الإستخبارات البريطانية: 10 في المئة من ضباطنا الجدد من «الأقليات العرقية» ونريد المزيد
GMT 2:30:00 2007 الأحد 6 مايو
الحياة اللندنية
«الحياة» تلتقي «جواسيس صاحبة الجلالة»: «سارة» تصلي وتصوم... و «كريم» يشرف على الشبكات الأفريقية ...
لندن - كميل الطويل
«أصلي وأصوم، وزملائي يحترمون معتقداتي، بل يحضّونني على مغادرة العمل مبكراً في رمضان، وأتلقى منهم بطاقات تهنئة بالعيد. لم أشعر بمثل هذا التضامن إزائي عندما كنت أعمل في القطاع الخاص».
هذه «سارة»، الفتاة العشرينية، ذات الشعر الأسود المجعّد والبشرة الحنطية التي توحي بأن أصولها تعود ربما إلى إحدى دول القرن الأفريقي، أو حتى اليمن. «سارة» ليس إسمها الحقيقي، فهي ضابطة في الاستخبارات الخارجية البريطانية (أم. آي. 6) «منذ سنتين تقريباً» وتعمل «في دائرة تغطي منطقة جغرافية معينة». لم تحدد «سارة» هذه المنطقة، لكنها تتكلّم العربية «شوي شوي»، كما قالت لـ «الحياة» على هامش لقاء نظّمته الاستخبارات البريطانية بالاشتراك مع وزارة الخارجية، التي يخضع جهاز «أم. آي. 6» لإشرافها، في لندن مساء الخميس. وهل هي فعلاً من أصول شرق أفريقية أو يمنية؟ قالت ضاحكة: «إنه أمر يحيّر كثيرين، وهذا جيّد. وعلى رغم أنني لا أستطيع أن أحدد، لكنك لست بعيداً (عن تحديد أصولي)».
«كريم»، زميلها في «أم. آي. 6»، لم يجد حرجاً في تحديد أصوله. «أنا مسلم، من أصول شرق أفريقية. التحقت أيضاً بالاستخبارات قبل سنتين تقريباً، وأعمل على منطقة في أفريقيا: جمع معلومات من مصادر... أمور من هذا القبيل». وكيف يشعر بوصفه مسلماً في هذا الجهاز الأمني، المفترض أن يكون مسلمون أحد أبرز أهدافه في إطار ما يُعرف بـ «الحرب ضد الإرهاب»؟ أجاب بأنه لا يشعر بأي تمييز ضده بسبب دينه فـ «موظفو «أم. آي. 6» ليسوا أشخاصاً منغلقين فكرياً. كثيرون منهم يلتحقون لأن لديهم اهتماماً بالعالم وسياساته وثقافاته».
وتؤكد «سارة» ذلك قائلة «إن «أم. آي. 6» جهاز استخبارات متعدد الثقافات والعرقيات، وهو في الحقيقة ليس الصورة النمطية التي تظهر في أفلام «جيمس بوند»: نساء، وسيارات، وسباقات...».
وهذه الرسالة هي تحديداً ما تريد الاستخبارات البريطانية إيصالها، من خلال تنظيم هذا اللقاء النادر لجواسيسها مع الإعلام. لم يعد جهاز «أم. آي. 6» حكراً على «البيض» الذين يتم «تجنيدهم» من بين نخبة الطلاب في جامعتي كامبريدج وأكسفورد، كما درجت العادة منذ نشأة الجهاز في العام 1909. «أم. آي. 6» اليوم، كما يؤكد مسؤولو التجنيد فيه، صار يضم نسبة لا بأس بها من البريطانيين من الأقليات العرقية، لكن هذه النسبة ما زالت قليلة. يقول «مارك»، المشرف على عمليات التوظيف، إن جهاز «أم. آي. 6» بدأ منذ سنة حملة علنية واسعة لاستقطاب ضباط من الإثنيات المختلفة في بريطانيا، وحقق خلال هذه الفترة «نتائج مهمة.فهناك 22 ألف شخص أبدوا اهتماماً بالعمل في «أس. آي. أس.» (الإسم الرسمي للاستخبارات الخارجية «أم. آي. 6»)، و6000 قدّموا فعلاً طلبات. وهذا الرقم يمثّل ارتفاعاً مهماً إذا ما قورن بعدد الطلبات التي كنا نتلقاها قبل بدء حملة التوظيف العلنية، إذ كنا نتلقى نحو 2000 طلب في العام». ويتابع «مارك»: «22 في المئة من الذين قدّموا طلبات عمل خلال السنة الماضية عرّفوا عن أنفسهم بوصفهم بريطانيين من أقليات عرقية، لكن 10 في المئة من الذين التحقوا بالجهاز العام الماضي كانوا من أقليات عرقية. ونود أن تكون هذه النسبة أقرب إلى 22 في المئة من 10 في المئة».
