للمرة الأولى منذ عقود من تدريس المادة الإلزامية «الفكر الجماهيري» والنظريات «الخضراء» لـ «قائد الثورة» العقيد معمر القذافي. وسيكون الفصل الجديد أيضاً بعيداً للمرة الأولى عن أعين «الثوريين» الذين كانوا يسيطرون على المعاهد التعليمية من خلال «مثابات» تُحصي على الطلاب أنفاسهم خشية أن يكون بينهم من لا يؤمن حقاً بنظريات العقيد.
لم يعد لـ «مثابات القذافي» ولجانه الثورية وجود في معاهد التعليم الليبية في مناطق سيطرة ثوار المجلس الوطني الانتقالي، بما في ذلك طرابلس.
ففي «جامعة الفاتح» التي أُعيدت تسميتها «جامعة طرابلس» بعد سقوط القذافي، أزيلت شعارات «الكتاب الأخضر» و»الوثيقة الخضراء لحقوق الإنسان» ومبادئ «اللجان الثورية» وتم طلاؤها بشعارات تؤيد «ثورة 17 فبراير» وتسخر من العقيد المخلوع ونظامه. ومحل الأعلام الخضراء صارت ترفرف أعلام الاستقلال بألوانها الثلاثة الأحمر والأسود والأخضر. وفي كلّيات الجامعة المختلفة ينتشر شبان مسلحون من الطلاب أنفسهم يحمون مقارهم التعليمية خشية تعرضها لعمليات نهب أو تخريب.
لكن رحيل «الثوريين» المؤيدين للقذافي تمت الاستعاضة عنه بنوع آخر من «الثوريين» من مؤيدي حكم المجلس الانتقالي. ففي مقر «المثابة» في كلية الصيدلة، مثلاً، بدأ «ثوريون» جدد التحضير لإدارة الفصل الجديد وفق مبادئ «ثورة 17 فبراير» وليس «الكتاب الأخضر».
جلس عضوان من أعضاء هيئة التدريس مع مجموعة من سبعة طلاب يدرسون الصيدلة لمناقشة أمور متعلقة ببدء الدراسة.
قال أحد الأستاذين المحاضرين طالباً عدم نشر اسمه، إنه عُيّن مسؤولاً عن «اللجنة الأمنية» في الكلية وإن مهمته العمل مع الطلاب المؤيدين للثورة لضمان سير الدراسة في ظل عهد ما بعد القذافي. وتوجه الأستاذ إلى طلابه مشدداً على «ضرورة أن يسلّم أي شخص سلاحه قبل أن يدخل حرم الكلية. أقترح أن نضع لافتة كبيرة على المدخل تقول: رجاء لا تدخل بسلاحك، أو: لو كان معك سلاح اتركه في المنزل». وطلب من الطلاب أن يقدّموا إلى «المكتب الأمني» في الكلية أي «معلومات خصوصية» يتم جمعها في شأن ما يحصل في الجامعة، في توجيه واضح بأن يقوموا بجمع معلومات عن زملائهم الذين ربما ما زالوا على ولائهم للنظام السابق أو المشتبه في تورطهم في ممارسات ضد الثورة الجديدة.
في غرفة «المثابة» التي استضافت اجتماع الأساتذة بطلابهم رفوف طويلة فارغة من الكتب. «كانت تمتلئ بنسخ من الكتاب الأخضر ونظريات القذافي. لقد تم إحراقها»، بحسب ما أوضح محاضر في الكلية وأكده أحد الطلاب. ولكن لماذا يتم إحراق الكتب؟ رد الأستاذ مسؤول «اللجنة الأمنية»: «كان ذلك (إحراق الكتب) تعبيراً رمزياً عن المشاعر (من الطلاب المؤيدين للثورة). لكن المخازن كلها ما زالت ممتلئة بكتب القذافي».
وأثار طالب شاب يرتدي قميصاً يحمل شعار ثورة 17 فبراير، قضية الشعارات التي باتت تغطي جدران الكلية والتي تشيد بالثورة وتسخر من القذافي ونظامه المنهار. فقدّم اقتراحاً يقضي بالطلب من جميع الطلاب عدم الكتابة على الجدران، وأن يتم تحديد مكانين لكتابة الشعارات والمواقف السياسية أحدهما للثوار والآخر لمعارضيهم من أنصار النظام السابق، في خطوة ستشير في حال تم إقرارها إلى رغبة في التمايز عن ممارسات العهد السابق في شأن حرية التعبير.
وسيكون التعامل مع الطلاب الذين كانوا موالين لنظام القذافي محكاً لطريقة إدارة الكلية في الفصل الجديد. وفي هذا الإطار، أكد الأستاذ المسؤول عن «اللجنة الأمنية» لـ «الحياة انه «لن يكون هناك فيتو على أحد في داخل كليتنا. هناك جرائم لن يتم التساهل مع من ارتكبها وهي حمل السلاح ضد الشعب والعبث بأمن الليبيين وأعراضهم. وبصفتي مسؤولاً عن الملف الأمني في الكلية أؤكد أنه لن يتم وضع فيتو على الطلاب الذين كانوا يؤيدون النظام السابق. إنني أعرف أن طلاباً في المثابة كانوا يتصلون بزملائهم لإبلاغهم بضرورة عدم المجيء إلى الكلية كون أسمائهم واردة على اللوائح الأمنية للمتهمين بدعم الثوار، ما يعني أن ليس جميع أعضاء المثابة كانوا سيئين. لكن المتورطين في دم الليبيين وأعراضهم لن يكون لهم دور في بناء ليبيا المستقبل».
وكان لافتاً أن كثيراً من الأساتذة والطلاب الذين تحدثوا إلى «الحياة» طلبوا عدم نشر أسمائهم أو صورهم، في مؤشر واضح إلى خشية التعرض لأعمال انتقامية من مناصري النظام السابق. وقال أحد الأستاذة: «إنني أتخوف من سيطرة أناس على الثورة، وأتمنى أن لا يتم الحجر على طرف من الأطراف. لقد قال المستشار (مصطفى) عبدالجليل إن ليبيا تتسع للجميع وهذا ما يجب أن نقوم به».
وأوضح المحاضر في الكلية الدكتور مصطفى جبريل إن أعضاء هيئة التدريس اجتمعوا في غياب مديرهم (الدكتور سالم إبراهيم المحسوب على النظام السابق) واختاروا أستاذاً آخر في الكلية هو الدكتور عبدالله الهويجي ليرأس «اللجنة التيسيرية» التي ستتولى إدارتها في انتظار اختيار مدير أصيل للكلية. وسيكون على هذه الإدارة الجديدة بت طلب ملح يناقشه بعض الأساتذة مع طلابهم حالياً وهو «تكريم شهدائنا» وعلى رأسهم رشيد كعبار الذي كان طالباً في الكلية عندما أوقفته اللجان الثورية في مطلع الثمانينات وشنقته في إحدى باحات جامعة الفاتح بتهمة عدم الولاء لثورة القذافي. وأحد الاقتراحات المقدمة لتكريم كعبار هو إطلاق اسمه على «المدرج الأخضر» الذي كان ساحة تخريج «الثوريين» الذين شنقوه.

