Saturday, 30 November 2013

العنود السنوسي


Al-Hayat published this interview in November 2013 - some liked it others hated it - here its link:


ابنة "الصندوق الأسود" للنظام السابق تتحدث عن "ولع" العقيد الراحل بابنته بـ"التبني" هناء ... العنود السنوسي لـ«الحياة»: عُرضت الرئاسة على والدي... لكنه أبى أن يتخلى عن «القائد»
لندن - كميل الطويل

الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٣
التاريخ، كما يُقال، يُكتب بلغة المنتصرين. كتبه معمر القذافي بلغته عندما تولى السلطة بانقلاب الفاتح من أيلول (سبتمبر) 1969. لم يكن حكم الملك الراحل إدريس السنوسي بلا أخطاء بالتأكيد، لكنه أيضاً لم يكن بالسوء الذي حاول القذافي أن يصوّره به.
في العام 2011 سقط القذافي بدوره بعدما حكم ليبيا قرابة 42 عاماً كان فيها الآمر الناهي. وقد كُتب الكثير، قبل سقوطه وبعده، عن فظاعات ارتكبها، من قتل المعارضين إلى تفجير الطائرات واغتصاب النساء.
جرائم عهد القذافي لا تبدو في حاجة إلى كثير من التضخيم كي تظهر بالسوء الذي يريده كاتبو التاريخ من «المنتصرين» في «ثورة 17 فبراير». فالشهود الأحياء على هذه الجرائم موجودون بوفرة، وقد قدموا روايات مفصلة عن «إجرام» العقيد الراحل والحلقة الضيقة المحيطة به. لكن هل هناك من يجرؤ الآن على «الدفاع» عن القذافي ونظامه؟ هل هناك من ما زال يؤمن حقاً بـ «القائد»؟ قلة قليلة بلا شك. العنود السنوسي واحدة منهم. القذافي زوج خالتها صفية. أما والدها فعبدالله السنوسي رئيس الاستخبارات السابق و«الصندوق الأسود» لنظام عديله.
العنود ما زالت شابة صغيرة في الـ 22 من عمرها. تعلّقها بوالدها دفعها إلى العودة إلى ليبيا من المنفى العام الماضي لمحاولة زيارته في السجن، فتم اعتقالها وسجنها 11 شهراً، قبل الافراج عنها لتلتحق ببقية العائلة في مصر.
تحدثت العنود في مقابلة مع «الحياة» عن معمر القذافي «الإنسان»، وعن ولعه بهناء ابنته بالتبني. كشفت أن والدها «استقال» من قيادة الاستخبارات الليبية وبقي 4 سنوات يرفض تلقي راتبه، لكن القذافي رفض التخلي عنه. أكدت أن والدها لم يتورط في مذبحة أبو سليم في طرابلس والتي راح ضحيتها ما يصل إلى 1200 سجين عام 1996، وانه تفاوض في اليوم الأول مع السجناء على تلبية مطالبهم لكن تم قتلهم في اليوم الثاني.
قالت العنود إن عبدالله السنوسي لم يكن في إمكانه التخلي عن القذافي عندما بدأت ثورة 17 فبراير، فقد كان ينظر إليه بوصفه «القائد» و «الأب». وزعمت أن جهات غربية عرضت رئاسة ليبيا على والدها إذا انقلب على القذافي وانضم إلى الثورة.
وفي ما يأتي نص المقابلة:
> حكمت المحكمة الجنائية الدولية بأن من حق ليبيا أن تحاكم والدك. فما هو تعليقك؟
- إنني أتكلم ليس لأنني ابنة عبدالله السنوسي أو لأنني ابنة خائفة على والدها. أتكلم لأنني مواطنة ليبية سُجنت في ليبيا وأعرف طريقة معاملتهم للسجناء وأعرف إذا كان القضاء عادلاً أم لا. تجربتي الشخصية توضح أنه لا يوجد في ليبيا قضاء عادل ونزيه. ليبيا الآن تحكمها الميليشيات فقط وليس الدولة. وهذا كلام المسؤولين الليبيين وليس كلامي.
لو كانت المحكمة الجنائية الدولية مستقلة حقاً هل يمكن أن تقول إن عبدالله السنوسي في امان في ليبيا. موقفها هذا صدر يوم الجمعة وقبل ذلك بيوم واحد خطفوا رئيس الحكومة علي زيدان في طرابلس. أيام معمر القذافي لم يكن هناك قتل كما يحصل اليوم. أيام القذافي لم تكن تحصل الاغتصابات التي تحصل اليوم. أيام القذافي كانت ليبيا أكثر الدول أمناً. كانت البلاد هادئة. كنا ننام وأبواب بيوتنا مفتوحة.
سأروي لك تجربتي الشخصية. دخلت إلى ليبيا (عام 2012) كي أزور والدي. دخلت من طريق مطار طرابلس الدولي وختموا جوازي. لم يكن مزوراً، كما قيل، فقد تم إصداره في العام 2010 وزرت به دولاً خارجية مثل مصر والجزائر والأردن. لم ألبس خماراً ولم أغيّر اسمي. اسمي العنود عبدالله محمد عامر. عامر اسم عائلتي وليس السنوسي الذي هو اسم الشهرة لوالدي. فكان على الجواز اسم العنود وعبدالله ومحمد وعامر. إذاً لم أدخل إلى ليبيا خلسة. دخلت باسمي الحقيقي ومررت عبر الشرطة وتم ختم جوازي. وكان الهدف من زيارتي أن أرى والدي، ومن أجل ذلك كان عليّ أن أذهب إلى الدولة. فقبل وصولي بشهر بعثنا برسالة عبر الفاكس إلى النائب العام نطلب الزيارة باسمي واسم والدتي واسم اختي. فلم يتم الرد علينا. بقينا شهراً لا نعرف إن كان والدي حياً أو ميتاً، وهل يتم تعذيبه أم لا. فاضطررت أن آتي بنفسي لأحاول زيارته.
بعد يوم تقريباً من وصولي إلى طرابلس جاءت الشرطة العسكرية وقبضت عليّ. سألتهم لماذا يقبضون عليّ، فتبيّن من كلامهم أن السبب هو انني ابنة عبدالله السنوسي. قال لي المسؤول في مكتب الشرطة العسكرية هل تعرفين من أكون؟ فقلت له: من؟ قال: والدك قتل أخي في (سجن) أبو سليم. فقلت له: كيف تحكم على والدي مسبقاً؟ هذا يبيّن أن ليبيا أو ما تسمى الدولة الليبية ليست قائمة حتى الآن. فهم يصدرون أحكاماً مسبقة. خذ مثلاً أحمد إبراهيم الذي حكموا عليه بالإعدام، وهو لم يكن سوى مسؤول بسيط في الدولة. فإذا كان هذا هو الحكم الذي صدر عليه فما بالك بعبدالله السنوسي.
> ما هي الاتهامات الموجهة إلى والدك؟
- ممنوع علينا أن نطلع على ملف الدعوى. لكننا سألنا محامياً (اطلع على الملف) قال لنا إن الدعوى هي كل قانون العقوبات الليبي إلا الربع تقريباً، أي أن كل التهم الواردة في قانون العقوبات واردة في الملف ضد والدي. وأبسطها عقوبته الإعدام. ملف الادعاء يضم أكثر من خمسة آلاف صفحة من الجرائم والاتهامات. لقد أُلقي بكم هائل من الجرائم على كاهل والدي، لكنه ليس الرجل الخارق -أو سوبرمان- الذي بإمكانه أن يفعل هذا كله.
والدي ممنوع من الزيارات العائلية. حتى المحامي ممنوع من زيارته. وهو مسجون في سجن غير تابع للدولة. المسؤول عن السجن هو خالد الشريف ومعه (عبدالحكيم) بلحاج، وكلاهما يُعتبر من «القاعدة» (تقصد أنهما من «الجماعة المقاتلة» التي كان النظام السابق يربطها بـ «القاعدة»، علماً أن الشريف اليوم بات مسؤولاً في الحكومة بينما بلحاج يقود حزباً سياسياً رسمياً). لقد كانا في السابق مسجونين عند الأميركيين الذين أرسلوهما (مع سجناء آخرين) بأكياس من القمامة. والدي هو من فتح الأكياس ونظّفهما وأعطاهما مكاتب وملابس. وكانا أيضاً مسجونين (لاحقاً) في سجن أبو سليم، لكنهما الآن باتا مسؤولين عن سجن الهضبة المسجون فيه والدي مع المسؤولين الآخرين (في النظام السابق). والدليل على أن هذا السجن يُعتبر خارجاً عن سلطة الدولة الآن هو أن عمتي مثلاً وهي تسكن سبها في الجنوب تأخذ موافقة على زيارة والدي من النائب العام، لكنها عندما تأتي لزيارته يمنعونها. فلو كانوا يتبعون الدولة لكانوا وافقوا على رسالة النائب العام.
> لكن السلطات الليبية سمحت لك بمقابلة والدك، فماذا قال لك؟
- بصراحة عندما قالوا لي إنني سأرى والدي في زيارة إنسانية فرحت كثيراً. لكن الزيارة كانت لهدف إعلامي. فعندما قابلته كان معنا الكثير من الكاميرات والمصورين والصحافيين. دام اللقاء 10 دقائق وكان معنا أكثر من 10 حراس. منعوني من أن أجلس بجانبه. قالوا إنه يجب أن أجلس في مقابله. قلت له: كيف حالك؟ فرد: الحمد لله. كان يحاول أن يظهر أمامي بمعنويات مرتفعة كي يغطي الهزل والتعب الذي كان يعانيه. فقد كان منهكاً في شكل غير عادي. خس وزنه أكثر من 40 كلغ. أما ثيابه فكانت في حال يرثى لها.
تأسفت أن أرى والدي بهذه الحال. قال لي إنني مجنونة، فما كان عليّ أن آتي لأنني لا أعرف ماذا سيكون في انتظاري. قال لي ما معناه إن ليبيا «خلاص ... لم تعد بلادنا» وإن الذي يأتي الى ليبيا يكون مصيره الاعتقال والسجن. في نهاية اللقاء قال لي أن آخذ بالي على اخوتي وان تنسوني ولا تعتبروني موجوداً في الحياة. فقلت له: «كيف يعقل هذا، فأنت والدي وإذا لم يكن فيك الخير فلا خير في أحد». فقال لي: «لا علاقة لكم بي، وانسوني. لا علاقة لكم بأي شيء يتعلق بالسياسة والدولة والحكومة». فقلت له: «أنت منذ صغرنا لم تعلمنا على السياسة».
فصحيح أن والدي جنرال ورئيس للاستخبارات، لكنه كان يميل إلى العلم وبخاصة التاريخ. فقد كان دائماً ما كان يقرأ التاريخ ويقول: «يا ابنتي اعرفي التاريخ وركزي عليه لأن الذي يعرف التاريخ يعرف نصف المستقبل». وكان دائماً ما يقول لي إن المنصب الذي هو فيه الآن «زي كرسي الحلاق» – كل يوم يجلس عليه أحد مختلف، وبالتالي لا يجب أن نعتمد عليه. كما قال لي إن الفلوس ستذهب يوماً ما، فيمكن أن يأتي أحد ويأخذها ويذهب. كما قال: «إن البيت يمكن أن يختفي في لحظة». وهذا ما حصل تماماً مع بيتنا الذي فجّره «الناتو». في لحظة اختفى.
ولذلك عندما قال لي (خلال اللقاء في السجن) إن ليس لي علاقة بالدولة والحكومة، أجبته بأنك أوصيتني بذلك منذ ست سنوات سابقة وأنا آخذة بوصيتك. كان يقول لنا منذ صغرنا أن نعتمد على أنفسنا وليس على منصبه لأنه لن يدوم. فقد عانى والدي كثيراً في صغره وفي كبره. سُجن كثيراً وظُلم كثيراً...
> متى سُجن والدك؟
- سُجن أيام القائد القذافي. سُجن أكثر من مرة. وفُصل من العمل وبقي أربع سنوات مفصولاً من العمل.
> لماذا؟
- أمور سياسية. القائد أنا أحبه واعتبره مثالي الأعلى، لكن كان يوجد فيه عيب أنه يسمع لما يقوله الآخرون. كان هناك أشخاص يغيرون من والدي. ليبيا بلد قبلي، وبعض الناس أراد أن يكون المحيطون بالقذافي هم من أبناء قبيلة القذاذفة. بينما والدي مقرحي من سبها. فلم يكونوا يريدون أن يكون بجانبه. القائد، الله يرحمه ويسامحه، كان يصدّق ما يقال له في هذه المواضيع. قبل أربع سنوات (من بدء الثورة) – أي قبل ست سنوات من الآن – قدّم والدي استقالته. ونحن كعائلة كنا قد طلبنا منه أن يتوقف عن العمل لأننا نريد أن نتمتع بحياتنا معه. فأنت تعرف أن والدي، بحكم أنه كان (مسؤولاً أمنياً) في الدولة الليبية، كل القضايا (التي ارتكبها النظام السابق) تم مسحها به: لوكربي وأبو سليم و (موسى) الصدر ... ولذلك فقد كان ممنوعاً من السفر إلى معظم الدول. فلم نستمتع بوقتنا معه كأب وكعائلة، بينما الناس الذين هم من ارتكب الجرائم فعلاً يتمتعون هم وأولادهم ولا تعترضهم مشاكل خلال سفرهم إلى الخارج. فقدم والدي استقالته، ولكن للأسف القائد رفضها. أحبّ والدي أن يبيّن أنه غير راضٍ عن العمل ويريد ان يترك، فبقي أربع سنوات يرفض تقاضي راتبه الذي أبقاه في خزينة الاستخبارات.
عندما جاءت الثورة كان الليبيون من أتباع «17 فبراير» يريدون أن يقف عبدالله السنوسي ضد القذافي. والعالم الخارجي أيضاً. كانت أميركا تريده ان يقف معها ضد معمر القذافي. وعدوه حتى بأن يمسك الرئاسة (إذا انقلب على القذافي). لكن والدي قال: «صحيح انني اختلف مع معمر القذافي في بعض وجهات النظر ويمكن أن أصل إلى خلاف كبير بيني وبينه، لكنه في الأول والأخير هو بمثابة والدي ولا يمكنني أن أخونه». ووالدي الآن يدفع ثمن إخلاصه. كان والدي يقف منذ زمان مع القائد لأنه يعتبره بمثابة والده ومثاله الأعلى. ولا يمكن لوالدي أن يخرج عن طاعة والده. فمن ليس له خير في والده لا خير فيه لأحد.
> كيف كان يعاملكم القذافي؟
- قابلته كثيراً. فهو زوج خالتي. الله على ما أقول شهيد: «عمري ما دخلت إلى عنده ووجدته في البيت. دائماً في الخيمة. أجد أمامه التمر وحليب الإبل وخبز التنور». وعندما تأتي لتزوره تجده دائماً بلباس عادي – في ملابس الرياضة يتريّض. وعندما كان يأتيه أي شخص - سواء كان طفلاً صغيراً أو شيخاً - كان يقف له. فإذا كان طفلاً صغيراً كان يقبّل يده. كان يتأبطك ويأخذك في الأحضان. ثم يجلس معك ويقول: «تفضل، يجب أن تأكل من الطعام (الموجود امامه). كان يجلس معك ويهذّر ويضحك. كان شخصاً عادياً جداً».
> نسمع بالكثير عن أفعاله السيئة. هل يعقل أنك لم تري أياً منها؟
- بتاتاً. في المدرسة أو الجامعة، الشخص الذي يكون متفوقاً على زملائه أو الناجح في حياته يُحب الناس أن يطلقوا عليه اشاعات مغرضة وأن يُنزّلوا من شأنه. لو كان الشخص غير مهم ولا يقوم بشيء يبهر به الآخرين لما كان أحد سيهتم به او يطلق عليه الاشاعات والأكاذيب. معمر القذافي إنسان زي أي إنسان آخر، لديه عيوب ومميزات، ولكن لا يعقل انه بالشراسة التي يحكون عنها. صحيح أن معمر القذافي قاتل الشعب الليبي (خلال الثورة)، ولكن لماذا؟ لو قارنوا أنفسهم بمصر، مثلاً، فالمصريون قاموا بثورة وذهبوا إلى ميدان التحرير وهتفوا بأعلى صوت (ضد حكم حسني مبارك)، ولكن في ليبيا أول شيء قاموا به (الثوار) انهم ذهبوا إلى مخازن السلاح. فأنت توجّه سلاحك ضد الدولة والشعب (المؤيد للنظام)، فماذا تتوقع من معمر القذافي أن يفعل لك؟ أكيد أنه سيرد عليك بالسلاح. لكن أن تقولوا إن معمر القذافي حرّض على الاغتصاب وانه استخدم الكيماوي... فهذه أمور لا تُصدّق. لو كان معمر القذافي لا يحب الشعب الليبي ولو كان سارقاً الفلوس كما يقولون لكان هرب كالرؤساء الآخرين. لكنه أحب أن يبقى في بلاده، لأنه مخلص ووطني ويحب بلاده ويحب شعبه. ولو كان غير ذلك لكان قد سافر. جميعكم شاهد بيوته. كان بيته أبسط بيت. لم يكن فخماً وكان أثاثه بسيطاً.
> لكن منازل أولاده كانت فخمة جداً؟
- سألتني عن معمر القذافي فأجبت عن معمر القذافي وليس عن ابنائه. أبناؤه نعم كانوا يركبون أحسن السيارات وعندهم أحسن البيوت ويأكلون طعاماً مميزاً، لكنني تكلمت عن بيت معمر القذافي وأكله ولباسه وليس أولاده. أنت تعرف سن الشباب، ومهما كانوا فهم يُعتبرون أولاد القائد. لكن معمر القذافي كان رجل بادية، يحب البساطة. هذه شهادة شخصية والله على ما أقول شهيد. كان يحب مقابلة الأطفال والشيوخ ويسمع منهم الشعر ويحب ان يجلس مع العجائز من كبار السن. كان يحب ان يستمع للأطفال والنكات. كان يحب ان يضحك. كان يأتي بأطفاله وأحفاده ويلعب معهم. كان مرحاً جداً.
> ألم تسألي والدك ولا مرة عن قضية مذبحة أبو سليم؟
- ما أعرفه عن موضوع أبو سليم أنه تم على مرحلتين أو يومين. اليوم الأول عندما سمع والدي به (تمرد السجناء) ذهب وتبين له ان المساجين لديهم مطالب. فجلس معهم. أخذ من كل قاطع (في السجن) شخصين أو ثلاثة كممثلين لهم وتحدثوا عن مطالبهم. وعدهم بتلبية المطالب التي يمكنه أن يحققها لهم، وقال لهم إن أموراً أخرى ليس في مقدوره تحقيقها. في اليوم التالي كان والدي في البيت عندما سمع بقصة المذبحة في السجن. لم يحضرها ولم يكن راضياً عنها. والأشخاص الذين يُزعم في ليبيا الآن أنهم من أطلقوا النار صاروا خارج ليبيا ويتمتعون بالحرية ويتفسحون هم وأولادهم بينما والدي هو من يدفع الثمن. والدي زي الفوطة. مسحت الدولة الليبية كل الجرائم به.
> وماذا عن لوكربي؟
- لوكربي قصتها معروفة. حُكم فيها على عبدالباسط المقرحي، فلماذا يضعون والدي فيها. والدي زي الشماعة يعلقون عليه كل شيء، كما ترى. لأنه كان مقرباً من القائد وكان يحبه لم يرد أن يتكلم ويقول إنه لم يفعل هذا الشيء او ذاك. كان مضطراً أن يسكت. أما الآن فقد بات ضرورياً أن يُبرّئ نفسه.
> هل كان قاسياً عليكم في البيت؟
- والله بعد ان سمعتهم يقولون إن والدي فعل هذا الشيء وذاك الشيء كنت أقول إن هذا مستحيل. فقد عشت معه كل عمري – 22 سنة – ولم أرَ منه ما يتحدثون عنه. أذكر أن والدي زعل مني زعلاً شديداً في إحدى المرات. فقد أرسلني إلى مدرسة داخلية في جنيف وتحديداً في مونترو الجبلية بسويسرا. كنت آنذاك في الصف السادس وعمري 10 سنوات او 11. لم أطق المدرسة الداخلية وصرت ابكي. فجاء عمي وأخذني إلى والدي الذي كان آنذاك في إيطاليا يُعالج من مرض سرطان الكبد. ذهبت إليه على أساس انني لا أريد أن أكمل الدراسة (في المدرسة السويسرية). فقال لهم إنه لا يريد أن يقابلني. عقابه في البيت كان أنه يقاطعك ولا يعود يتكلم معك. كنا نتمنى أن يضربنا أو يزعق فينا لكنه كان يلجأ إلى مقاطعتك. يعتبرك زي الكنبة أو الكرسي– كأنك غير موجود.
>ماذا حل بعائلتك خلال الثورة؟
- هذه الصورة لعائلتي التي تفرقت. أخي (محمد) مهندس مدني كان يعيش في إيطاليا، ولديه أعماله. كان يحب الديكور والموضة وكرة القدم والرياضة. كان إنساناً مدنياً تماماً. لكنه لما سمع بأحداث ليبيا وانهم (الثوار) يدخلون إلى البيوت ويغتصبون النساء فقال إن هذا عرضي ويجب أن أساعد والدي. فجاء وتطوع وكان في الجبهة مع خميس القذافي. قُتلا معاً (في قصف الناتو) بين ترهونة وبني وليد في شهر 8 (آب/أغسطس). أخي محمد (أعلى الصورة) هو أخي الكبير، من مواليد 1981. وهذه سارة، الثانية في البيت، من مواليد 1985. وهذه مبروكة، مواليد 1987. ثم هذه أنا، مواليد 1991. ثم سالمة مواليد 1997. وهذه أمي. والدي أوصاني بهؤلاء الأطفال الثلاثة: سالمة مواليد 1997، ومحمد مواليد العام 2000، ومعمر مواليد 2003. الاهتمام بهم مسؤولية صعبة. في المدرسة في مصر يقولون لهم: أنتم أبناء عبدالله السنوسي، والدكم مجرم وفعل كذا وكذا.
> ماذا تذكرين من أحداث الثورة؟
- من أبشع الأشياء التي رأيتها في ليبيا القصف العشوائي من «الناتو»، مثلما فعلوا عندما قصفوا بيت القائد بجوار بيتنا تماماً في طرابلس فقتلوا ابنه سيف العرب. كان أقرب أبناء القائد لي وأعرفه معرفة وثيقة بينما علاقتي بالآخرين سطحية. كنت اعتبره بمثابة أخي وصديقي. كان ملتزماً ومتدينا وقريباً من الله، ويعيش في ألمانيا. لم يكن له أي علاقة بالقتل والسلاح. قال لوالدته – وهذه المرة الأولى التي أقول فيها هذه المعلومة لأحد – إنه غير مرتاح بسبب ضوضاء الحفلات يقيمها مؤيدو القذافي في باب العزيزية. رأسه لم يعد يحمله. فقد كان يحب دائماً أن يجلس في البيت يقرأ القرآن الكريم ويتصفح الانترنت. فقالت له والدته أن يذهب الى البيت الذي في غرغور. فهذه المنطقة في طرابلس كنا نحن نسكن فيها. راح إلى هناك لينام، فضربوا المنزل بصاروخ. كان كل ذنبه أنه ابن معمر القذافي وينام في بيته.
فقدنا أيضاً ابن عمي وهو من مواليد العام 1986. كان مهندس طيران ويعيش في لندن. عاد الى ليبيا وتطوع، فقتله «الناتو» في الزاوية.
كما فقدت عائلتنا أولاد القذافي الآخرين أبناء خالتي (صفية) التي خسرت سيف العرب وخميس ومعتصم. أنظر ماذا فعلوا بمعتصم فتعرف أن «فبراير هذه هي قهراير وليست فبراير». ليس لديهم لا قلب ولا دم ولا ضمير. خالتي تريد جثة زوجها وابنها. لا تريد شيئاً آخر. فهي تعيش في الغربة وفي العزلة وفي الاقامة الجبرية في الجزائر مع هناء وهانيبال. عائشة ذهبت إلى سلطنة عمان هي ومحمد (إبن القذافي البكر).
> هل كنت تعرفين بقصة هناء؟
- لقد سألت عن هذا الموضوع لكن والدي كان يقول لي أن لا أتحدث عنه. فهي ابنة القائد وكان يحبها جداً. كان يدلّعها في شكل غير طبيعي. عندما تأتي كانت تنام على رجليه أو تستلقي عليه وهو يداعب شعرها. كانت تنام بقربه وتمسك يده، خصص لها هاتفاً خليوياً خاصاً بها فقط من أجل أن تكلمه مباشرة. كانت تتصل به دائماً للإطمئان عليه وكان يدلعها أشد الدلع وعندما تكون موجودة لم يكن يهتم بالآخرين. كان يدلعها أكثر من كل اخوتها.

