إثر أسابيع من مقتل «أبو الليث الليبي» ... ليبيا تُطلق «ثلث» معتقلي «الجماعة المقاتلة» بعد تجدد الحوار مع قيادتها
لندن - كميل الطويل الحياة - 25/02/08//
أُعلن في ليبيا أمس أن السلطات الأمنية تستعد للإفراج عن «ثلث أعضاء الجماعة الإسلامية المقاتلة» المعتقلين، في ضوء حوار جار بعيداً عن الأضواء بين الدولة الليبية وقادة هذه الجماعة. ويأتي الإعلان عن إطلاق معتقلين وتأكيد الحوار مع قادة «المقاتلة» بعد أسابيع من قتل الأميركيين القيادي الكبير في هذه الجماعة «أبو الليث الليبي» في باكستان، علماً أن الأخير كان يقود تياراً في الجماعة معارضاً لأي مفاوضات مع الحكم الليبي وأعلن في أيلول (سبتمبر) العام الماضي انضمام «المقاتلة» إلى «تنظيم القاعدة».
وأصدرت «مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية» بياناً أمس أعلنت فيه «استمرار الحوار مع الجماعة الليبية المقاتلة ممثلة في قيادتها ومشاركة بعض الشخصيات الفكرية الإسلامية». ولم يسمّ البيان قادة «المقاتلة»، لكن معروف أن «أمير» الجماعة عبدالله الصادق ومسؤولها الشرعي «أبو المنذر الساعدي» شاركا في كل الاتصالات السابقة مع الحكم الليبي الذي كان تسلمهما من الاستخبارات الأميركية عام 2004 (اعتُقلا في هونغ كونغ وتايلاند).
وأضاف بيان مؤسسة القذافي: «وقد نتج عن هذا الحوار أن باشرت الجهات المختصة في التحضير للإفراج عن ثلث أعضاء الجماعة المقاتلة (المعتقلين)»، من دون أن تحدد رقماً لعدد هؤلاء. لكنها أشارت إلى أن الحوار يتم «تحت الإشراف المباشر» لرئيسها سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي.
واتصلت «الحياة» بالسيد نعمان بن عثمان، عضو مجلس الشوري سابقاً في «المقاتلة»، فقال إنه في ليبيا حيث يشارك في الاتصالات الجارية بين قادة هذه الجماعة وأجهزة الدولة الليبية. ورفض بدوره أن يقدّم رقماً محدداً لعدد الذين سيفرج عنهم، علماً أنه أبلغ «الحياة» قبل أسابيع أن أجهزة الأمن الليبية أبلغت عائلات 90 من «المقاتلة» أن العقيد معمر القذافي وقّع أمراً بالإفراج عنهم. وأوضح أن مسؤول جهاز الأمن الداخلي الليبي عبدالله السنوسي أبلغ بنفسه بعض عائلات المعتقلين قرار الإفراج عنهم.
ومعلوم أن جولات سابقة من الحوار بين السلطات الليبية وقادة «المقاتلة» المعتقلين جرت قبل نحو عامين (في 2006)، لكنها لم تؤد إلى «اختراق». إذ أصرّ قادة «المقاتلة» على أن يتم التشاور بينهم وبين قادة جماعتهم في أفغانستان وإيران قبل التوصل إلى أي اتفاق مع حكم العقيد القذافي. وسمّى القادة المعتقلون أربعة من القياديين الفارين على رأسهم «أبو الليث» - إضافة إلى «الأخ عروة و «الشيخ عبدالله سعيد» و «الشيخ أبو يحيى الليبي» - قالوا إنهم يريدون إشراكهم في الحوار الدائر مع الحكم. لكن «أبو الليث» لم يرد علناً أبداً على رغبة قادة جماعته، وإن كان نُقل عنه انه يرفض محاورة حكم العقيد القذافي. وتُرجم هذا الموقف في صورة علنية عندما ظهر «أبو الليث» في شريط فيديو في أيلول (سبتمبر) الماضي وأعلن انضمام «المقاتلة» إلى «القاعدة»، لتكون بذك الجماعة المغاربية الثانية التي تنضم إلى تنظيم أسامة بن لادن بعد «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية. وظهر في شريط الفيديو ذاته الدكتور أيمن الظواهري، الرجل الثاني في «القاعدة».
لكن إعلان «أبو الليث» انضمام «المقاتلة» إلى «القاعدة» لم يلق ترحيباً من قادة جماعته المعتقلين في ليبيا الذين على رغم معارضتهم هذه الخطوة بقوا صامتين ولم يصدر عنهم موقف ايجابي ولا سلبي.
وفي معلومات «الحياة» أن الحوار بين هؤلاء والحكم الليبي استؤنف مجدداً قبل أسابيع، بعد فترة طويلة من التوقف (خصوصاً في أعقاب انضمام «أبو الليث» باسم «المقاتلة» إلى «القاعدة»). وجرت جولات عدة من الحوارات المكثّفة في كانون الثاني (يناير) الماضي منحت السلطات الليبية خلالها قادة «المقاتلة» قدراً كبيراً من حرية التشاور في ما بينهم، إذ جمعتهم في مكان واحد بعدما كانوا في أكثر من سجن في طرابلس. وخلال تلك الفترة أُعلن في باكستان أن طائرة أميركية من نوع «بريديتور» أطلقت صاروخي «هلفارير» على موقع في وزيرستان مما أدى إلى مقتل عدد من العرب تبيّن أن بينهم «أبو الليث الليبي» (اسمه الحقيقي علي عمار الرقيعي) والقيادي في «المقاتلة» عبدالغفار الدرناوي (مسؤول «محطتها» في إيران).