Wednesday, 14 September 2011

Tripoli - checkpoints run by young rebels


Tripoli - checkpoints run by young rebels


«بوابات أمنية» لحفظ النظام... يُشرف عليها شبان صغار
الخميس, 15 سبتمبر 2011
طرابلس - كميل الطويل
«فص ملح وذاب»، هكذا يبدو في طرابلس اليوم وضع «الملايين» الذين كان العقيد الفار معمر القذافي يدّعي أنهم «يحبونه». فهل يُعقل أن هؤلاء «الملايين»، ولو كانوا آلافاً أو حتى مجرد مئات فقط، ممن وقفوا إلى جانب نظامه وكانوا يتظاهرون في شكل يومي في «الساحة الخضراء» سابقاً اختفوا كلياً منذ أن دخل الثوار العاصمة الليبية في 20 رمضان الماضي؟
بالطبع، مناصرو نظام القذافي ما زالوا موجودين. بعضهم انسحب من العاصمة بالتأكيد مع انسحاب كتائب القذافي الأمنية جنوباً في اتجاه ترهونة وبني وليد. لكن كثيرين آخرين بقوا في بيوتهم ويعيشون اليوم حياتهم العادية في ظل حكم ثوار المجلس الوطني الانتقالي.
ولجأ الثوار بعد دخولهم السريع الى طرابلس إلى تشكيل لجان محلية تضم موالين للحكم الجديد في كل حي ومؤسسة وجامعة. ويتولى أعضاء هذه اللجان تقديم معلومات عن سكان الحي وتحديد مكان سكن مناصري القذافي، وهو الأمر الذي يسهّل القبض عليهم في حال وقعت أحداث أمنية.
إضافة إلى ذلك، بدا أن الثوار وهم خليط من سكان العاصمة ومناطق أخرى خارجها أخذوا في الاعتبار إمكان أن يثير التحقيق مع شخص ما حساسية القبيلة التي ينتمي إليها حتى ولو كان يسكن العاصمة وعلاقته بقبيلته لا تعدو كونها «مظلة اجتماعية» لا أكثر.
ويقول مسؤول سابق في جهاز أمني اكتفى بتعريف اسمه بـ «عبد المطلب» أن ثواراً من الزاوية (غرب العاصمة) أوقفوه مباشرة بعد دخولهم طرابلس لكنهم لم يحققوا هم معه بل تركوا الأمر إلى ثوار آخرين ينتمون إلى قبيلته في منطقة غريان، جنوب غربي طرابلس. ويوضح أن ترك الثوار الأمر لقبيلته كان بهدف تفادي إثارة حساسيات قبلية، كي لا تشكو قبيلته مثلاً من أن «قبائل الزاوية تحقق مع أبناء قبائل غريان».
وليس واضحاً ما إذا كانت هذه السياسة تُتبع مع جميع الموقوفين من رجالات النظام السابق، على رغم أن هناك مؤشرات إلى أن ذلك لا يتم اتباعه في كل الحالات.
والصحافية المشهورة هالة المصراتي، مثلاً، التي كانت من أكثر الوجوه الإعلامية دفاعاً عن نظام القذافي، معتقلة حالياً في الزنتان في الجبل الغربي (جيل نفوسة) بعدما اعتُقلت في طرابلس إثر فرار قوات القذافي منها الشهر الماضي. كما تم نقل عشرات المسؤولين في النظام السابق إلى الزنتان التي يعتبرها الثوار أكثر أمناً من العاصمة، على رغم أن آخرين معتقلون في قاعدة معيتيقة العسكرية شرق طرابلس التي تحوّلت إلى مقر قيادة للثوار.
ويفرض الثوار النظام في طرابلس من خلال سلسلة لا تنتهي من «البوابات» الأمنية، وهي عبارة عن حواجز يقيمها أبناء الأحياء ويقف عندها شبان صغار يبدون فرحين بأنهم يحملون رشاشات ويتولون تفتيش المارة وسؤالهم عن الأماكن التي جاؤوا منها أو التي يودون الذهاب إليها. وتبدو الفوضى واضحة في طريقة إقامة الحواجز وتفتيش السيارات، وإن كان ذلك يمر بسهولة ويسر واضحين في أغلب الحالات.
والظاهر أن هذه الحواجز تلعب دوراً في طمأنة سكان طرابلس الى أن الأمن مستتب فيها، إذ لا يُسمع عن وقوع أي مواجهات أمنية مع فلول مناصري القذافي على رغم إطلاق الرصاص المتكرر ليلاً، الذي يبدو انه مجرد تعبير عن الفرح من ثوار يُطلقون نيران أسلحتهم الرشاشة في الهواء. وظهرت لافتات في بعض شوارع طرابلس تناشد الثوار عدم إطلاق الرصاص في الهواء.
وعلى رغم تمكن الثوار من فرض الأمن في طرابلس، إلا أن مناصري القذافي لم يختفوا تماماً منها. بل أن بعضهم لا يزال على ولائه، كما يبدو، لزعيمه المخلوع ويقوم بما يطلبه منه، مثل القيام بهجمات ضد الثوار، كما شاهدت «الحياة» خلال جولة في منطقة توتة بن جابر في زاوية الدهماني بطرابلس مساء أول من أمس.
فعند الثالثة فجراً تعرّض حاجز أقامه ثوار الحي إلى هجوم بقنبلة ما أسفر عن سقوط ثلاثة جرحى أحدهم في حال الخطر الشديد. ويقول علي، وهو شاب ملتح كان يتولى تفتيش السيارات عند الحاجز: «كان رجلاً كبيراً في السن، لكنه رمى علينا رمانة فأصيب ثلاثة من الشبان. اعتقلناه وسيتم تقديمه إلى المحكمة. سُلّم الآن إلى كتيبة معيتيقة للتحقيق معه وسيُحال على المحكمة بحسب القانون، فالثوار لا يتعدون على أحد».
وتقدم شاب صغير من «ثوار الحي» ليوضح أن الذي نفذ الهجوم «أرجنتيني (الأصل) لكن معه أوراقاً ليبية ويقول إنه ليبي». وشاهدت «الحياة» الى جانب الحاجز آثار شظايا على واجهة محل تجاري تضرر جراء القنبلة التي لم تترك سوى حفرة صغيرة على الرصيف لكنها حطّمت زجاج المتجر. وقال شاب كان يرتدي قبعة «ليبيا الحرة» إنه كان يقف على الحاجز ساعة الهجوم: «كنا نقف عند الحاجز في الثالثة فجراً (أول من أمس) ومعنا أولاد صغار نفتش السيارات. طلبت منه بطاقة تعريف، لكنه أدار لي ظهره رمي علينا رمانة. الأولاد الصغار كانوا حولي لكنني لم أعد أعي ما يحصل. صرت أفكر في الأولاد وأفكر في السيارة وأبحث عن سلاحي ولا أجده. لكنني سمعت لاحقاً أن الثوار اعتقلوا المهاجم في منطقة باب تاجوراء».
أثار كلام الثوار حفيظة رجل كان يقف بجانب الطريق ويراقب ما يحصل. تقدم قائلاً بمرارة: «بعض هؤلاء الشباب لم يحمل السلاح في حياته سوى مع بدء الأحداث في 20 الشهر الماضي (عندما بدأ دخول الثوار للعاصمة). لم يكن هذا ليحصل لو دخل الجيش الوطني الذي قالوا لنا إنه يضم 15 أو 20 ألف جندي. أليس من الأفضل أن يتسلم الجيش الوطني الأمن عوض أولاد صغار مساكين يحملون السلاح للمرة الأولى». لكن الشاب الذي قال إن اسمه محمد الأحول نفى رداً على سؤال أن يكون الثوار يقومون باعتداءات على السكان من أنصار النظام السابق، مؤكداً أن اعتراضه ينطلق من أن الثوار «شبان صغار في الـ 18 أو الـ 17 من عمرهم ولا يعرفون حمل السلاح وإدارة حواجز التفتيش. نريد الجيش الوطني الذي تحدث مصطفى عبدالجليل عن إرساله إلى طرابلس؟».

Tuesday, 13 September 2011

Tripoli - life after Qaddafi


Tripoli - life after Qaddafi


الثوار في طرابلس يفكّكون ما بقي من «جماهيرية بوشفشوفة»
الاربعاء, 14 سبتمبر 2011
طرابلس - كميل الطويل
كان المشهد أشبه بـ «بيكنيك» في «ساحة الشهداء» (الساحة الخضراء سابقاً) في طرابلس. غابت أعلام «الجماهيرية» الخضراء وحلّت محلها أعلام دولة الاستقلال التي تبنتها «ثورة 17 فبراير».
ساحة الشهداء والمناطق المحيطة بها على ساحل المتوسط كانت ليل الاثنين مسرحاً لتجمع كبير لمناصري الحكم الجديد حضروا للإستماع إلى خطاب رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل. كانت الحشود التي تدفقت الى المكان تضم عائلات بأكملها. الأب والأم إلى جانب أطفال يلوّحون بأعلام الاستقلال بفخر واضح. لم يعرف هؤلاء الأطفال، ولا ذووهم ربما، سوى أعلام «جماهيرية العقيد» الخضراء التي لم يعد لها أثر اليوم، مثلها مثل صور القذافي التي أزيلت أو تم تشويهها وتحويلها إلى «سجادات» يُداس عليها أمام فنادق فاخرة كان يشغل فيها أبناء العقيد أجنحة بأكملها. وتنتشر في الشوارع رسوم كاريكاتورية تهزأ من القذافي وتصفه بأنه «بوشفشوفة»، كما يسميه خصومه لطريقة تصفيف شعره بطريقة «منكشة».
«أنظر الفرحة في وجوههم. لقد تنشقنا عبق الحرية الآن، بعدما تخلّصنا من القذافي كان يطبق على صدورنا». قالها الشاب محمد (25 عاما)، وهو يشير إلى العائلات المتوجهة إلى ساحة الشهداء في مشهد بدا أقرب إلى المشاركة في نزهة عائلية أكثر منه لحضور خطاب سياسي لـ «المستشار عبدالجليل».
وأضاف محمد، وهو سائق سيارة أجرة كان واحداً من «ثوار العاصمة»: «العلم الأخضر لم يكن يعني لي شيئاً. إنني أشعر اليوم بفخر عندما أحمل علم الاستقلال. لقد كنا جميعاً نبكي عندما صلّينا صلاة عيد الفطر للمرة الأولى من دون القذافي في الساحة الخضراء». ثم سارع إلى الاعتذار «مصححاً»: «ساحة الشهداء. ليس من السهل طي 42 سنة من حكم القذافي ونسيان إسم الساحة كما نعرفه منذ ولدنا».
لا يُلام محمد بالطبع على «خطأه». محمد، بلا شك، يرغب في النسيان. كثيرون غيره يشاطرونه الرغبة، مثل الآلاف غيره من سكان طرابلس الذين شاركوا في الشهور الماضية في التظاهرات «المليونية» التي نُظّمها القذافي ليُظهر للرأي العام الدولي أن «الشعب الليبي يحبني»، كما ادعى.
عبدالله، الموظف السابق خلال حكم العقيد، كال الشتائم واللوم للقذافي وتحميله مسؤولية «فساد الدولة». وقال: «لم يبن لنا دولة. هل تتصور أن الموظف في الدولة لم يكن يعمل لأكثر من بضع ساعات في الأسبوع كله، وعلى رغم ذلك كان يتقاضى راتباً شهرياً يُفترض أن يكفيه وعائلته. القذافي كان يريد بناء مجتمع جائع يسعى وراء لقمة العيش التي يتحكم هو بها. لم يكن يشجع العمال والموظفين على الانتاجية، لأنه كان يعرف أن الدولة ليست بحاجة إلى الانتاج كون عائدات النفط والغاز تزيد بكثير على حاجة البلاد وهو يقدّم للشعب منها ما يبقي المواطن يلهث وراءه». الشاحنات التي تُقل الثوار تُشاهد وهي تعبر شوارع طرابلس مسرعة، وفي كثير من الأحيان مطلقة أبواقها كي يتم إفساح المجال أمامها للعبور. والثوار في معظمهم شبان صغار متحمسون للثورة يبدون سعيدين بحمل قطعة سلاح، لا يبدون موحدين أيضاً. إذ جاءت نسبة كبيرة منهم من مدن عدة خارجية خلال «تحرير عروس البحر» وقادها عبدالحكيم بلحاج قائد ثوار طرابلس «الأمير» السابق لـ «الجماعة الإسلامية المقاتلة».
ومن السهل تمييز كتائب الثوار من شاحناتهم. فواحدة تحمل شعار «ثوار الزاوية» وأخرى «ثوار مصراتة» وهكذا دواليك، نسبة إلى أسماء المدن التي شاركت في تحرير العاصمة. لكن هذا التنوّع الجغرافي لم يُؤد حتى الآن الى حساسيات. إذ أن الجميع موحدون وراء هدف أساسي يجمعهم وهو إكمال إطاحة القذافي.
وتعامل الثوار مع سكان طرابلس أظهر حرصاً على الاحترام، على رغم الفوضى. فقد بدأوا فور طرد القذافي بتنظيف آثار القتال وازالة الدمار والقمامة التي تكدست في كثير من الأحياء بعدما توقف، عمال النظافة عن القيام بعملهم أواخر أيام القذافي. وعلى رغم النظافة الواضحة في الشوارع الرئيسية إلا أن جولة في أحياء داخلية أظهرت كميات ضخمة من القمامة تحوّلت إلى «جبل صغير».
وعلى الحواجز الأمنية التي تنتشر في أحياء العاصمة يكتفي الثوار بدور شرطة تنظيم المرور أكثر من البحث عن مطلوبين ومشتبه بهم من «اللجان الثورية» والموالين للقذافي، رغم انتشار السلاح بشكل واسع. ولا يكاد منزل في طرابلس يخلو من قطعة سلاح أو أكثر.
ورغم انتشار السلاح والفوضى التي يتميّز بها الثوار، إلا أن الحياة في طرابلس تبدو وكأنها عادت إلى سابقها. وازدحام السير ليلاً ونهاراً، يوحي وكأن العاصمة الليبية لم تشهد حرباً مدمرة استمرت شهوراً قصفت خلالها طائرات حلف شمال الأطلسي مقرات حكومية. كما أن المحال التجارية والمطاعم تشهد حركة تجارية ملحوظة تعززت نتيجة الدفق الكبير لليبيين الذين بدأوا في العودة من منافيهم. وإضافة إلى هؤلاء، تنتعش طرابلس نتيجة عودة أهلها الذين نزحوا خلال الاضطرابات ونتيجة بدء بعض ادارات المجلس الانتقالي في الانتقال من بنغازي، إلى العاصمة لتشكيل إدارة الحكم الجديد.
ويُضاف إلى كل هؤلاء «جيش» من الديبلوماسيين الغربيين الذين يعملون حالياً على إعادة فتح سفاراتهم وفتح خيوط اتصال مع حكّام ليبيا الجدد.

Sunday, 11 September 2011

We are no hypocrites in our support for the Arab Spring


We are no hypocrites in our support for the Arab Spring, the US ambassador in the UK tells me.
 