الفرار إلى سبها
> ماذا حل بالعائلة بعدما سقطت طرابلس في يد الثوار؟
- انتقلنا إلى سبها في الجنوب. جاءنا والدي وأبلغنا أن أخي استشهد. لم نكن قد انتهينا بعد من عزاء ابن عمي الأول – مواليد 1986 – فتبلغنا باستشهاد أخي. كان ذلك صدمة قوية. فمحمد كان مواليد 1981 وأمي لم تنجب صبياً (ثانياً) سوى في العام 2000. كانت أمي متعلقة جداً به فهو ابنها البكر وكان ينوب عن والدي. خسرناه. تفتّت السيارة التي كان فيها مع خميس واحترقت.
بقينا يومين في العزاء. والدي كان للتو قد غادر العزاء للذهاب الى براك (الشاطئ) على أن يعود الى سبها، فسمع هدير طائرة. كان صوتها مختلفاً، وبحكم خلفيته العسكرية عرف أنها طائرة من غير طيار. فاتصل فوراً بنا وقال إن هناك طائرات تحوم في الأجواء ما يعني انهم سيضربون بالتأكيد. منطقتنا عبارة عن حارة. فيها بيت جدي وبيتنا وبيت عمي أحمد وبيت عمي احميدة وبيت عمي السنوسي وبيت عمتي نجلاء وبيت عمتي نوارة وأبناء عم والدي الإثنين وابن ابن عمي وابن عمتي – أي ما يفوق 12 بيتاً. وفي النهاية يأتي بيت معمر القذافي الذي له بيت في كل منطقة ليبية. أخرجنا والدي من منازلنا الساعة السابعة المغرب وصواريخ الناتو ضربتنا الساعة الخامسة فجراً. لم تضرب بيتاً تلو الآخر. دمروها كلها دفعة واحدة كي لا ينجو عبدالله السنوسي. نزلت الطائرات على البيوت دفعة واحدة ومسحتها بالكامل. لقد أنقذ والدي في تلك اللحظة أكثر من 90 شخصاً كان يمكن أن يُقتلوا جميعاً في ذلك الهجوم.
> كيف تم ترحيل والدك من موريتانيا؟
- كان والدي في موريتانيا والرئيس الموريتاني هو من طلب منه أن نجيء إليه. بعدما زرته في المرة الأولى قال لي اذهبي وجيئي بأهلك واخوتك واقعدوا معاه. وعدنا أنه سيعطيه اللجوء السياسي وانه لن يسلمه لليبيا او المحكمة الجنائية في لاهاي، وانه لو فرضاً تكاثرت عليه الضغوط فسيسلمه إلى لاهاي وبشروط. فجأة كنا متواجدين مع والدي في البيت وكان معه اخوتي الصغار. فقد كانت العطلة الصيفية وجئت بهم من مصر. فقالوا لنا إن الرئيس غداً صباحاً يريد ان يقابل الوالد. فجهّز والدي نفسه وخرج في الصباح. لكنه تأخر. صار الوقت ظهراً ولم يعد. وفي العشاء وجدنا أشخاصاً من الدولة يدخلون علينا ويفتشون البيت. سألناهم ما القضية فقالوا لا شيء. ثم قالوا لنا أن نخرج من البيت. جمعنا أغراضنا وذهبنا إلى بيت الرئيس السابق الذي نعرفه وجلسنا عنده. لم نكن نعرف ماذا يحصل. فجأة شاهدنا شريطاً مصوراً يظهر فيه والدي وهو ينزل من الطائرة في ليبيا. صُدمنا. أخي الصغير أخذ يبكي ويقول: جيبوا لي بابا جيبوا لي بابا.

Wednesday, 29 May 2013

alhayat.com/Details/518433

I interviewed Mr. al-Massoudi on Tunis, Ennahada and Ansar al-Sharia. Here is what I published in al-Hayat Newspaper:

