Friday 30 October 2009

الفيزازي يرفض التفجيرات في أوروبا




شيخ مغربي بارز: التفجيرات في أوروبا خيانة للإسلام
الخميس, 29 أكتوبر 2009
لندن - كميل الطويل

أعلن الشيخ المغربي البارز محمد الفيزازي الذي يمضي عقوبة بالسجن 30 سنة في بلاده في قضية تفجيرات الدار البيضاء العام 2003، معارضته أي هجمات إرهابية «بإسم الجهاد» ضد أوروبا عموماً وألمانيا تحديداً، قائلاً إن من يقوم بها «خائن» للدين الإسلامي.

ويأتي موقف الفيزازي الذي يوصف بأنه أحد قادة «السلفية الجهادية» في المغرب، بعد تحذير تنظيم «القاعدة» من نيته شن هجمات في ألمانيا. واطلعت «الحياة» على رسالة بعث بها الفيزازي من سجنه في المغرب إلى ابنته المقيمة في ألمانيا. وتحمل الرسالة تاريخ 21 تموز (يوليو) الماضي، لكنها تتناول مبررات «القاعدة» لشن ما تسميه «جهاداً» ضد الألمان.

وجدد الفيزازي في بداية رسالته عدم علاقته بتفجيرات الدار البيضاء، قائلاً إنه «مسجون ظلماً». وأوضح: «أنا ليست سلفياً - جهادياً، ولست سلفياً تقليدياً، ولست إخوانياً. إنني مسلم فقط».

وتحدث عن الهجمات التي كان يشنها على اليساريين في المغرب، موضحاً أنها كانت رداً على هجماتهم هم عليه «وأُقر بأنني ذهبت بعيداً في محاولتي الرد عليهم». وتابع أن «سنوات السجن» سمحت له بـ «تفكير عميق» في شأن ما يؤمن به «ولست خجلاً أن أقول إنني تراجعت عن بعض ما أعتقد به».

وقال إن ألمانيا «تقبل بشروط معيّنة المهاجرين الذين جاؤوا إما للعمل أو الطبابة أو لأي شيء آخر، ومنح شروط الإقامة يتطلب توقيع طلبات معينة هي (بمثابة) عهد آمان للطرفين». وأضاف إن «نقض هذا العهد - كتحليل السرقة، أو السماح بقتل الناس باسم الجهاد، أو بناء خلايا لإثارة الرعب - يُمثّل في رأيي نقضاً للعهود وخيانة للعهد». وتابع: «ألمانيا ليست أرض قتال أو دار حرب ... ألمانيا أرض للعيش المشترك بسلام».

وتابع «أن هناك أشخاصاً ... يقولون إن ألمانيا عضو في حلف الناتو ومن الدول التي تحارب المسلمين في أفغانستان وتدعم دولة اسرائيل». وزاد: «أقول إن هذا صحيح. كل إنسان يجب أن يقف ضد انتفاء العدل بما في ذلك الشعب الألماني الذي أعرف إنه ضد الحرب وضد الاحتلال وعبّر في أكثر من مرة علناً عن عدم حبه الحرب». وقال إن على المهاجرين أن يعبّروا عن رأيهم من خلال «مسيرات سلمية بعيداً عن الهجمات الارهابية وقتل الأبرياء أو الكفار».

وأعطى مثلاً عن إقامته في مدينة هامبورغ وقال: «فيها 46 مصلى. ليس هناك أي مكان في العالم الإسلامي فيه هذا العدد من الكنائس» في مدينة واحدة. وقال: «من لا يريد سوى القتل والدم والسرقة ليس له علاقة بدين الله، لا في ألمانيا ولا في أي مكان آخر».

وقال الباحث الليبي نعمان بن عثمان إنه اطلع على رسالة الفيزازي التي «تُشكّل نقضاً جديداً للأفكار التي يروّج لها تنظيم «القاعدة» عن مبررات شن هجمات ضد أوروبا». ولفت إلى أن الفيزازي «يحظى باحترام كبير في أوساط المهاجرين في أوروبا من مغاربة وجزائريين وليبيين، وخلاصة كلامه تؤكد أن آراء القاعدة لا تمثّل الإسلام».

No comments: