السفير الأميركي لدى بريطانيا لـ«الحياة»: مهمتنا في أفغانستان تدمير «القاعدة» وتفكيكها
الجمعة, 04 ديسيمبر 2009
شدد سفير الولايات المتحدة في لندن لويس سوسمان على أن مهمة بلاده في أفغانستان «تدمير القاعدة وتفكيكها». وأكد ثقته في الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس باراك أوباما في أفغانستان اول من امس، قائلاً إنها ستسمح ببدء سحب القوات من هذا البلد خلال 18 شهراً.
وجدد السفير سوسمان في لقاء مع «الحياة» في مكتبه في السفارة الأميركية الأربعاء، التأكيد على رغبة إدارة الرئيس أوباما في الانفتاح على العالم الإسلامي، قائلاً إن الخطر من «التطرف» الذي يمثّله تنظيم «القاعدة» لا يستهدف أميركا فقط. وأوضح: «لقد ألقى الرئيس أوباما كلمته إلى العالم الإسلامي من القاهرة (في الصيف الماضي)، وهو يحاول في شكل مستميت أن يُقنع العالم العربي بالتنبه إلى هذا الخطر (التطرف). نحن لسنا أعداء المسلمين، بل على العكس نكن اعجاباً بدينهم ونقدّر العرب حكومات وشعوباً. لكن ما لا نتحمله هو أن يقوم أناس بإلحاق الأذى بنا. لذلك، فرسالتنا للعالم العربي اليوم لا تختلف عن كلمتنا في القاهرة: إن الإسلام لا يدعو الى التطرف، ولا إلى تزنير الأجسام بالمتفجرات. رسالتنا هي أن واجبنا حماية أنفسنا مما تقوم به القاعدة، كما تقوم الحكومات المسلمة بحماية مواطنيها. وإذا أراد العرب والمسلون المساعدة فإننا نتطلع إلى ذلك ونريده».
وعن طبيعة المهمة التي يقوم بها الأميركيون في أفغانستان اليوم، قال: «مهمتنا في أفغانستان أن ندمّر ونفكك ونهزم القاعدة التي ما زالت حتى اليوم تخطط لإلحاق الأذى بنا. فلولا القاعدة لما كنا موجودين (في أفغانستان). حركة طالبان هي مشكلة للحكومة الأفغانية لأنها تريد إسقاطها. مشكلتنا مع الناس الذين يوفرون المأوى للقاعدة. فطالبان لديها أجندتها الخاصة وهي قلب الحكومة الأفغانية، وهي ستبقى حتى لو لم تكن القاعدة موجودة في أفغانستان».وجدد السفير سوسمان في لقاء مع «الحياة» في مكتبه في السفارة الأميركية الأربعاء، التأكيد على رغبة إدارة الرئيس أوباما في الانفتاح على العالم الإسلامي، قائلاً إن الخطر من «التطرف» الذي يمثّله تنظيم «القاعدة» لا يستهدف أميركا فقط. وأوضح: «لقد ألقى الرئيس أوباما كلمته إلى العالم الإسلامي من القاهرة (في الصيف الماضي)، وهو يحاول في شكل مستميت أن يُقنع العالم العربي بالتنبه إلى هذا الخطر (التطرف). نحن لسنا أعداء المسلمين، بل على العكس نكن اعجاباً بدينهم ونقدّر العرب حكومات وشعوباً. لكن ما لا نتحمله هو أن يقوم أناس بإلحاق الأذى بنا. لذلك، فرسالتنا للعالم العربي اليوم لا تختلف عن كلمتنا في القاهرة: إن الإسلام لا يدعو الى التطرف، ولا إلى تزنير الأجسام بالمتفجرات. رسالتنا هي أن واجبنا حماية أنفسنا مما تقوم به القاعدة، كما تقوم الحكومات المسلمة بحماية مواطنيها. وإذا أراد العرب والمسلون المساعدة فإننا نتطلع إلى ذلك ونريده».
لكنه أضاف: «سنقوم بكل ما يمكننا للتصدي لأي مساعدة يمكن أن تقدمها طالبان للقاعدة. سنعمل جاهدين بالتعاون مع أفغانستان وباكستان لإغلاق المناطق التي تحاول القاعدة الحصول عليها في باكستان والمناطق الحدودية القبلية بين باكستان وأفغانستان. إننا سنذهب وراء أي منطقة آمنة تستخدمها القاعدة».
وهل هذا يشمل باكستان؟ أجاب: «بالتأكيد، ولكن هناك قيوداً لما يمكن أن نقوم به في باكستان. فهذه دولة سيدة، وهي تقوم حالياً بعملية في جنوب وزيرستان، كما تقوم بسياستها الخاصة (ضد القاعدة وطالبان). ولكن يمكنك فقط النظر إلى الضربات التي وجّهناها إلى القاعدة هناك: لقد قضينا على 15 من بين أكبر 20 زعيماً في القاعدة في باكستان. لقد وجّهنا ضربة شديدة إلى هذه المجموعة».
وهل يعتقد أن القادة الرئيسيين لـ «القاعدة» يختبئون حالياً في الجانب الباكستاني من الحدود وليسوا في أفغانستان؟ أجاب: «إذا كنا نتحدث عن أسامة بن لادن وأيمن الظواهري فهذا صحيح نعم».
وأوضح: «هدفنا في افغانستان وباكستان هو تعطيل وتفكيك وهزيمة القاعدة وحرمانها من ملجأها الآمن في باكستان، ومنع رجوعها الى افغانستان او باكستان. ويمكن تحقيق ذلك بمساعدة الافغان على بناء حكومة جيدة وقادرة وفعالة في خدمة الشعب الافغاني. في باكستان، نحن نسعى الى شراكة طويلة المدى بالتعاون مع المجتمع الدولي لمساعدة باكستان في التغلب على تحدياتها الامنية والاقتصادية والسياسية».