alhayat.com/Details/518433


«النهضة» تسير على ألغام... و«أنصار الشريعة» لا تريد مواجهة معها
لندن - كميل الطويل
الأربعاء ٢٩ مايو ٢٠١٣
تواجه تونس تصاعداً لافتاً في نشاط الجماعات السلفية والجهادية وعلى رأسها جماعة «أنصار الشريعة»، في ظل مؤشرات إلى صدام محتمل بينها وبين الحكومة التي تقودها حركة «النهضة». لكن خبيراً بارزاً في شؤون الجماعات الإسلامية يرى أن الصدام قد لا يكون حتمياً لأن «أنصار الشريعة» لا تبدو راغبة في حصوله، خصوصاً إذا ما سُمح لها بمواصلة حرية النشاط الذي تتمتع به منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي في مطلع عام 2011. ويقول فتحي المسعودي، وهو خبير تونسي في شؤون الجماعات الإسلامية، إن «النهضة» في المقابل قد تكون مضطرة لاتخاذ إجراءات للحد من نشاط السلفيين والجهاديين لأن الغرب سيضغط عليها للقيام بذلك لـ «إثبات أنها معتدلة وتواجه المتشددين».
ويوضح المسعودي في لقاء مع «الحياة» في لندن أن «التيار الجهادي أوسع من جماعة أنصار الشريعة التي هي جزء من هذا التيار وتتحرك ضمنه». ويضيف أن «أنصار الشريعة هيكل عام لم يتبلور بعد. وليس كل من يتحرك مع هذه المجموعة يكون منتمياً لها».
ويلفت إلى أن «التيارات الجهادية تعرضت منذ السبعينات لنكسات إذ لم تتمكن أي جماعة من قلب نظام الحكم الذي قامت ضده على مدى 40 سنة». ويتابع أن هذه الجماعات قد تكون قادرة الآن - بعد سقوط الأنظمة التي قمعتها - على «إحداث ضجة» من خلال قيامها بتفجير سيارة أو قتل سياسي، ولكن ذلك لن يؤدي بالضرورة إلى تغيير الأنظمة الجديدة. لكنه يقول إن هذه الجماعات «يمكن أن تشكّل خطراً إذا ما عملت في إطار إقليمي بدل أن تبقى محصورة في حدود الدولة التي تعمل فيها، كأن لا يكون عملها محصوراً فقط في تونس أو ليبيا. فإذا كان هذا هو وضعها فإن خطرها يظل محدوداً». ويعرب المسعودي عن اعتقاده أيضاً أن «الغرب سيعمل على عدم السماح للجهاديين» بأن يسيطروا على بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط، بصرف النظر عن قدرتهم أو رغبتهم في ذلك.
ويلاحظ الخبير أن الجماعات الجهادية «ما زالت تتلمس طريقها الآن» بعد الثورات التي أطاحت الأنظمة التي كانت تقمعها بشدة. لكنه يقول: «نحن نتكلم الآن عن جيل جديد من الجهاديين يختلف عن التيار الجهادي القديم. بعض هؤلاء (الجهاديين القدامى) تخلّى الآن عن العمل المسلح أو لم يعد يرى فائدة منه. لكن، هناك الآن ما يمكن أن يُسمّى التيار الجهادي الثوري الذي يريد ثورة إسلامية اجتماعية، ولذلك فهو يركّز على العمل الدعوي».
ويضيف أن التغييرات التي حصلت منذ سقوط الأنظمة السابقة «تسببت في ارتجاجات داخل الجماعات (الجهادية). قد يكون النقاش الدائر داخلها هو كالآتي: رأس النظام قد سقط الآن فماذا نفعل؟ هناك في هذه الجماعات من سيقول إنه لم يعد للعمل المسلح أي منفعة الآن وبالتالي يجب أن نعمل ضمن المؤسسات. هذا هو موقف شريحة أساسية من التيار الجهادي القديم. لكن هناك تياراً جهادياً آخر قد لا يقبل بهذا التصور. سيقول إن رأس النظام قد سقط بالفعل لكن التغيير لم يحصل بعد كون النظام ما زال هو هو لم يتغيّر (لم يتم تحكيم الشريعة). وهذا هو السبب في عدم وضوح الرؤية داخل الجماعات الجهادية اليوم، ويساهم هذا الواقع في ظهور ما يمكن تسميته «الفقاقيع» - أي جماعات جهادية جديدة».
ويرى المسعودي أن الفكر الذي تحمله جماعة «أنصار الشريعة» في تونس اليوم «يبدو قريباً من فكرة الجماعة الإسلامية المصرية قبل المراجعات» التي أجرتها وتخلت بموجبها عن استخدام العنف لقلب الأنظمة. ويضيف: «هذا الفكر يقوم على أساس الدعوة أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد (العمل المسلح) في حال اضطررنا إليه للدفاع عن أنفسنا (في حال منعت السلطة الجماعة من القيام بدورها الدعوي). هذا الفكر الذي كانت تتبناه الجماعة الإسلامية يختلف عن فكر جماعة الجهاد التي كانت منذ البدء تريد القتال لقلب نظام الحكم».
وسألته «الحياة» عن لجوء زعيم «أنصار الشريعة» أبو عيّاض الآن إلى استخدام توصيف «الطاغوت» للسلطة التونسية، فقال إن ذلك يعيد التذكير بالجدل الذي كان دائراً بين الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد في مصر في شأن تكفير «أعيان النظام» وهل أن الكفر مثلاً ينطبق فقط على رأس السلطة أو ينسحب على العاملين معه في «مؤسساته الطاغوتية» وإلى أي مدى يمكن النزول في التكفير. لكنه أضاف أن زعيم «أنصار الشريعة» يبدو «ميالاً إلى فكر الجماعة الإسلامية (قبل مراجعاتها). فهو يميل إلى العمل العلني الدعوي والعمل الإعلامي - السياسي. ففي الملتقى الثاني لـ «أنصار الشريعة» في القيروان (العام الماضي) تحدث أبو عيّاض عن تأسيس نقابات عمالية أو سياسية، وهذا الموقف يختلف عن موقف تيار جهادي (تيار جماعة الجهاد)، لكنه قريب من موقف الجماعة الإسلامية. أنصار الشريعة تنشط - كما كانت تنشط الجماعة الإسلامية المصرية - في الأسواق الشعبية وتقدم مساعدات خيرية للفقراء».
وسألته «الحياة» عن إقامة أبو عياض في لندن في التسعينات وتأثره، كما يُقال، بفكر الإسلامي «أبو قتادة الفلسطيني»، فرد: «قد يكون أبو عياض فعلاً تلميذاً لأبو قتادة لكنه يبدو متأثراً بفكر الجماعة الإسلامية»، مشيراً إلى أن «هجرته» إلى أفغانستان من بريطانيا كانت بهدف الإقامة في ظل «حكم إسلامي توفره حركة طالبان وليس بهدف الانضمام إلى تنظيم القاعدة».
ولفت المسعودي إلى أن «أبو عياض» تعرّض لضغوط من مناصرين متحمسين في «أنصار الشريعة» للقيام بعمليات على خلفية أحداث السفارة الأميركية في تونس في أيلول (سبتمبر) العام الماضي، «لكنه على رغم هذه الضغوط حاول إمساك العصا من الوسط».
واعتبر أن «من الواضح الآن أن حركة النهضة تسير على ألغام قابلة للانفجار في أي وقت. فقد سُئل علي العريض (رئيس الحكومة القيادي في «النهضة») أربع مرات هل يعتبر أنصار الشريعة جماعة إرهابية، وكان يتفادى الرد الواضح ويكتفي بالقول إن بعض قادتها ثبت أن لهم علاقة بالإرهاب. لم يتمكن من القول إنها جماعة إرهابية، لأنه لو فعل ذلك لكان سيسمح للغرب بأن يتدخل في هذا الموضوع في إطار مكافحة الإرهاب العالمي. فما الذي سيمنع أن يقوم الغرب بعمل ما ضد هؤلاء الإرهابيين المفترضين ما دامت حكومتهم تصفهم بذلك؟ النهضة تُظهر كما يبدو وعياً لخطورة السير في هذا الأمر».
ولفت المسعودي، في هذا الإطار، إلى أن عمليات العنف التي تحصل في تونس منذ شهور ليست نتيجة عمليات مسلحة تبادر بها مجموعات جهادية ضد الحكومة. وقال إن المسلحين لم يهاجموا قوات الأمن بل اشتبكوا معها عندما حاولت توقيفهم.
لكن الخبير لفت إلى «بوادر تغيير» في موقف «النهضة» من السلفيين والجهاديين بعد اغتيال المعارض شكري بلعيد وأحداث الشعانبي وقتل ضابط أمن في العاصمة إضافة إلى المواجهات المتكررة التي تحصل مع ناشطين سلفيين. وقال إن «النهضة» باتت تقول الآن إن الحكومة التي تقودها ستتخذ إجراءات ضد من يحمل السلاح، لكن ذلك يمكن أن يتطور لاحقاً كي يطاول «من يحرّض على العنف وليس فقط من يستخدمه». وتابع أن رئيس الحكومة العريض يقول إن جماعة «أنصار الشريعة» غير قانونية و «هذا أمر خطير لأنه يمكن أن يطاول أي مجموعة تريد أن تعمل باسم أنصار الشريعة لكنها ترى أنها ممنوعة من ذلك بحكم أنها غير قانونية، الأمر الذي يدفعها إلى العمل السري». ورأى «أن حركة النهضة قد تكون مضطرة الآن لأن تأخذ إجراءات ضد المتشددين وإلا فإن صورتها كجماعة معتدلة ستكون مهددة في نظر الغرب الذي يمكن أن يراها متواطئة معهم».

Friday, 24 May 2013

Morocco’s Stability in the Wake of the Arab Spring

CTC Sentinel has just published this 


Combating Terrorism Center at West Point

Morocco’s Stability in the Wake of the Arab Spring
May 23, 2013
Author: Camille Tawil
In the aftermath of the Arab Spring, many hoped that the authoritarian regimes in the North African states of Tunisia, Egypt, Libya, Algeria and Morocco would be swept from power and new democratic governments would replace them. Yet the transition from the old authoritarian rule to a new democratic order has not been smooth. Tunisia, Egypt and Libya have all seen a sharp rise in political instability, security problems, social unrest, and above all a growing presence of Islamist militants. These developments occurred even though these governments held successful elections in the past two years that brought Islamist parties to power for the first time, mainly in coalition with other national or secular parties.

In Algeria and Morocco, the results have not followed this paradigm. In Algeria, political reforms are not yet complete,[1] and the country’s Islamist party was crushed during parliamentary elections in May 2012. In Morocco, King Mohammed VI announced major political reforms, including a new constitution that eliminated many of the entitlements and privileges he previously enjoyed. During the subsequent elections in November 2011, the Islamists came to power, yet unlike developments in Egypt, Tunisia and Libya, the rise of the Islamists in Morocco did not bring turmoil.

Although it may still be premature to judge the outcome of Morocco’s Arab Spring, there are a few clear lessons from the way that the country has conducted its transition into what is promised to be a more representative government that follows democratic principles. This article argues that the Moroccan “spring” provides a recipe for other countries in transition to follow, especially in terms of achieving a gradual change or reform without much bloodshed or instability. Morocco’s smooth transition can be best explained by the monarchy’s willingness to allow moderate Islamists to function as a legitimate political party. Morocco’s Islamists, for their part, have also shown maturity by accepting a measured, step-by-step reform process, instead of calling for a total change of the regime, as was the case in Tunisia, Egypt and Libya.