السفير الأميركي في لندن لـ«الحياة»: لا «نفاق» في دعمنا ثورات «الربيع العربي»
الأحد, 11 سبتمبر 2011
لندن - كميل الطويل
أبدى السفير الأميركي لدى المملكة المتحدة لويس سوسمان ثقة واضحة بأن بلاده ألحقت بتنظيم «القاعدة» ضربات موجعة خلال السنوات العشر التي مرت على تنفيذ هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. لكنه، على رغم ذلك، شدد على أن «القاعدة» لم يتم القضاء عليها بعد وما زالت تشكّل تهديداً «يفترض بنا أن نتوخى الحيطة». وأضاف انه «بعد عشر سنوات فإننا نكرّم ونتذكر ضحايا 11 سبتمبر الذين ينتمون إلى 90 دولة. وقد نجحنا في جهودنا إلى حد بعيد، فقد كان الهدف من هجمات 11 سبتمبر إنزال الخوف والفوضى بمجتمعنا، ولكن ذلك لم ينجح». وقال إن «الوقت قد حان لكي يعرف الناس أننا فتحنا صفحة جديدة ونمضي قدماً للمستقبل».
وأكد السفير سوسمان، في لقاء مع «الحياة» في مكتبه بمقر السفارة الأميركية في لندن، دعم بلاده ثورات «الربيع العربي»، رافضاً تهمة «النفاق» التي توجّه إلى حكومة بلاده كونها كانت تدعم أنظمة قمعية أطيحت في الثورات التي شهدها العالم العربي خلال الشهور الماضية.
وبدا السفير حذراً في تبني وجهة نظر بعض المسؤولين الغربيين في شأن أن تنظيم «القاعدة» بات يواجه اليوم هزيمة وشيكة. فقد قال: «إننا نشعر أن تنظيم القاعدة تقلّص إلى حد كبير، وعلى وجه الخصوص نتيجة جهود حكومتنا للقضاء أو القبض على قادته».
وأوضح أن «القضاء على أسامة بن لادن كان لحظة تاريخية بالنسبة إلينا. لقد تمكنا أيضاً من اعتقال أو القضاء على ثلثي القادة الرئيسيين في القاعدة. ولذلك فإن القاعدة - على رغم أنها ما زالت موجودة كتنظيم - إلا أن تمويلها قد تقلّص إلى حد كبير، وقيادتها باتت مبعثرة، وكل يوم جديد يمر نبدو أننا ننجح في القضاء على الشخص الثاني أو الثالث في هرمية التنظيم. ولكن على رغم ذلك، تنظيم القاعدة لم يُدمّر تماماً، وعلينا أن نكون متيقظين وواعين دوماً كي لا يتمكن هذا التطرّف من الظهور مجدداً كما فعل في 11 أيلول. ولدينا درجة عالية من الثقة أن التنظيم اليوم ليس بالقوة التي كان عليها من قبل».
وأقر السفير سوسمان بأنه سيكون من الصعب القول في يوم من الأيام إن «القاعدة» قد «هُزمت» تماماً، خصوصاً بعدما تحوّلت إلى فروع منتشرة حول العالم. وقال: «كلمة هزيمة قوية جداً. أعتقد أن لدينا درجة عالية من الثقة أن جهود القاعدة حول العالم تتقلّص كلما واصلنا جهودنا لوقف عملياتها واعتقال قادتها ومنع وصول الإمدادات المالية إليها. ولكن عملنا الأهم هو من خلال التواصل مع المجتمعات (الإسلامية) لنُظهر أن ما تحاول القاعدة أن تقوم به ليس في مصلحة المسلمين في المقام الأول. وإذا لم يكن في استطاعتنا أن نحدد متى يمكننا أن نعلن نصراً كاملاً مئة في المئة، إلا أنني استطيع القول ومن دون أي تردد إننا حققنا تقدماً كبيراً في طريق تقليل قدرات القاعدة على إلحاق الأذية بنا. وأكثر من ذلك، يمكنني القول إن التطرف لا يستهدفنا وحدنا فقط بل يستهدف العالم بأسره».
وأكد سوسمان أن سقوط أو تضعضع أنظمة عربية لم يؤثر جوهرياً في التعاون الذي كانت تحصل عليه أميركا في مجال مكافحة الإرهاب. لكنه زاد: «أن من الصعب تحديد كيف يمكن أن تتأثر جهود مكافحة الإرهاب (بتغيير أنظمة بعض الدول العربية). فنحن لا نعرف بعد ما هي الحكومات التي ستتولى السلطة في هذه البلدان. غير أننا حتى هذه اللحظة لم نشعر بأن التعاون معنا في مكافحة الإرهاب قد تراجع (عما كان عليه في عهد الحكومات السابقة)، ربما باستثناء اليمن. فقد كان لنا مع اليمن تعاون وثيق في مجال مكافحة الإرهاب، لكن الحكومة هناك تعاني تضعضعاً حالياً. ونحن نأمل بأن الحكومات التي ستأتي إلى السلطة في اليمن وغيره من البلدان العربية سترى خطر الإرهاب كما رأته الحكومة السابقة وستتعاون معنا للتخلص من تهديدات الإرهاب. ونعتقد اليوم أن هناك عدداً قليلاً من أفراد القاعدة ما زال في أفغانستان، في حين أن هناك أعداداً منهم في باكستان واليمن والصومال ومناطق أخرى».
وشدد على «أن الربيع العربي قام لأن الناس شعروا بأنهم مهمشون اقتصادياً وسياسياً. والناس تتحدث الآن عن تشريع دساتير جديدة تنظّم حياتهم وعن إيجاد فرص عمل جديدة، وليس عن إرسال انتحاريين، كما تقول القاعدة. إن أكثر المتضررين من هجمات القاعدة كان المسلمون أنفسهم. فكيف يمكن فهم أن يدخل شخص يرتدي حزاماً ناسفاً ويفجّر نفسه في مسجد كما نرى في باكستان؟».
وشدد السفير على «أن الثورة في مصر لم يكن للقاعدة أي علاقة بها. فالثورة لم تكن ثورة دينية أصلاً. كان الناس يشعرون بحرمان سياسي واقتصادي ونتيجة ذلك حصل «تسونامي» من الناس الذين قالوا إنه يكفيهم ما لقيوا من معاناة حتى الآن ويريدون مستقبلاً أفضل. ونحن نؤيدهم في ذلك».
لكن سوسمان رفض اتهام بلاده بـ «النفاق» في هذا الأمر، كونها كانت حتى سنوات قليلة مضت تدعم الأنظمة الاستبدادية التي تستهدفها ثورات «الربيع العربي». وشرح موقف بلاده بالقول: «لقد كانت في مصر حكومة وكان علينا أن نتعامل معها. وفي الواقع، كنا نشجّع دوماً حكومة (الرئيس المخلوع حسني) مبارك أن تعطي الشعب المصري حرية التعبير والتمثيل والفرص الاقتصادية. ربما لم ننجح في ذلك بشكل كاف، لكننا لم نشعر يوماً أننا تخلينا عن الشعوب، سواء في مصر وتونس وليبيا وغيرها». وأضاف: «من السهل القول إن حكومتنا تصرفت في السابق بطريقة توحي أننا منافقون في تصرفاتنا اليوم. لكن كان علينا التعامل مع الحكومات الموجودة، وقد دعمنا الثورات وقلنا بسرعة إن على مبارك الرحيل».
وسُئل عن المخاوف في شأن سيطرة الإسلاميين على الأنظمة التي ستأتي بعد سقوط حسني مبارك وزين العابدين بن علي ومعمر القذافي، فأجاب: «لقد تمسّكنا دوماً بأن شعوب مصر وتونس وليبيا وكل البلدان هي من تقرر أي نوع من الحكومة تريد. إننا نشجع حكومات ديموقراطية علمانية، لكن شعب مصر هو من يقرر نوع حكومته وليس نحن. وهذا ينطبق على سائر البلدان. لكن يمكنني أن أقول إننا لن نكون سعيدين بالطبع في حال سعى أحد إلى إقامة حكومة (دينية) على غرار النموذج الإيراني. ولكن في حال سعى أحد إلى إقامة نظام على غرار النموذج التركي حيث هناك حكم علماني وقوانين تحدد دور الجيش، فهذا خيارهم ولسنا نحن من يقرر نيابة عن الشعوب».
وعن الدور الذي يلعبه في ليبيا اليوم ناشطون إسلاميون سبق لحكومته أن سلّمتهم إلى القذافي قبل سنوات قليلة فقط، رد بالقول: «إن أميركا لا تقبل ولن تقبل أبداً ممارسة التعذيب. ومهما كان القرار الذي اتخذته أجهزة الاستخبارات الأميركية فقد جاء ضمن هذا الإطار (رفض تعذيب الذين يتم تسليمهم). لقد حصل ذلك في ذروة المخاوف التي تلت هجمات 11 سبتمبر وفي ظل مخاوف من وقوع عمليات إرهابية جديدة، وقد اتُخذت تلك القرارات آنذاك بهدف حماية أميركا».
وعندما قيل له إن أميركا في وضع محرج الآن كون زعيم ثوار طرابلس، عبدالحكيم بلحاج، يتهمها بتعذيبه عام 2004 قبل تسليمه إلى القذافي، قال السفير سوسمان: «السيد بلحاج عبارة عن حالة فردية، وهو كان عضواً في الجماعة الإسلامية المقاتلة (التي تتهمها الولايات المتحدة بالارتباط بالقاعدة). إنه ليس زعيم الثورة في ليبيا. فالثورة قام بها الشعب الليبي الذي تدعمه الولايات المتحدة؟ ألم ندعم ثورة الشعب الليبي؟ ألم نقل إن على القذافي الرحيل؟ ألم نفرض عليه عقوبات ليرحل؟».
وعن الوضع في سورية والمخاوف من أن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد قد يؤدي إلى نزاع مذهبي سني - علوي، قال سوسمان: «موقفنا واضح: من حق السوريين الحصول على الحرية والحق في التعبير والتمثيل. هم يريدون رحيل النظام ونحن نؤيد ذلك. ولكن ليس لموقفنا بُعد ديني. فنحن لا نُفكّر في أي طائفة ستتولى الحكم في بلد من البلدان. نحن ندعم المبادئ التي تلتزم بها أميركا وندعم من يتصرف وفق هذه المبادئ. أنظر إلى السوريين الشجعان الذين يعبّرون عن رأيهم. إنهم ينزلون يومياً إلى الشوارع للاحتجاج وهم يعلمون أن هناك فرصة قوية أن يتم قتلهم. هذا يعبّر عن شجاعة كبيرة. لكن نحن لا ندعمهم انطلاقاً من اعتبارات دينية».
وسئل عن مزاعم في شأن تقديم الاستخبارات الإيرانية دعماً للحكم السوري في قمع التظاهرات، فأجاب: «لا يمكنني أن أناقش ما اطلعت عليه من تقارير الاستخبارات. ولكن أعتقد أن من المعروف الآن على نطاق واسع إن إيران تقدّم كل أنواع الدعم، عسكرياً ومالياً، لحكم الأسد. لقد سمعت بتوفير قرض مالي للسوريين، وسمعت بأن الإيرانيين درّبوا السوريين على طريقة التحكم بالاحتجاجات».