وزاد: «ان هذه المهمة لا تتعلق فقط بدولة واحدة او منطقة واحدة وانما هي مسؤولية دولية مشتركة. ولتحقيق هذا الهدف نعمل على بناء اكبر تجمع دولي لمساعدة افغانستان وباكستان. نقطة اساسية في استراتيجيتنا السياسية هي دعم الجهد الافغاني لتأهيل المسلحين غير الملتزمين ايديولوجيا مع القاعدة والمستعدين لالقاء السلاح والانخراط في العملية السياسية. ان افغانستان مستقرة، تسيطر فيها القوات الافغانية على اراضيها، ولا يجد فيها الارهابيون ملجأ آمنا وتقدم فيها الحكومة الخدمات الاساسية، سوف تجعل المنطقة مستقرة وتمنع هجمات من الاراضي الافغانية على الولايات المتحدة او حلفائها، في المستقبل».
وأشار إلى جهود توفير البنية التحتية التي يقوم بها الجنود الأميركيون في أفغانستان، قائلاً «إننا نقوم بتوصيل الكهرباء ومد مجاري المياه الصحية وشق الطرقات وبناء المدارس للمواطنين الآفغان. وهذا الأمر يعطي المواطنين ثقة بأن هذه الحياة التي يمكنهم الحصول عليها هي أفضل من الحياة التي يمكن أن توفرها لهم طالبان».
السنوات الثماني
وسُئل سوسمان كيف يمكن أن تحقق بلاده نجاحاً في استراتيجيتها الجديدة في أفغانستان خلال 18 شهراً بعدما عجزت عن ذلك طوال ثماني سنوات، فأجاب بأن الإدارة الجمهورية هي التي كانت مسؤولة على مدى سبع سنوات من بين الثماني الماضية بينما لم تبدأ الإدارة الديموقراطية ممارسة سياستها سوى منذ عشرة شهور فقط.
وقال إن إدارة أوباما أرسلت حتى الآن 21 ألف جندي جديد إلى أفغانستان وسترسل 30 ألفاً آخرين في الشهور القليلة المقبلة. وتابع: « لدينا أفضل قائد عسكري يمكن أن نحصل عليه وهو الجنرال (ستانلي) ماكريستال الذي أجرى تقويماً وقال إنه يحتاج إلى حوالى 40 ألف جندي. سنُرسل 30 ألفاً كما سيرسل حلفاؤنا أكثر من خمسة آلاف. والآن يقول الجنرال ماكريستال إنه سيكون قادراً على القيام بالمهمة. لا يمكننا أن نبقى في أفغانستان إلى ما لا نهاية. سيكون في إمكاننا خلال الشهور الـ 18 المقبلة أن نوفر جهداً كافياً مع الحكومة الأفغانية كي ندربها ونضع قواتها في المواقع الصحيحة كي تتسلم زمام الأمور في بلدها. ونعتقد أن ذلك ممكن القيام به خلال الشهور الـ 18 المقبلة. وإذا وصلنا إلى مرحلة استطعنا فيها تأمين المراكز السكنية وبات الجيش الأفغاني في وضع جاهز كي يحمي مصالح حكومته وشعبه فإننا سنبدأ بالانسحاب بعد 18 شهراً».
وسُئل عن تشديد حكومته الآن على ضرورة قيام حكم رشيد في أفغانستان بينما النظرة السائدة هي أن من بين حلفاء الأميركيين في الحرب ضد القاعدة وطالبان فاسدين وأمراء حرب دمّروا بلدهم، فأجاب: «الرئيس أوباما ورئيس الوزراء (البريطاني غوردون براون) كانا واضحين مع الرئيس (حامد) كارزاي. لكي تكون أفغانستان شريكاً يُعتمد عليه يجب أن يكون هناك حكم رشيد ويتوقف الفساد. هناك عواقب لعدم السير في ذلك».
وأضاف: «أعتقد أننا حاولنا جاهدين لدى الرئيس كارزاي كي يزيح الناس الفاسدين. لكن دعني أقول إن هناك في المقابل كثيرين من المسؤولين الصالحين في إدارته ممن يهتمون بمصالح شعبهم، ولذلك فإن من غير العدل أن يوضع الفاسدون في الخانة نفسها مع غير الفاسدين». وتابع: «ما هو مهم هو أن الجنود الأميركيين وجنود القوات الحليفة لن يستمروا في بذل حياتهم من أجل حكومة غير مسؤولة. هناك وسائل عدة للتصدي لطالبان من دون اللجوء إلى الفساد. وأعتقد اننا تلقينا تعهدات بأن الحكومة الأفغانية لن تتساهل مع الفساد».
دور إيران
وعن دور إيران في أفغانستان، قال: «وفقاً لمعلوماتي، لم نر دعماً كبيراً تقدمه إيران لتمرد طالبان في أفغانستان. لم أر ذلك أو أسمع به، ولكن هذا لا يعني أنه لم يحصل. رسالتنا لإيران: إننا نقوم بجهد ايجابي وكبير كي ندفعها إلى العودة إلى المجتمع الدولي والتصرف تصرفاً جيداً. وهذا لا يكون بتوسيع البرنامج النووي (السري) ولا بتوفير المساعدة والمأوى لأعداء الدول الأخرى. فإذا كانوا يفعلون ذلك (يدعمون تمرد طالبان) فإننا ندعوهم إلى التوقف عن ذلك، وإذا كانوا لا يفعلون ذلك فإننا نقول لهم شكراً».