Morocco’s Version of the Arab Spring
Morocco avoided much of the Arab Spring violence because the Islamist Justice and Development Party (PJD) had been a recognized opposition party in the years before its rise to power in the November 2011 elections.[2] This is in stark contrast to the Islamist parties that came to power during the Arab Spring protests in Egypt, Tunisia and Libya. In Hosni Mubarak’s Egypt, the Muslim Brotherhood was a banned organization. In Zine El Abidine Ben Ali’s Tunisia, the Ennahda movement was proscribed and its leaders driven into exile. In Mu`ammar Qadhafi’s Libya, the Muslim Brotherhood fared no better.[3]

Only in Algeria did a legal Islamist party exist, the Movement of Society for Peace (Hams). Hams was even represented in the government as a junior partner until it decided to join the opposition ahead of the legislative elections in May 2012. Hams, watching developments in neighboring countries, may have thought that the Arab Spring would bring it to power in Algeria. Instead, Hams and a coalition of other Islamists were soundly defeated, according to the official election results.[4] Hams’ election loss may have to do with the fact that it previously collaborated with the Algerian government. The opposition, therefore, may not have considered Hams capable of bringing real “change” to society since the party worked with the government for so many years. Even though Hams eventually joined the opposition, voters may have perceived that as an opportunist decision—only joining the opposition once they thought that the Arab Spring in general favored the Islamist party in elections.[5] The opposite was true in Egypt, Libya and Tunisia, where the Islamists were persecuted by the old regimes; when the Arab Spring swept these governments from power, the Islamist parties were the main beneficiaries.[6]

In Morocco, however, the old government has remained in power, and the Islamists have succeeded as well. The PJD in Morocco, while always recognized as an opposition party, did not play a role in previous Moroccan governments, which may be why it was so successful in elections. Voters did not view the party as “corrupt” or as “collaborators” with the regime. Another factor that may have played to the advantage of the PJD relates to the way it responded to protestors’ demands in 2011. The PJD pursued a measured approach with how it pushed the king for reforms; it did not cause instability or invite a harsh response from the regime. In Tunisia and Egypt, in contrast, protestors demanded a total regime change.[7] In Libya, the demands were the same, and eventually the protests evolved into a full-fledged war. Yet in Morocco, the PJD showed a willingness to meet the king half-way by accepting his concessions despite some protestors’ demands for total regime change. It is not clear how much power the king was initially willing to concede, but the king and his advisers may have realized that their reforms had to be deep if they wanted to avoid developments in neighboring Egypt and Tunisia, where both governments were completely toppled.[8]

In addition to having a moderate Islamist party in the officially recognized opposition, the king’s other advantage was that the country’s more extreme Islamist group—the banned Justice and Charity movement—refused to use violence against the regime despite its strict position on the “illegality” of the monarch as the “leader of the faithful,” as well as its opposition to the monarchy as a system of government. The movement engaged in demonstrations as part of the 20th February youth movement, but it refused to adopt violence—contrary to what occurred in Tunisia and Egypt, and then later Libya.[9]

The Justice and Charity movement was unhappy with the scope of reforms included in the new constitution, but its call for a boycott of the referendum to approve the amendments was not heeded by Moroccans; instead, they voted overwhelmingly to approve it.[10] That setback was the start of the break-up of the 20th February movement; the Justice and Charity faction withdrew from the coalition, depriving the movement from the thousands of Islamists who made the bulk of the protestors calling for regime change. Today, the Justice and Charity movement seems to be contemplating applying to become a legally recognized political party. This would allow it to push for its objectives through the ballot box instead of through street protests, as has been the case for decades.[11]

Despite Morocco’s smooth transition, there still remains significant debate about the extent of the reforms in the country.[12] Some criticize the reforms on the grounds that the king has retained too much power, especially in the military and religious sectors. Others argue that the reforms have been sufficient, especially considering how much power the king previously enjoyed. Regardless of whether the reforms went far enough to transform Morocco into a “true democracy,” the PJD remains content with the political changes, and it favors a gradual, step-by-step reform process.[13] Indeed, the PJD’s moderate approach was rewarded in the elections of November 2011: it became the lead party in the new parliament, with 107 seats, up from the 46 seats it had in the last parliament. This result allowed the PJD to form a new government in coalition with other parties, including the nationalist Istiqlal Party, which was second with 60 seats.[14]

Nevertheless, the PJD still faces significant obstacles. Morocco suffers from a rapidly growing population, limited natural resources, high unemployment especially among young university graduates, as well as geopolitical challenges, such as the Western Sahara dispute that almost caused a crisis of relations recently between Morocco and its traditional ally, the United States.[15]

It is still too early to judge whether the PJD’s handling of Morocco’s challenges has affected the party’s popularity. The only tangible indication has been the results of the partial elections that occurred in five districts to elect new members of parliament in March 2013. The PJD and its partners in the coalition government won every contested seat.[16] If that is an indication, then the popularity of the PJD-led government seems to be intact among Moroccan voters.

Will Islamists in Power Weaken the Appeal of Salafi-Jihadism?
With the Islamist party’s success in Morocco, there is hope that Salafi-jihadis will lose appeal. Although Morocco has not suffered an Islamist insurgency in the past—in contrast to Egypt, Libya and Algeria in the 1990s—there have been a few terrorist attacks in the country. In 1994, there was an attack against the Atlas Asni Hotel in Marrakesh.[17] In 2003, a series of suicide attacks rocked Casablanca, resulting in 45 deaths, including 12 suicide bombers.[18] In 2011, an attack in Marrakesh killed 17 people, most of whom were tourists.[19]

All of these attacks were blamed on cells of Islamist militants, some of whom were influenced by al-Qa`ida. In the case of the Casablanca bombings in 2003, Moroccan authorities charged a group of Salafi-jihadi clerics with influencing the suicide bombers.[20] Authorities arrested a number of these clerics and sentenced them to lengthy prison terms. All of them maintained their innocence throughout. After the PJD came to power in 2011, the clerics were freed from prison.[21] Although this approach has risks, the PJD hopes that these clerics will now participate in the political process and therefore provide an outlet for would-be jihadists to engage in the political system. Some of the released Salafi-jihadi clerics, for example, have said that they may be willing to work within the political system and may even contest elections.[22] Former jihadists in countries such as Egypt and Libya have taken a similar approach, although with disappointing election results.[23] This outlet could prevent al-Qa`ida and other Salafi-jihadi groups from recruiting a section of Moroccan society who may have become jihadists if not for their participation in the political process.

Nevertheless, the threat from jihadist violence in Morocco remains. In the past few months, authorities have discovered and dismantled a number of jihadist cells in the country, reviving the memories of 2003.[24] The cells were trying to recruit people to train in northern Mali with al-Qa`ida in the Islamic Maghreb (AQIM).[25] These arrests reveal that jihadists are still operating in Morocco and continuing to train despite the fact that the Islamist PJD is now in power. It is not clear whether these militants have plans to execute attacks against targets in Morocco. There is concern, however, that the French-led intervention in northern Mali has made that location inaccessible to Moroccan jihadists, which might cause them to look for new targets or training locations.

These developments could lead to a similar situation as seen in Tunisia today, where despite the fact that the country is ruled by an Islamist-led government, Salafi-jihadis are openly recruiting young militants and sending them to training camps in the mountains, especially along Algeria’s borders.[26] If the jihadists in Morocco choose to confront the government, however, it will be difficult for them to achieve much popular support, especially in light of the fact that the party in power is Islamist and was elected by the people in free and fair elections. In fact, such a plan could backfire.

Camille Tawil is the author of Brothers In Arms: The Story of al-Qaeda and the Arab Jihadists.

[1] The amended constitution is still being written.

[2] The PJD was established in its current form in 1998, although its roots date back further. Its founder, Abdelkarim al-Khatib, was a prominent nationalist figure and a physician of King Mohammed V, grandfather of the current king. More information on this party can be found on its official website at www.pjd.ma.

[3] The Muslim Brotherhood in Egypt entered parliament during Mubarak’s rule, but this happened when its members won seats as independents, not as candidates of a political party. In Tunisia, Ennahda was prevented from operating in the country as a political party and its members were driven into exile (or into prison) in the early 1990s. In Libya, the Muslim Brotherhood was almost totally dismantled by Qadhafi’s security services in the late 1990s after the group was discovered to have clandestine cells within the country.

[4] The name of the coalition was the Green Alliance. The Green Alliance included the Movement of Society for Peace, Ennahda and the Movement for National Reform (Islah).

[5] There may have also been an unspoken reason why voters rejected the Islamists in the elections: the Algerian people paid a heavy price during the Islamist insurgency in the 1990s and some were fearful that voting the Islamists into power might lead the country into bloodshed once more. Therefore, they may have voted for the ruling party, the National Liberation Front, to ensure stability.

[6] The Islamist successes in Tunisia’s and Egypt’s elections may have also been helped by the fact that the old ruling parties, the Constitutional Democratic Rally (RCD) and the National Democratic Party, respectively, were banned after the revolutions, and thus the Islamists did not face an established opposition. In Libya, no loyalists of the old regime contested the elections, and in any case Qadhafi had not allowed any parties to operate in Libya during his 42-year rule.

[7] The revolutions in Tunisia and Egypt only lasted a few weeks, and their pace seemed to take the Islamist parties, Ennahda and the Muslim Brotherhood, by surprise. The protestors, who included Islamists, demanded a total “change” of the regime (the removal of Ben Ali and Mubarak), although it is not clear if this demand was made because of instructions from parties such as Ennahda and the Brotherhood. Whatever the case, the Islamist parties did not try to push for a compromise that included accepting a gradual reform from the old regimes of Ben Ali and Mubarak.

[8] Additionally, both governments were toppled despite Mubarak leading a strong military regime and Ben Ali leading a regime that was successful in both security and economic affairs. See personal interview, member of the commission that was asked by the palace to write Morocco’s new constitution in the spring of 2011, Rabat, Morocco, February 2013.

[9] The Moroccan security forces also calmed the situation by not using extreme violence against the protesters. Had they resorted to such tactics, developments may have escalated, as happened in Tunisia and Egypt.

[10] The new constitution was approved by a majority of 98% of votes, and the participation rate was 70%, according to the official results.

[11] Fathallah Arsalane, the Justice and Charity movement’s deputy leader, recently said in an interview that his group was ready to enter the political fray if the authorities allowed it. See “Banned Morocco Islamist Group ‘Ready to Form Party,’” Agence France-Presse, January 7, 2013.

[12] “The King’s Reforms Not Enough, Opponents,” BBC, June 18, 2011.

[13] The PJD, along with other groups, organized a large rally in Casablanca on May 1, 2011, in support of the reforms announced by the king in his speech of March 9. When the constitution was rewritten and the king announced a referendum to vote on it, the PJD called for a “Yes” vote. Mustapha Ramid, a top leader of the PJD, explained: “I say with all confidence that the planned constitution has clearly and to a great extent met a large part of our demands regarding reforms…therefore we decided to vote ‘yes’ for the constitution, although there are still many remarks about the chapters.” This statement is available at the PJD’s website: www.pjd.ma/news-pjd/actualite-742.

[14] The Istiqlal is a nationalist-conservative political party that led the struggle for Morocco’s independence. While a coalition between the PJD and the Istiqlal Party can be understood from an ideological point of view, what is strange about the current coalition government is the fact that it includes the Party of Progress and Socialism (the former communists). The Moroccan government, however, is currently facing a major crisis, with the new leadership of the Istiqlal Party threatening to walk out of the coalition over some political differences with the prime minister, Abdelilah Benkirane.

[15] The United States circulated a proposed Security Council resolution that backed widening the remit of the UN peace mission in the Sahara, MINURSO, to oversee the state of human rights in the region. This pleased the Polisario Front. The Polisario Front calls for a referendum on the independence of their territory, which has been administered by Morocco since the 1970s. Morocco, which considers the Sahara part of its historical territories, offered the Sahrawis self-governance under its sovereignty. The United States had to drop its proposal after strong protests from Morocco and some of its allies last month.