Saturday, 3 September 2011

leso libya 17 Feb revolution

جهاز الأمن الخارجي كان يستعد لـ«الانتفاضة» قبل بدئها: كشف «النسر» اتصالات المعارضين لكنه لم يمنع سقوط النظام
السبت, 03 سبتمبر 2011
لندن - كميل الطويل
لم تفاجئ انتفاضة «17 فبراير» نظام حكم العقيد معمر القذافي، فقد كان يستعد لها منذ تفجّر الاحتجاجات ضد نظام حكم جاره التونسي زين العابدين بن علي في كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، وقبل انتقالها إلى مصر ضد نظام حكم الرئيس حسني مبارك في كانون الثاني (يناير). لكن غياب عنصر المفاجأة لم يمنع نجاح الثورة الليبية بعدما تحوّلت من ثورة سلمية إلى تمرد مسلح نال دعماً عسكرياً كبيراً من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومن دول عربية موّلت الثوار ودعمتهم إعلامياً ومدّتهم بكثير مما يحتاجون إليه من عتاد.
كان جهاز الأمن الخارجي الليبي بقيادة أبو زيد دوردة، واحداً من الأجهزة التي أُوكلت إليها مهمة التصدي لأي انتفاضة محتملة في البلاد، كما أوضح مسؤول في هذا الجهاز تحدث إلى «الحياة» بشرط عدم كشف اسمه، وقال: «مع تفجّر الاحتجاجات في تونس، وقبل انتقالها إلى مصر، صدرت إلينا تعليمات من أبو زيد دوردة بأن نُعد قائمة تتضمن جميع المعارضين في الداخل والخارج ونراقب أقارب المعارضين الموجودين في الخارج ونتنصّت على مكالماتهم الهاتفية». وأضاف أن السلطات الليبية سارعت أيضاً قبل تفجّر الانتفاضة إلى تشكيل «وحدة مشتركة» من جهاز الأمن الداخلي بقيادة التهامي خالد وجهاز الأمن الخارجي بقيادة دوردة والاستخبارات العسكرية بقيادة عبدالله السنوسي، عديل العقيد القذافي. وانبثقت عن هذه الوحدة «غرفة سيطرة» تولى السنوسي قيادتها بنفسه.
وكشف المسؤول أن «غرفة السيطرة» درست خطوات لتلافي أن يتكرر في ليبيا ما حصل في تونس، فتقرر في البدء استدعاء مجموعة من الإعلاميين بهدف إقناعهم بلعب دور في «تلميع صورة النظام»، خصوصاً في مدينة بنغازي التي كانت أجهزة الأمن تتوقع أن تكون محور تحرك المعارضين. وزعم المسؤول أن بعض الصحافيين تلقى مبالغ مالية تراوحت بين 80 و100 ألف دينار ليبي، وأن جهاز الأمن الداخلي هو من حدد كمية الأموال التي تُدفع إلى كل صحافي يقبل بالكتابة لمصلحة النظام.
وزاد أن دوردة رأى، من جهته، أن التصدي لأي احتجاجات محتملة يجب أن تتضمن خطة انعاش اقتصادي وبناء مشاريع تنموية في بنغازي، عاصمة الشرق الليبي، وأنه طلب بالفعل من العقيد القذافي الموافقة على موازنة إنعاش لبنغازي تصل قيمتها إلى نحو 70 بليون دينار. لكنه أضاف أن خطة دوردة لم تلق طريقها إلى التنفيذ، بعدما تأخر بتها لأمور تقنية في مؤتمر الشعب العام (يرأسه محمد أبو القاسم الزوي)، كما أن القذافي نفسه لم يبد حماسة لها، على ما يبدو.
وقال المسؤول إن سيف الإسلام القذافي سعى من جهته إلى الإفراج عن سجناء إسلاميين من «الجماعة المقاتلة» قبيل بدء الانتفاضة، «لكن مسؤولين في أجهزة الأمن أبدوا تحفظات على ذلك». غير أن سيف نجح في نهاية المطاف في تأمين الإفراج عن عدد كبير من هؤلاء الإسلاميين، آملاً -كما يبدو- أن تساهم خطوته هذه في منع انخراط الإسلاميين في احتجاجات «17 فبراير» التي كان معارضون في الداخل والخارج يدعون إليها منذ أسابيع عبر إعلانات على شبكة الانترنت.
