http://alhayat.com/Articles/9670214/4
4 سنوات على احتجاز الأميركي أمير حكمتي في طهران
النسخة: الورقية - دوليالأحد، ٢٨ يونيو/ حزيران ٢٠١٥ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)
آخر تحديث: الأحد، ٢٨ يونيو/ حزيران ٢٠١٥ (٠١:٠٠ - بتوقيت غرينتش)لندن – كميل الطويل
كان أمير حكمتي يزور إيران للمرة الأولى في حياته في صيف العام 2011 بأمل رؤية جدته وأقربائه، لكن زيارته لم تدم أكثر من أسبوعين. ففي أواخر آب (أغسطس)، كان الشاب العشريني المولود لأبوين إيرانيين في عهدة الاستخبارات الإيرانية. تهمته: جاسوس لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي).
وزّع الإيرانيون في كانون الأول (ديسمبر) من ذلك العام، اعترافات مصوّرة لأمير «يقرّ» فيها بأنه جُنّد لاختراق الاستخبارات الإيرانية، وبعد شهر واحد فقط أصدروا عليه حكماً بالإعدام بعد إدانته بأنه جاسوس.
«أمير ليس جاسوساً»، كما تقول شقيقته الكبرى سارة، التي تقوم حالياً بجولة أوروبية لتسليط الضوء على قضيته، لمناسبة مرور نحو أربع سنوات على احتجازه في إيران. تضيف سارة في مقابلة مع «الحياة»: «تهمة أنه جاسوس لم تعد موجّهة إليه في إيران. لقد أسقطها الادعاء الإيراني الذي ألغى حكم الإعدام بعدما وجد أن الأدلة غير كافية، وأمر بإعادة محاكمته. حكم الإعدام بحقّه في كانون الثاني (يناير) 2012 صدر بعد جلسة محاكمة دامت 15 دقيقة فقط، ولم يُسمح له آنذاك برؤية محاميه أكثر من خمس دقائق. أما الآن، فهو محكوم بالسجن 10 سنوات بتهمة التعاون مع دولة عدائية».
المقصود بـ «الدولة العدائية» بالطبع الولايات المتحدة، التي يحمل أمير جنســـيتها بحكم أنه وُلد فيها خلال تحــــضير والـــده علي شهادة الدكتوراه في مادة المايكـــروبيولوجـــي بإحدى جامعاتها العام 1979. لم يكن الوالد وزوجته بهناز فارين من إيران بسبب قلب نظام الشــــاه خلال «الثورة الإسلامية»، لكن بدء الحرب العراقية – الإيرانية دفعهما إلى البقاء في أميركا حيث أنجبا أربعة أطفال.
نشأ أمير كأي أميركي آخر، وعندما صار شاباً (18 سنة) انضمّ إلى «المارينز» في العام 2001 كي يساعد أهله في أعباء دراسة أخيه وأختيه. وبحكم خلفيّته الإيرانية، اختاره الأميركيون لدراسة العربية التي أتقنها إلى جانب الفارسية، قبل إرساله ليخدم في الجيش، كمترجم غالباً، بعد غزو العراق في العام 2003.
وحتى بعد تسريحه من المارينز في العام 2005، لم تتوقف علاقة أمير بمؤسسات أميركية ذات طابع دفاعي، حيث عمل مستشاراً لها في مجالات اختصاص تتعلّق بثقافات الشرق الأوسط ولغاته. وكانت من بين هذه المؤسسات، «وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدّمة» (داربا)، ومؤسسة طيران عالمية، وشركة تنتج ألعاباً تكنولوجية (كوما غيمز)، وهي مؤسسات قال أمير في «اعترافاته» المزعومة نهاية العام 2011، إنها كانت الطريق التي مرّ عبرها قبل تجنيده لمصلحة الـ «سي آي إي». لكن أخته سارة شدّدت في اللقاء مع «الحياة»، على أن عمله مع هذه المؤسسات الأميركية كان استشارياً محضاً، بهدف توعيتها في شأن ثقافات الشرق الأوسط، ولفتت أيضاً إلى أن أمير لم يكن المسؤول عن اللعبة التي أنتجتها شركة «كوما»، والتي تتعلّق بعملية اختراق لمؤسسة نووية إيرانية.
وتقول سارة، التي تحدثت إلى «الحياة» برفقة زوجها الأميركي اللبناني رامي الكردي، إن اقتراب انتهاء المفاوضات النووية بين إيران ودول «5 + 1» في جنيف، يشكّل مناسبة جديدة لتسليط الضوء على قضية أخيها وجهود عائلته لتأمين الإفراج عنه بعد أربع سنوات تقريباً من سجنه، خصوصاً في ضوء اكتشاف الأطباء إصابة والدها علي بالسرطان. وتضيف أن الجانب الأميركي يؤكد لها باستمرار أن موضوع أمير هو الوحيد الذي لا يتوقّفون عن طرحه على الإيرانيين، الى جانب الموضوع النووي. وتشدّد سارة على «أننا لا نربط المفاوضات النووية بقضية أخي. لكن هذه فرصتنا لتحريك قضيّته. كان أميركيون آخرون مسجونين في إيران، وكانت الإدارة الأميركية تعمل للإفراج عنهم عبر السويسريين أو العمانيين أو دول أخرى. لكن الأميركيين يجلسون الآن مباشرة مع الإيرانيين وبانتظام. فهذه فرصتنا لنقول للإيرانيين إن عائلتنا عانت ما يكفي، ونريد حلّ قضية أمير وعودته إلى أهله».
وليس واضحاً في الواقع، إلى أي حدّ قد يكون الإيرانيون مستعدّين للتجاوب مع جهود أسرة أمير من أجل إطلاقه، إذ إنهم يردون على مطالب الحكومة الأميركية «قائلين إن أمير مواطن إيراني ولا يعتبرونه أميركياً، فهو مزدوج الجنسية لكنه دخل إلى إيران بوثائق سفر إيرانية. قيل له (عندما تقدّم بطلب لزيارة إيران) إنه عليه المجيء بأوراق إيرانية ففعل المطلوب منه ولم يذهب بجوازه الأميركي».
وتتحدّث سارة عن تهديد نواب وشيوخ أميركيين بعرقلة أي اتفاق نووي مع إيران إذا لم يتم الإفراج عن أخيها، وتضيف: «ما يقولونه النواب والشيوخ من كلا الحزبين الديموقراطي والجمهوري، أنه إذا كانت إيران تريد حلاً حقاً، يجب عليها أيضاً ليس فقط تسوية القضية النووية، بل حلّ قضية أمير وغيره من المحتجزين. نعرف أن إيران تتابع ما يقوله النواب والشيوخ الأميركيون، ونحن فعلاً نريد أن تنجح الديبلوماسية، وأن تتحسّن العلاقات بين أميركا وإيران... لكننا نريد أمير مع أهله، ولن نهدأ حتى يحصل ذلك».
No comments:
Post a Comment