[16] For the results of this partial vote, see Jamal Saidi, “Morocco: Coalition Government Wins Partial Elections,” Morocco World News, March 2, 2013.

[17] Roger Cohen, “Islam Radicals Are Sentenced in France,” New York Times, January 11, 1997.

[18] “Terror Blasts Rock Casablanca,” BBC, May 17, 2003.

[19] Angelique Chrisafis, “Moroccan Tourist Cafe Terrorist Attack Leaves at Least 15 Dead,” Guardian, April 28, 2011.

[20] Four of the best-known Salafi-jihadi clerics in Morocco were arrested and tried in connection with the Casablanca bombings. Mohammed al-Fizizi, Abdul-Wahab Rafiki (Abu Hafs) and Omar al-Haddouchi were sentenced to 30 years in prison, while Hasan al-Kettani was given a 20-year sentence. They all denied any role in the bombings.

[21] Al-Kettani, Abu Hafs and al-Haddouchi were all freed by a royal pardon.

[22] After his release from prison, Mohammed al-Fizazi, for example, said that he was working on the final preparations before announcing a religious education association that will transform into “a political party with a religious bent.” He is even quoted as saying that he chose the name for his party as “Learning and Work” (Ilm and Amal).

[23] In Egypt, the Islamic Group (al-Gama`a al-Islamiyya) contested the 2011-2012 elections through a political party, the Building and Development Party, which gained 13 seats in the lower house of parliament. In Libya, the former jihadists of the Libyan Islamic Fighting group (LIFG) also contested the elections of the General National Congress in July 2012, but their political parties, such as al-Watan and al-Umma al-Wasat, failed miserably in winning almost any of the seats they contested.

[24] The Interior Ministry announced on May 9, 2013, that two extremist cells that were dismantled in November 2012 were planning to set up training camps and to carry out “jihad attacks” in Morocco. See “Moroccan Authorities Dismantled Cells Plotted To Carry Out Jihadist Attacks In Morocco,” Maghreb Arab Press, May 9, 2013.

[25] “Busted Islamist Cells ‘Planned Attacks’ in Morocco,” al-Arabiya, May 9, 2013.

[26] In December 2012, the Tunisian Interior Ministry announced that it had arrested 16 men suspected of belonging to a group with ties to al-Qa`ida in the Islamic Maghreb, in the western regions of Kasserine and Jendouba near the Algerian border. See “16 Qaeda Suspects Arrested in Tunisia: Minister,” Agence France-Presse, December 21, 2012.

Thursday, 21 March 2013

Terrorism Monitor's Al-Qaeda in the Islamic Maghreb

Terrorism Monitor has just published this piece - 


http://www.jamestown.org/single/?no_cache=1&tx_ttnews%5Btt_news%5D=40620&tx_ttnews%5BbackPid%5D=7&cHash=244e4cad7f152ab97b0d45a8bb8ae967


Al-Qaeda in the Islamic Maghreb Calls on North African Jihadists to Fight in Sahel, Not Syria

Publication: Terrorism Monitor Volume: 11 Issue: 6
March 20, 2013 04:32 PM Age: 17 hrs
AQIM leader Abu Musab Abd al-Wadoud (Source al-Andalus Media)
After more than two months of the French-led operation against Islamic militants in northern Mali, there are signs that al-Qaeda in the Islamic Maghreb (AQIM) is starting to feel the heat. AQIM has not only suffered heavy losses among its top leaders in Mali, but also seems to be suffering from a shortage of North African jihadi recruits, many of whom appear to prefer to fight their jihad in Syria instead of joining AQIM ranks in their own Maghreb region. 
What makes the problem even direr for AQIM is the fact that the organization's amir, Abu Musab Abd al-Wadoud (a.k.a. Abd al-Malik Droukdel), is fighting a distant war in Mali.  While Abu Musab seems to be stuck in northern Algeria, his fighters are hundreds of miles away, cornered by French and Chadian troops in northern Mali. Abu Musab also seems to be absent when his leadership is most needed; he has neither spoken publicly since the French started their Operation Serval on January 11, nor has he commented on the deadly attack against the In Aménas gas facility in Algeria which was launched by a commander he had just demoted. 
The AQIM leader was last heard from in a November 15, 2012 video released by al-Andalus, AQIM’s media branch. [1] Abu Musab issued the recording in anticipation of a French military operation in Mali after the UN Security Council gave a green light for a campaign to help the Malian government restore its authority over the northern part of the country. AQIM was not the only player in northern Mali; various groups operated there, such as the Mouvement National de Libération de l'Azawad  (MNLA), Ansar al-Din and the Movement for Unity and Jihad in West Africa (MUJWA). However, AQIM had a major stake in that part of the world, which had generated as much as 100 million dollars in ransom money and provided the militants with a safe haven in which to train recruits from around the world (BBC, February 8).  
AQIM’s Sahara branch, led by the late Nabil Makhloufi (a.k.a. Abu al-Kama), operated in no less than four brigades: al-Mulathamin (Mokhtar Belmokhtar), Tariq bin Ziad (Abd al-Hamid Abu Zeid), al-Furqan (Yahya Abu al-Hamam), and al-Ansar (Abd-al-Karim al-Tarqia local Tuareg militant) (al-Hayat, March 2; al-Jazeera, May 1, 2012). Abu Musab must have realized that a French attack in Mali would threaten not only the constant flow of ransom money, but could also jeopardize the safe haven that allowed training on weapons obtained from Libyan arsenals after the fall of Mu’ammar Qaddafi in 2011. 
Sensing that the French were preparing an attack, Abu Musab directed his words to the French president, François Hollande, telling him: “If you want war, we are more than ready.” He promised that if the French dared to intervene in northern Mali, AQIM would try to drag them into a long war of attrition, reminding the French president that the Algerian jihadists had fought their government for 20 years with light weapons, whereas today they have “a large arsenal of weapons, ammunition and men.” Abu Musab promised the French leader that: “The greater Sahara will be a brave for your soldiers.” [3] 
Almost two months after Abu Musab's threat, the French started their Mali operation, named Serval (“Wildcat”). By the end of January 2013, all the major towns in northern Mali had fallen into the hands of the French and their allies, mainly Malian and Chadian soldiers. AQIM fighters were forced to withdraw further north, where they seem to have been cornered in the Ifoghas mountains near the Algerian border. Dozens of these fighters are reported to have been killed, including Abd al-Hamid Abu Zeid and Mokhtar Belmokhtar, though only the death of the former is reported to have been confirmed by AQIM so far (al-Jazeera, March 3; al-Hayat, March 5; see also Terrorism Monitor Brief, March 8).  
If Abu Zeid has indeed been killed, AQIM has surely suffered a major setback. At the time of his reported death, Abu Zeid was not only the leader of the Tariq bin Ziad brigade; he had become the deputy leader of the amir of the whole Sahara region, Yahya Abu al-Hammam (a.k.a. Jamal Akasha), who had succeeded Nabil Makhloufi (a.k.a. Abu al-Kama) after his sudden death in a car accident in Mali in September 2012 (Agence Nouakchott d’Information, October 4; see also Terrorism Monitor Brief, October 18, 2012). Abu Zeid was also seen as a major generator of ransom money for AQIM, although it is not clear how much, if any, of that money was sent to the leadership in northern Algeria, where Abu Musab is believed to be based. 
In fact, Abu Zeid is reported to have been very strict with the money he was getting from ransom. According to people who have known him, Abu Zeid buried part of the money he was getting – the last payment alone is alleged to have totaled 16 million Euros – in secret places in the vast desert. Only Abu Zeid, equipped with a GPS device, would be able to find the money hidden in the Saharan sands (MarsadPress.net, March 2). 
However, if Abu Musab was saddened by the loss of Abu Zeid, his feelings are not totally clear regarding the possibility that Mokhtar Belmokhtar was another casualty of the French and Chadian operations in Mali. It was Belmokhtar who claimed to have launched the first reaction to French operations in Mali: on January 16 he sent a group of his men to attack the In Aménas gas facility in south-eastern Algeria, resulting in the death of dozens of foreign hostages, as well as most of the attackers (more than 30 in total). 
The significance of that attack was not only limited to the high number of foreign casualties. It was also seen as a kind of challenge to Abu Musab's authority, specifically because the latter had already relieved Belmokhtar of his command of an AQIM battalion in the Sahel (the Katibat al-Mulathamin, or “Veiled Brigade”). Belmokhtar's response to Abu Musab's snub was swift: in December 2012 he created his own group, al-Muwaqqi'un bil-Dima (“Those Who Sign in Blood”) and was the first to retaliate against the French operation in Mali. In the absence of a response from Abu Musab, it is not clear whether or not he saw Belmokhtar's action as a challenge to his authority. If the former was the case, then the reported death of Belmokhtar in Mali may have meant the removal of a possible challenger. Abu Musab’s continued silence could be explained if he is hiding somewhere inside Algeria and is unable to communicate with the outside world for security reasons. It could also be that he is preparing for retaliation against the French operation, as well as avenging the death of his men in Mali. 
However, a March 17 AQIM statement shows that the organization is indeed feeling the heat as a result of Mali's war. The statement was meant as a “direction” for North Africans (especially Tunisians) who want to participate in jihad. AQIM's message to those individuals was simple: work with the jihadist cells operating in your own countries, and if you want to fight, do so in the Maghreb and the Sahel, regions that need you more than other countries. This message clearly targeted those North African youths – mainly Tunisians - who are flocking to fight in Syria, as they did a few years ago in Iraq. The AQIM statement plainly says that joining the jihad in North Africa and the Sahel is better than going to fight abroad, an indication that AQIM may be suffering from battlefield losses and a declining number of recruits, a situation exacerbated by the appeal of Syria to potential jihadists. 
Will this statement persuade Tunisian jihadists to join AQIM’s ranks? The call may be too late for those who have already traveled to fight in Syria, but others who may be contemplating jihad could be swayed. At least some of those may decide to stay and join existing Salafi-Jihadist cells in their own countries or even join the fight in Mali or Algeria. There are already reports that the Tunisian borders with Algeria are seeing an increased level of activity by Islamic militants smuggling weapons and men, an indication that AQIM is preparing to renew operations in northern Algeria. 
Notes 
2. The Sahara branch of AQIM is officially led by Dawoud Abu Mousa, but his deputy Nabil Makhloufi was considered its effective leader before his death in September, 2012.
3. The full video can be accessed at: www.youtube.com/watch

Wednesday, 27 February 2013

Dakhla story


I have just come back from Western Sahara. Dakhla is very beautiful and it impressed me. 
Below is a story I wrote about my visit.
Camille
alhayat.com/Details/486813



في حي السلام بالداخلة (تصوير كميل الطويل)
الداخلة - كميل الطويلالثلاثاء ٢٦ فبراير ٢٠١٣
المغرب: مشاريع تنموية ضخمة في الصحراء... ودعوات إلى «بوليساريو» لقبول الحكم الذاتي
كانت الشمس قد بدأت في المغيب عندما تجمّع مئات المواطنين أمام مسجد في حي السلام في مدينة الداخلة، كبرى حواضر جهة وادي الذهب الكويرة في أقصى جنوب المحافظات الصحراوية. ارتدى الرجال زيّهم الصحراوي المميّز: دشداشة زرقاء أو بيضاء مطرّزة. أما النساء اللواتي ارتدين عباءات فضفاضة زاهية الألوان، فكنّ بين الفينة والأخرى يتركن العنان لألسنتهن لإطلاق الزغاريد. إعتلى بعض الصبية أعمدة الإنارة ليتمكنوا من رؤية «الحدث» الذي سيشهده حيّهم، وأخذوا يهتفون بلا انقطاع «عاش الملك عاش الملك». ما هي إلا دقائق حتى وصل والي الجهة حميد صبار ليطلق شارة البدء بمشروع ضخم لتحسين البنية التحتية لهذا الحي الذي يقطنه قرابة ثلث سكان الداخلة. لا يكتفي المشروع ببناء مساكن جديدة وتعبيد الطرقات وتبليط الأرصفة وتركيب أعمدة إنارة حديثة، بل يقضي أيضاً بإقامة مساحات مشجّرة تحوّل أجزاء من هذه المدينة إلى جنّات خضراء وسط صحراء قاحلة.
حي السلام، في واقع الأمر، يبدو اليوم وكأنه يلتحق متأخراً ببقية أحياء الداخلة التي تتميّز بهندسة عمرانية راقية مقارنة بغيرها من مدن الصحراء. ففيها مساحات كبيرة تُركت خصيصاً لتكون فضاء أخضر. وفي حين تخلو شوارعها النظيفة من الحفر، ويعج كورنيشها البحري بالمشاة مع حلول ساعات المساء، فقد شيّدت السلطات المغربية في المدينة الكثير من المدارس والمعاهد التعليمية والمساجد وأقامت قاعات رياضية مغلقة وملاعب حديثة لكرة القدم، كما أنجزت للتو صالة حفلات تضم مسرحاً ضخماً يتسع لخمسة آلاف شخص. وشهد مطار الداخلة توسعاً كبيراً في العام 2010 بحيث بات في إمكانه الآن أن يستقبل أكثر من 350 ألف مسافر في السنة، في حين يخضع مرفأها بدوره إلى عملية توسعة مماثلة كي يتمكن من استقبال مزيد من السفن الضخمة.
ويقول الوالي صبار لـ «الحياة» إن السلطات المغربية انتهت عموماً من إنجاز البنية التحتية التي تحتاجها الداخلة بحيث باتت الأرضية جاهزة للقطاع الخاص لإطلاق المشاريع التي توفّر فرص عمل للسكان وتنعش الاقتصاد المحلي، وهو اقتصاد يقوم أساساً على الصيد البحري والزراعة (الفلاحة) والسياحة. ويشدد صبار على مفهوم «المقاربة التشاركية» التي تعني إشراك ممثلي المنطقة المنتخبين في كل الخطط الإنمائية، الأمر الذي يسمح بأن تعكس هذه الخطط ما يريده المواطنون لمنطقتهم.
وجهة وادي الذهب الكويرة كانت آخر مناطق الصحراء التي تسيطر عليها القوات المغربية إثر انسحاب القوات الموريتانية منها عام 1979. وسيطر المغرب قبل ذلك بسنوات (في «المسيرة الخضراء» عام 1975) على بقية الأقاليم الصحراوية التي أخلاها المستعمر الإسباني. وتمثّل جهة وادي الذهب الكويرة نحو 20 في المئة من المساحة الإجمالية للمغرب إذا احتُسبت ضمنه المحافظات الصحراوية المتنازع عليها مع جبهة «بوليساريو». لكن هذه الجهة التي تبلغ مساحتها 142 ألف كلم مربع وتنقسم إلى إقليمين هما وادي الذهب وأوسرد (على الحدود مع موريتانيا)، تُعتبر أغنى مناطق المغرب لجهة الثروة السمكية (60 إلى 70 في المئة من إجمالي الناتج المغربي). وفي حين أن الشريط الساحلي لهذه الجهة يمتد بطول 667 كلم، فإن خليج وادي الذهب وحده يمتد على مساحة 400 كلم مربع ويُعتبر من أكثر المناطق ملاءمة لتكاثر الأسماك والرخويات (الأخطبوط). وتتمتع الداخلة بجو لطيف طوال أيام السنة كونها تقع في شبه جزيرة تفصل المحيط الأطلسي عن خليج وادي الذهب، ما يجعل طقسها مزيجاً من رياح المحيط القاسية وحرارة الصحراء المرتفعة.
ويؤكد الوالي صبّار لـ «الحياة»، في لقاء شارك فيه عشرات المسؤولين المحليين المنتخبين، أن السلطات المعنية «لا تميّز بين المغاربة في قطاع العمل. فالصحراء مثلها مثل بقية أرجاء المملكة ونحن لا نميّز بين المواطنين». لكنه يُقر بأن الصحراويين، مثلاً، ما زالوا غير مقبلين على العمل في بعض المجالات التي يتيحها سوق العمل، وبالتحديد في مجال الفلاحة التي يعتبرونها دخيلة على تقاليدهم، خصوصاً أنها لم تعد تقليدية بل باتت تتطلب تقنيات فنية متطورة كالرّي بالتنقيط. ويقول الوالي، في هذا الإطار، إنه شخصياً تدخل أخيراً لتأمين فرص عمل لصحراويين أعربوا عن رغبتهم في العمل في مزرعة خضار، لأنه يريدهم أن يتعلموا مهنة الزراعة، وإنه طلب من مسؤولي المزرعة التساهل معهم وعدم تكليفهم مهمات شاقة ومكافأتهم في شكل سخي لتشجيعهم على تعلّم هذه المهنة. لكنه يكشف أن من أصل 7 أشخاص التحقوا بالمزرعة لم يبق منهم سوى شخص وحيد في حين غادر البقية بعد وقت قصير من بدئهم العمل.
وفي واقع الأمر، تشهد الداخلة فورة زراعية، وتحديداً في مجال زراعة الطماطم ذات الجودة العالية التي تمكنت من غزو الأسواق الأوروبية. وتوضح ماجدة الإدريسي، المسؤولة في مزرعة تاورطة للطماطم قرب مدينة الداخلة، أن الزراعة تتم في خيم ضخمة تغطي مئات الهكتارات حيث تنمو نبتة الطماطم في جداول ترابية منصوبة فوق رمال الصحراء، ويتم ريّها من طريق التنقيط بالماء. وتشير خلال جولة لـ «الحياة» في المزرعة إلى أن الماء يتم استخراجه من خزانات جوفية على عمق 600 متر، وأن المنتوج بالغ الجودة (قد يصل إلى مئة طن من الطماطم سنوياً في الهكتار الواحد). لكنها تُقر بأن عملية توسيع الأرض الزراعية شهدت بعض التراجع لأن ثمة خوفاً من نضوب المياه الجوفية (يُخشى أنها غير متجددة). ولكن حتى لو كانت الخزانات الجوفية لا تحوي مياهاً متجددة، فإن خبراء قالوا إن في الإمكان اللجوء إلى صناعة تحلية مياه البحر للري، ولكن ذلك سيعني تكاليف إضافية ستقلّص الأرباح. ويعمل في شركة تاورطة 2900 عامل بينهم 560 في الداخلة وحدها، ولكن معظمهم يأتي من مناطق أخرى في شمال المغرب. وتنقل شركة تاورطة الطماطم بالشاحنات المبرّدة إلى أكادير حيث يتم تجهيزها للتصدير إلى الأسواق الأوروبية. وفي الداخلة حالياً 700 هكتار من الأرض المزروعة (المغطاة) التي تنتج 50 ألف طن من الطماطم سنوياً، في حين توجد خطط لاستثمار 2000 هكتار أخرى للزراعة.
لكن الداخلة ما زالت منطقة يتنازع السيادة عليها المغرب و «بوليساريو»، وهو أمر قد يشكّل عائقاً أمام تصدير منتجاتها إلى الأسواق العالمية. ويُقر الوالي صبار، رداً على سؤال، بأن المغرب واجه بالفعل «إكراهات» (صعوبات) نتيجة مواقف بعض دول شمال أوروبا حيث تنشط لوبيات قوية مؤيدة لـ «بوليساريو». لكنه أضاف أن هذه العقبات «تم تجاوزها الآن» ويتم التصدير في شكل عادي إلى أوروبا، بل إن ثمة استثمارات أوروبية باتت الآن تأتي إلى الصحراء خصوصاً في قطاع السياحة البحرية.
ويتولى المركز الجهوي للاستثمار (جهة حكومية) مهمة بارزة في هذا الإطار من خلال درس مشاريع الاستثمار التي يقدمها القطاع الخاص، المحلي والأجنبي، وتسهيل عملية الحصول على التراخيص اللازمة. وتمنح الدولة المغربية اعفاءات ضريبية كبيرة للمستثمرين، كما تقدم لهم حوافز كبيرة، في إطار جهود تنشيط القطاع الاقتصادي وتوفير فرص عمل للسكان.
وقابلت «الحياة» خلال جولة في الداخلة عشرات المسؤولين المحليين من قبائل صحراوية مؤيدة لعرش الملك محمد السادس. واتهم هؤلاء صراحة جارتهم الجزائر بالمسؤولية عن عرقلة تسوية أزمة الصحراء بسبب دعمها جبهة «بوليساريو» التي تتمسك بحق تقرير المصير من خلال استفتاء، في حين يقول المغرب إن الاستفتاء صار أمراً متجاوزاً بسبب تعثّر الوصول إلى اتفاق على من يحق له المشاركة فيه، ويطرح في المقابل حلاً سياسياً يقوم على منح الصحراء حكماً ذاتياً موسعاً. ودعا الوالي صبار، في هذا الإطار، الجزائر و «بوليساريو» إلى قبول اقتراح الحكم الذاتي، وحض الصحراويين اللاجئين في مخيمات تندوف في الجزائر على «العودة إلى وطنهم للمشاركة في عملية الإنماء الجارية فيه». وأبدى نائبا الداخلة (من «الحركة الشعبية» و «العدالة والتنمية») موقفاً مشابهاً، إذ شددا على رغبة الصحراويين في البقاء جزءاً من المملكة المغربية، وهو موقف ترفضه «بوليساريو» بشدة. وفي حين دعا سيد أحمد بكار، رئيس المجلس الإقليمي لوادي الذهب، الصحراويين في تندوف إلى التخلي عن العيش في مخيمات اللاجئين و «العودة إلى أهلهم في الصحراء»، شدد سيدي صلوح الجوماني، رئيس المجلس البلدي للداخلة، على أن الصحراويين ممثلون في كل المجالس المنتخبة وهم من يشرف على عملية تنمية إقليمهم بالتعاون مع السلطات المعيّنة مباشرة من الرباط (الوالي مثلاً).
في المغرب مقولة مشهورة تبدأ بسؤال عن المدينة التي «تُبكيك مرتين»، ويكون الجواب إنها الداخلة. فهي تُبكيك عندما تعرف أنه وقع الاختيار عليك لتنتقل من مدينتك كي تخدم في هذه المنطقة الصحراوية النائية. وتُبكيك بعد سنوات عندما تتعلق بها وتعرف أن الوقت قد حان لتتركها لتخدم في منطقة أخرى في المغرب.
الوالي صبار ربما مر بمثل هذه المشاعر. فبعدما مثّل بلاده في الأمم المتحدة في نيويورك وشارك في المفاوضات التي أثمرت إعلان خيار الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء، وقع الاختيار عليه كي يكون والياً في الداخلة، في عمق الصحراء. فهل سيبكي عندما تنتهي مهمته هناك؟ ربما من المبكر الإجابة عن هذا السؤال الآن، لكنه، كما يقول، سعيد وفخور بـ «الواجب» الذي يؤديه فيها حالياً.

Thursday, 31 January 2013

Algeria gas facility attack fuels jihadist rivalry


I've been quoted in this piece by CNN's Paul Cruickshank:



http://security.blogs.cnn.com/2013/01/30/algeria-gas-facility-attack-fuels-jihadist-rivalry/


Algeria gas facility attack fuels jihadist rivalry
January 30th, 2013
04:47 PM ET

Algeria gas facility attack fuels jihadist rivalry

By Paul Cruickshank
The deadly attack on the In Amenas gas facility in southern Algeria could herald a power struggle within al Qaeda in the Islamic Maghreb, or AQIM, which is fast becoming one of the most dangerous branches of the organization.
The attack was claimed by veteran Algerian jihadist Moktar Belmoktar, who last year was forced out of AQIM's leadership by its emir, Abdelmalek Droukdel. Their rivalry has been aggravated by geographic distance, disagreement over jihadist doctrine, and - above all - personal ambition. At one point, Droukdel tried to have Belmoktar assassinated, a former jihadist from the region told CNN.
The rift between them not only led Belmoktar to mastermind one of the most serious terrorist attacks in North Africa in years, but may also dictate the future course of jihad in the region, the sources say.
In September, Droukdel "fired" Belmoktar from the AQIM leadership, and he responded by setting up what one of his close associates described as a new trans-Saharan franchise of al Qaeda. Nearly all the men under his command were said to have followed Belmoktar out of AQIM.
In December, Belmoktar announced the formation of a new commando unit called "We Sign with Blood," and he promised attacks against Western interests in the region and the home soil of Western countries if an operation was launched against jihadists in northern Mali.
The name of the new commando unit was first used by a unit of an Algerian militant outfit that hijacked a French airliner in 1994, according to Camille Tawil, a Lebanese expert on al Qaeda.
"It is possible (Belmoktar) is trying to assert his influence in the Sahara and is telling Droukdel that 'it's me who is the big leader of the AQIM cells in the Sahel region, and I report directly to Zawahiri and Mullah Omar and not to you,' " Tawil told CNN.
Ayman al-Zawahiri is al Qaeda's leader, and Mullah Mohammed Omar is the spiritual leader of the Taliban.
The two men are close in age: Droukdel was born in 1970 in Meftah, just south of Algiers, and Belmoktar in 1972 in central Algeria on the edge of the Sahara. Both fought for the Armed Islamic Group in Algeria's brutal civil war.
Belmoktar spent time in jihadist encampments in Afghanistan in the early 1990s, providing him with contacts to al Qaeda's senior leadership, according to experts on the group. He also spent time in Yemen.
Droukdel did not travel to Afghanistan. He first became involved in Islamist activism after high school, according to Andrew Lebovich a Senegal-based analyst.
Belmoktar and Droukdel later joined a new group - the Salafist Group for Preaching and Combat, or GSPC, which promised an end to massacres of civilians - for which the Armed Islamic Group had become notorious. Droukdel became the emir of the group in 2004, which did not sit well with Belmoktar.
Droukdel subsequently reached out to al Qaeda's senior leadership in Pakistan and rebranded the GSPC as al Qaeda in the Islamic Maghreb in 2007. Documents recovered from Osama bin Laden's Abbottabad compound revealed correspondence between the two leaderships.
Mounting tensions
Belmoktar appears to have taken a backseat role when, in 2007, AQIM launched a suicide bombing campaign in Algeria, which included a deadly bombing against the UN headquarters in Algiers.
There were persistent rumors that he was secretly negotiating a cessation of hostilities with Algerian authorities, allegations that he later strongly denied.
Belmoktar, then as now based in Mali, had by 2007 built a powerful base of operations in the sub-Saharan region. He burnished his jihadist credentials with an audacious raid against a Mauritanian military base in 2005 that killed 15 soldiers.
But he had also built a flourishing criminal enterprise based on smuggling and charging "transit fees" to drug traffickers transporting Latin American cocaine through West Africa to Europe. He had also emerged as a political wheeler-dealer, buying influence and favors with a web of power brokers in the sub-Sahara region.
According to Noman Benotman, a former Libyan jihadist once personally acquainted with al Qaeda's top leaders, including bin Laden and Zawahiri, Droukdel welcomed the flow of cash into the group but became concerned that his own leadership was under threat. Droukdel, he said, also developed theological objections to Belmoktar's criminal enterprises.
Benotman, who is now a senior analyst at the Quilliam Foundation in London, told CNN that in 2007, Droukdel planned to have Belmoktar killed unless he subordinated himself to his leadership.
Belmoktar was summoned to Droukdel's mountainous stronghold in Kabylie, east of Algiers, but refused to go, fearing a trap.
When Droukdel sent an envoy to Mali to replace Belmoktar as the group's top commander in the Sahara, he grudgingly accepted a demotion, Benotman said, ending Droukdel's plans to kill him. But analysts say he only ever paid lip service to the new hierarchy that was imposed.
Instead, he developed his own group of loyal fighters, known as "Al-Mulathameen," or "The Masked Ones." According to Jean-Pierre Filiu, a French expert on North African terrorist groups, Belmoktar burnished his global jihadist credentials by dispatching his men to carry out a drive-by shooting on the Israeli Embassy in Nouakchott, Mauritania's capital, in 2008 and orchestrating a failed suicide bombing on the French Embassy there the following year.
Droukdel, meanwhile, tried a strategy of divide and rule by promoting Abdel Hamid Abu Zeid, an Algerian jihadist with a reputation for extreme brutality, to lead a separate fighting force, or "katiba," in the Sahara.
Rupture
With the fall of the Moammar Gadhafi's regime in Libya in 2011, Belmoktar's position strengthened significantly, because it triggered the takeover of northern Mali by Tuareg separatists and jihadists, creating a larger haven for his fighting group.
Belmoktar traveled to Libya, making contacts with Libyan militia and obtaining weapons from Gadhafi's stockpile for his group, according to regional security sources.
In contrast to Belmoktar, by 2012, Droukdel was becoming an increasingly marginalized figure in the global jihadist movement. Security operations by the Algerian military after the group's suicide bombing campaign significantly weakened the group and isolated it in he mountains east of Algiers.
In an effort to reassert control, Droukdel sent several envoys to northern Mali to remove him from the AQIM leadership altogether, according to Benotman. He told CNN that according to his sources, the envoys visited jihadist encampments in Gao, Kidal and Timbuktu, where they read out a letter from Droukdel making the announcement public.
Benotman told CNN that one of the triggers may have been annoyance with Belmoktar's unauthorized scouting and networking missions into Libya. According to regional security sources, another factor may have been that Belmoktar was planning attacks against Western interests without authorization.
A competition for Zawahiri's approval
Belmoktar now appears to have made a pitch to "al Qaeda central" with the In Amenas attack. In a video recorded during the standoff, he went out of his way to claim the attack on behalf of al Qaeda.
Belmoktar's demand during the siege for the release from U.S. prisons of Omar Abdul Rahman (the blind sheikh) and Aafia Siddiqi, two hugely popular figures in pro-al Qaeda circles, may have been a calculated effort to boost his popularity.
"Al Qaeda's stamp of approval to these guys means everything because without this, they have little legitimacy" Benotman told CNN. "Zawahiri and the top leadership will have to intervene and sort the problem out. Belmoktar is now a legend, so they'll have no choice but to hear him out," he said.
Tawil agrees, calling Belmoktar "the rising star among the Islamists in the Sahel."
He believes Zawahiri may try to resolve the dispute by installing him as the leader of a separate al Qaeda affiliate in the Sahara-Sahel region, but says this probably would not end their rivalry.
Tawil told CNN that Droukdel and Belmoktar may escalate their terrorist campaigns in North Africa and the Sahara to outbid each other in responding to the French military offensive in Mali.
"Both of them will be trying to prove that they are worthy of carrying the name "jihad," and they will try to do something in next days and months," he told CNN.
Belmoktar has become one of the top targets of Western intelligence services. According to a security source briefed by Western intelligence, French intelligence services have been targeting him for some time out of concern that he might organize attacks in France or try to bring down a civilian airplane with surface-to-air missiles looted from Gadhafi regime stockpiles.
Some say that such is the rivalry between the two men that Western intelligence services should think twice about targeting Belmoktar.
In a policy briefing published by the Quilliam Foundation on Monday, Benotman argued that "in order to create a self-defeating mechanism within AQIM itself, it would be highly effective to encourage and foster an already existing strong rivalry and disunity within the group."
But in the meantime, Belmoktar and Droukdel will no doubt be planning further operations against Western interests in North Africa.