وروى المسؤول نفسه، أن عدداً كبيراً من ضباط الأمن الخارجي ترك عمله مباشرة بعد بدء الاحتجاجات، فتم الطلب من البقية أن يركّزوا عملهم على التنصّت على المكالمات الهاتفية. وأوضح أن جهاز الأمن كان يملك منظومة تجسس متطورة تُعرف باسم «إيغل» (النسر) تم شراؤها من «السوق السوداء» خلال تولي موسى كوسة قيادة الأمن الخارجي (من العام 1994 وحتى العام 2009 عندما نُقل إلى وزارة الخارجية). وأوضح أن منظومة التجسس سمحت بالتنصت على الاتصالات التي كانت تتم عبر الإنترنت وعبر الهواتف الأرضية والنقالة وكذلك هواتف «الثريا» التي تعمل بالأقمار الصناعية. وشرح أن الجهاز كان يملك شاحنات على شكل «برّاد» تجوب المناطق لرصد المكالمات التي يجريها معارضون بهدف تحديد أماكن اختبائهم. وأكد أن هذه المنظومة نجحت بالفعل في كشف عدد كبير من المعارضين، بما في ذلك مَن كانوا يستخدمون هواتف «ثريا» ظنّوا خطأ أنه لا يمكن رصدها كونها تعمل عبر الأقمار الصناعية وليس عبر شبكة أرضية.
وكشف المسؤول الأمني أن ضابطاً كبيراً في الأمن الخارجي هو «العميد أ» (تتحفظ «الحياة» عن نشر اسمه وأسماء بقية الضباط الذين ترد أسماؤهم في هذا التقرير) رفض أن يشارك في جهود النظام لقمع المعارضين والتزم بيته في مدينة الزاوية غرب طرابلس، فتم تعيين ضابط كبير محله هو «العميد ع» الذي أمر ضباطه بتركيز جهدهم على عمليات التنصت التي كانت تُجمع في تقارير قبل رفعها إلى ثلاث جهات -السنوسي والتهامي خالد ودوردة-. وظلت منظومة التنصّت قائمة في مقر جهاز الأمن الخارجي، إلى أن دمّرها قصف طائرات «الناتو» قبيل سقوط طرابلس في يد الثوار آخر الشهر الماضي.
وأوضح المسؤول نفسه أن العاملين في الجهاز كانوا يعرفون منذ آذار (مارس) الماضي، أن نظام القذافي آيل إلى السقوط، لكنهم لم يجرؤوا على المجاهرة برأيهم. وقال إن شعورهم هذا تعزَّز مباشرة بعد فرار الرئيس السابق لجهاز الأمن الخارجي، موسى كوسة، إلى بريطانيا فقطر في آخر آذار (مارس).
ولفت إلى أن العقيد القذافي كان يمسك بجهاز الأمن الخارجي وبقية أجهزة الأمن من خلال أشخاص يدينون له بولاء مطلق. وأورد أسماء مسؤولين كبار، مثل «العميد ش»، الذي وصفه بأنه «داهية في مجال التنصت على الاتصالات»، والضابط «ع. ح.» المسؤول عن «ملفات الاتصالات السرية» مع «المنظمات الإرهابية»، مثل منظمة «إيتا» الباسكية وبعض المنظات الفلسطينية. وقال إن الأخير شكّل قوة من جهاز الأمن الخارجي سُمّيت «وحدة العمليات المقاتلة» كانت مهمتها القيام بدوريات في طرابلس بهدف ملاحقة معارضين سريين والقبض عليهم خلال الثورة، كما لعب مسؤولون آخرون في الأمن الخارجي أدواراً مختلفة في مساعدة نظام القذافي في قمع الاحتجاجات، وبينهم «العميد م» مدير إدارة مكافحة التجسس، والعميد «م. ع.» الذي كان مكلفاً بمراقبة من يُجري اتصالات مع الديبلوماسيين العاملين في طرابلس.
وكشف المسؤول أن نظام القذافي لجأ أيضاً إلى بث «إشاعات» عن وجود لـ «القاعدة» في صفوف الثوار بهدف إخافة الدول الغربية منهم. وأكد أن المعلومات التي كانت تصدر في شأن وجود «القاعدة» في ليبيا كانت تأتي مباشرة من عند القذافي وأن مسؤولاً كبيراً في «إدارة مكافحة الزندقة» (الجماعات الدينية) كان يتولى «فبركة» بيانات واتصالات مزعومة كانت تُجرى بين متشددين ليبيين و «القاعدة». وقال إن هذه البيانات المزورة أُرسلت إلى جهات ديبلوماسية (مثل السفارة الروسية التي تلقت معلومات عن اتصالات بين ليبيين و «إمارة القوقاز» الإسلامية) وجهات إعلامية.
وأشار المسؤول إلى أن أجهزة الأمن تولت عشية سقوط نظام القذافي عملية حفظ أرشيف الاستخبارات في أماكن سرية، في حين تم إتلاف كميات كبيرة من الوثائق التي تغطي الحقبة الأخيرة. وقال إن أبو زيد دوردة، وهو من الرحيبات، بقي حتى الأيام الأخيرة التي سبقت سقوط طرابلس يعمل من مقر بجانب فندق «ريكسوس» الذي كان يضم صحافيين أجانب ومسؤولين في نظام حكم القذافي. ومع دخول الثوار العاصمة الليبية، بدأ العمل مجدداً على تجميع عناصر جهاز الأمن الخارجي للعمل تحت لواء المجلس الوطني الانتقالي. ويقوم بهذه المهمة حالياً العميد في جهاز الأمن الخارجي «خ. ح.»، وإن كان من غير المؤكد أنه سيبقى في منصبه بعد تشكيل الثوار حكومتهم الجديدة على أنقاض «جماهيرية العقيد».