جلب «مارك» معه إلى اللقاء مجموعة من موظفي الاستخبارات كي يتحدثوا عن طريقة تجنيدهم، ويؤكدوا، بالطبع، أن «أم. آي. 6» لم يعد جهازاً حكراً على «البيض». فإلى جانب «سارة» و «كريم»، قدّم «مارك» الشاب الهندي الأصل «راج» الذي جُنّد بعد تخرّجه من كلية جامعية في لندن، و «جان» الفتاة السوداء النحيفة التي تعمل في الاستخبارات منذ 15 عاماً (قريبها كان يعمل في «أم. آي. 6» وهي التحقت بالجهاز من خلاله)، و «جيسون» الشاب الأسود الذي يعمل في الاستخبارات منذ 10 سنوات بعد فترة عمل في القطاع الخاص.
ويشدد «مارك»، في اللقاء، على حاجة «أم. آي. 6» إلى مزيد من الضباط من الأقليات العرقيات، مؤكداً أن من المواصفات الأساسية المطلوبة في هؤلاء «النزاهة، الالتزام بخدمة المجتمع، والقدرة على العمل في إطار فريق». ويُقر بأن الجهاز يحتاج إلى بريطانيين من أصول شرق أوسطية، وانه سيعلن ذلك قريبا على موقعه الالكتروني.
«أصلي وأصوم، وزملائي يحترمون معتقداتي، بل يحضّونني على مغادرة العمل مبكراً في رمضان، وأتلقى منهم بطاقات تهنئة بالعيد. لم أشعر بمثل هذا التضامن إزائي عندما كنت أعمل في القطاع الخاص».
هذه «سارة»، الفتاة العشرينية، ذات الشعر الأسود المجعّد والبشرة الحنطية التي توحي بأن أصولها تعود ربما إلى إحدى دول القرن الأفريقي، أو حتى اليمن. «سارة» ليس إسمها الحقيقي، فهي ضابطة في الاستخبارات الخارجية البريطانية (أم. آي. 6) «منذ سنتين تقريباً» وتعمل «في دائرة تغطي منطقة جغرافية معينة». لم تحدد «سارة» هذه المنطقة، لكنها تتكلّم العربية «شوي شوي»، كما قالت لـ «الحياة» على هامش لقاء نظّمته الاستخبارات البريطانية بالاشتراك مع وزارة الخارجية، التي يخضع جهاز «أم. آي. 6» لإشرافها، في لندن مساء الخميس. وهل هي فعلاً من أصول شرق أفريقية أو يمنية؟ قالت ضاحكة: «إنه أمر يحيّر كثيرين، وهذا جيّد. وعلى رغم أنني لا أستطيع أن أحدد، لكنك لست بعيداً (عن تحديد أصولي)».
«كريم»، زميلها في «أم. آي. 6»، لم يجد حرجاً في تحديد أصوله. «أنا مسلم، من أصول شرق أفريقية. التحقت أيضاً بالاستخبارات قبل سنتين تقريباً، وأعمل على منطقة في أفريقيا: جمع معلومات من مصادر... أمور من هذا القبيل». وكيف يشعر بوصفه مسلماً في هذا الجهاز الأمني، المفترض أن يكون مسلمون أحد أبرز أهدافه في إطار ما يُعرف بـ «الحرب ضد الإرهاب»؟ أجاب بأنه لا يشعر بأي تمييز ضده بسبب دينه فـ «موظفو «أم. آي. 6» ليسوا أشخاصاً منغلقين فكرياً. كثيرون منهم يلتحقون لأن لديهم اهتماماً بالعالم وسياساته وثقافاته».
وتؤكد «سارة» ذلك قائلة «إن «أم. آي. 6» جهاز استخبارات متعدد الثقافات والعرقيات، وهو في الحقيقة ليس الصورة النمطية التي تظهر في أفلام «جيمس بوند»: نساء، وسيارات، وسباقات...».
وهذه الرسالة هي تحديداً ما تريد الاستخبارات البريطانية إيصالها، من خلال تنظيم هذا اللقاء النادر لجواسيسها مع الإعلام. لم يعد جهاز «أم. آي. 6» حكراً على «البيض» الذين يتم «تجنيدهم» من بين نخبة الطلاب في جامعتي كامبريدج وأكسفورد، كما درجت العادة منذ نشأة الجهاز في العام 1909. «أم. آي. 6» اليوم، كما يؤكد مسؤولو التجنيد فيه، صار يضم نسبة لا بأس بها من البريطانيين من الأقليات العرقية، لكن هذه النسبة ما زالت قليلة. يقول «مارك»، المشرف على عمليات التوظيف، إن جهاز «أم. آي. 6» بدأ منذ سنة حملة علنية واسعة لاستقطاب ضباط من الإثنيات المختلفة في بريطانيا، وحقق خلال هذه الفترة «نتائج مهمة.فهناك 22 ألف شخص أبدوا اهتماماً بالعمل في «أس. آي. أس.» (الإسم الرسمي للاستخبارات الخارجية «أم. آي. 6»)، و6000 قدّموا فعلاً طلبات. وهذا الرقم يمثّل ارتفاعاً مهماً إذا ما قورن بعدد الطلبات التي كنا نتلقاها قبل بدء حملة التوظيف العلنية، إذ كنا نتلقى نحو 2000 طلب في العام». ويتابع «مارك»: «22 في المئة من الذين قدّموا طلبات عمل خلال السنة الماضية عرّفوا عن أنفسهم بوصفهم بريطانيين من أقليات عرقية، لكن 10 في المئة من الذين التحقوا بالجهاز العام الماضي كانوا من أقليات عرقية. ونود أن تكون هذه النسبة أقرب إلى 22 في المئة من 10 في المئة».
جلب «مارك» معه إلى اللقاء مجموعة من موظفي الاستخبارات كي يتحدثوا عن طريقة تجنيدهم، ويؤكدوا، بالطبع، أن «أم. آي. 6» لم يعد جهازاً حكراً على «البيض». فإلى جانب «سارة» و «كريم»، قدّم «مارك» الشاب الهندي الأصل «راج» الذي جُنّد بعد تخرّجه من كلية جامعية في لندن، و «جان» الفتاة السوداء النحيفة التي تعمل في الاستخبارات منذ 15 عاماً (قريبها كان يعمل في «أم. آي. 6» وهي التحقت بالجهاز من خلاله)، و «جيسون» الشاب الأسود الذي يعمل في الاستخبارات منذ 10 سنوات بعد فترة عمل في القطاع الخاص.
ويشدد «مارك»، في اللقاء، على حاجة «أم. آي. 6» إلى مزيد من الضباط من الأقليات العرقيات، مؤكداً أن من المواصفات الأساسية المطلوبة في هؤلاء «النزاهة، الالتزام بخدمة المجتمع، والقدرة على العمل في إطار فريق». ويُقر بأن الجهاز يحتاج إلى بريطانيين من أصول شرق أوسطية، وانه سيعلن ذلك قريبا على موقعه الالكتروني.
No comments:
Post a Comment