Tuesday, 30 August 2011

Senior Islamist rebel is veteran Gaddafi foe - AlertNet

Senior Islamist rebel is veteran Gaddafi foe - AlertNet
I am quoted in the following Reuters report:


Senior Islamist rebel is veteran Gaddafi foe

27 Aug 2011 19:31
Source: Reuters // Reuters
* Islamist rebel has long record of opposing Gaddafi
* Belhadj once spent time with Qaeda leaders
* Rebel once negotiated reconciliation with Gaddafi
By William Maclean
LONDON, Aug 26 (Reuters) - A senior Islamist rebel reported to have helped depose Muammar Gaddafi is a skilled guerrilla leader and veteran dissident who led a failed revolt in Libya in the 1990s and once spent time with al Qaeda leaders in Afghanistan, security experts say.
Abdel Hakim Belhadj, reported by Arab media to have been prominent in the assault on Tripoli, helps lead an Islamist group that has fought in close cooperation with the main rebel National Transitional Council (NTC), analysts say.
The Libyan Islamic Movement for Change (Al-Haraka Al-Islamiya Al Libiya Lit-Tahghir), is made up of former members of the now defunct Libyan Islamic Fighting Group (LIFG) that once plotted against Gaddafi from Taliban-ruled Afghanistan.
Belhadj, in his late 40s and also known as Abu Abdullah al-Sadeq, is a highly skilled leader, said Noman Benotman, a former associate and fellow LIFG commander.
WORRIES ABOUT MILITANTS
Benotman said he was concerned that some Western officials would seize on his presence in Tripoli to try to argue that militant Islamists were about to try to hijack the revolution.
In fact, Belhaj was capable of seeing the importance of suppporting the NTC, he said.
"The burden on him now must be very great. I hope and believe he is capable of taking very wise decisions and analysing correctly the struggle he has recently waged."
U.S. Secretary of State Hillary Clinton told the NTC on Thursday that one of its commitments was now to take "a firm stand against violent extremism", a remark seen by some analysts as a reference to Islamist fighters in its ranks.
There have been anxieties among Western officials about apparent rifts between rival factions, including Islamists possibly backed by interests in the Gulf, in NTC ranks.
These concerns rose after the still unexplained July 28 killing of the rebels' military commander, Abdel Fattah Younes, a former top Gaddafi security official, after he was taken into custody by his own side for questioning.
But Anna Murison, an expert on Islamist militant violence at London-based Exclusive Analysis, said the prominence of former LIFG fighters in rebel units did not by itself suggest that al Qaeda's regional arm, the Algerian-based al Qaeda in the Islamic Maghreb (AQIM), now had opportunities in Libya.
"To argue that this opens up the country to al Qaeda would be mistaken," said Murison.
TENSIONS BETWEEN N. AFRICAN MILITANTS
"I don't see any connection between the two groups at all. There is no love lost between AQIM and the LIFG," she said referring to years of tension between Libyan and Algerian militants that date back to a time of bloody strife in Algeria in the 1990s.
Belhadj, in common with many Arab dissidents who sought refuge in 1990s Afghanistan, had dealings with Osama bin Laden there, but opposed al Qaeda's transnational anti-Western campaign including its Sept. 11, 2001 attacks, Benotman said.
Instead, Belhadj spent his time in Afghanistan trying to rebuild LIFG networks back inside Libya in its campaign to replace Gaddafi with an Islamic state, Benotman said.
"He has more of a political mindset than a religious mindset," he said. "He always managed to keep a distance between bin Laden and our struggle (in Libya)."
Camille Tawil, a historian of North African Islamist militancy, has said Belhadj sought refuge in Afghanistan in 1999 after Gaddafi's security men had decimated LIFG networks.
The LIFG was careful not to emulate al Qaeda's practice of acting as a "state within a state" in Afghanistan -- a criticism often levelled privately against bin Laden by supporters of the ruling Taliban at that time, he wrote in a Jan 9, 2009 briefing for the Jamestown Foundation think-tank.
When al Qaeda in 2007 announced a merger with the LIFG, Belhadj and his fellow leaders -- by then in Libyan prisons -- rejected the move and in 2009 publicly renounced violence.
JIHADISTS A MINORITY
In an Aug. 3 briefing paper published by the British Quilliam think tank where he now works, Benotman said al Qaeda-style global jihadists were present in the rebellion but they were a minority.
In contrast, Belhadj's Libyan Islamic Movement for Change accepted the idea of a new democratic Libya and "they have made it clear they will engage in and participate in any political process in the post-Gaddafi era.
"Because they accept the democratic system they cannot be considered 'jihadists' in the international understanding of the term. They are also opposed to more extreme jihadists such as those from al Qaeda," he said.
After the U.S-led invasion of Afghanistan, Belhadj fled to Iran and later south-east Asia where he is believed to have been arrested. He was handed over to Libya in 2004 in circumstances that remain unclear.
Under a programme of political reconciliation promoted by Gaddafi's son Saif al-Islam, Belhadj and other imprisoned LIFG leaders began talks with the government in 2007 that led to the release from prison of hundreds of LIFG members and other Islamists. Belhadj himself was freed on March 23, 2010.
(Reporting by William Maclean)